ابن المجد
الإمام العالم الحافظ المتقن القدوة الصالح سيف الدين أبو العباس أحمد بن المحدث الفقيه مجد الدين عيسى بن الإمام العلامة موفق الدين عبد الله بن أحمد بن محمد بن قدامة ، المقدسي الصالحي الحنبلي .
ولد سنة خمس وستمائة .
وسمع أبا اليمن الكندي ، وابن الحرستاني ، وابن ملاعب ، وجده ، وجماعة . وتخرج بخاله الحافظ ضياء الدين ، وارتحل ، وله ثماني عشرة سنة ، فسمع من الفتح بن عبد السلام وعلي بن بوزندار ، وأبي علي بن الجواليقي وطبقتهم ، ثم ارتحل إلى بغداد أيضا سنة ست وعشرين ، وكتب الكثير ، وجمع ، وصنف ، وبرع في الحديث .
وكان ثقة ثبتا ، ذكيا ، سلفيا ، تقيا ، ذا ورع وتقوى ، ومحاسن جمة ، وتعبد وتأله ، ومروءة تامة ، وقول بالحق ، ونهي عن المنكر ، ولو عاش لساد في العلم العمل فرحمه الله تعالى . وكتب لنفسه وبالأجرة وأفاد الطلبة .
[ ص: 119 ] روى عنه أبو بكر أحمد بن محمد الدشتي وغيره ، وعاش ثمانيا وثلاثين سنة .
توفي في أول شعبان سنة ثلاث وأربعين وستمائة ودفن عند آبائه ، وله مصنف في السماع .
أخبرنا أحمد بن محمد المعلم ، أخبرنا أحمد بن عيسى الحافظ ، أخبرنا محمد بن أبي المعالي الصوفي وغيره ، قالوا : أخبرنا أبو بكر بن الزاغوني ، أخبرنا أبو القاسم بن البسري ، حدثنا أبو طاهر الذهبي ، حدثنا البغوي ، حدثنا أبو نصر التمار والعيشي ، قالا : حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن أنس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : غريب تفرد به حفت الجنة بالمكاره ، وخفت النار بالشهوات حماد . أخرجه مسلم عن القعنبي عنه ، ويرويه حماد أيضا عن خاله حميد الطويل عن أنس .