مجاهد بن جبر ( ع ) 
الإمام ، شيخ القراء والمفسرين ، أبو الحجاج المكي ، الأسود ، مولى السائب بن أبي السائب المخزومي  ، ويقال : مولى عبد الله بن السائب القارئ  ،  [ ص: 450 ] ويقال : مولى قيس بن الحارث المخزومي  روى عن ابن عباس  ، فأكثر وأطاب ، وعنه أخذ القرآن ، والتفسير ، والفقه ، وعن  أبي هريرة  ،  وعائشة  ،  وسعد بن أبي وقاص  ،  وعبد الله بن عمرو  ،  وابن عمر  ،  ورافع بن خديج  ، وأم كرز ،   وجابر بن عبد الله  ،  وأبي سعيد الخدري  ،  وأم هانئ  ، وأسد بن ظهير  ، وعدة . 
تلا عليه جماعة : منهم ابن كثير الداري  ،  وأبو عمرو بن العلاء  ، وابن محيصن   . 
وحدث عنه عكرمة  ،  وطاوس  ،  وعطاء   - وهم من أقرانه - ،  وعمرو بن دينار  ،  وأبو الزبير  ،  والحكم بن عتيبة  ،  وابن أبي نجيح  ،  ومنصور بن المعتمر  ، وسليمان الأعمش  ،  وأيوب السختياني  ،  وابن عون  ،  وعمر بن ذر  ، ومعروف بن مشكان  ،  وقتادة بن دعامة  ، والفضل بن ميمون  ، وإبراهيم بن مهاجر  ، وحميد الأعرج  ، وبكير بن الأخنس  ، والحسن الفقيمي  ،  وخصيف  ، وسليمان الأحول  ، وسيف بن سليمان  ،  وعبد الكريم الجزري  ،  وأبو حصين  ،  والعوام بن حوشب  ،  وفطر بن خليفة  ،  والنضر بن عربي  ، وخلق كثير . 
قال الأنصاري   : حدثنا الفضل بن ميمون   : سمعت  مجاهدا  يقول : عرضت القرآن على ابن عباس  ثلاثين مرة . 
وروى ابن إسحاق  ، عن أبان بن صالح  ، عن مجاهد  ، قال : عرضت القرآن ثلاث عرضات على ابن عباس  ، أقفه عند كل آية ، أسأله فيم نزلت ، وكيف كانت  . 
قال محمد بن عبد الله بن عبد الحكم   : حدثنا  الشافعي  ، حدثنا  [ ص: 451 ] إسماعيل بن عبد الله بن قسطنطين  ، قال : قرأت على شبل بن عباد  ، وقرأ على ابن كثير  ، وأخبره ابن كثير  أنه قرأ على مجاهد  ، وقرأ مجاهد  على ابن عباس   . 
قال  سفيان الثوري   : خذوا التفسير من أربعة : مجاهد  ،  وسعيد بن جبير  ، وعكرمة  ، والضحاك   . 
وقال خصيف   : كان مجاهد  أعلمهم بالتفسير . 
وقال قتادة   : أعلم من بقي بالتفسير مجاهد   . قال أبو بكر بن عياش   : قلت للأعمش   : ما بالهم يتقون تفسير مجاهد  ؟ قال : كانوا يرون أنه يسأل أهل الكتاب  . 
قال ابن المديني   : سمع مجاهد  من عائشة   . وقال  يحيى القطان   : لم يسمع منها . 
قلت : بلى قد سمع منها شيئا يسيرا . 
قال  ابن جريج   : لأن أكون سمعت من مجاهد  ، فأقول : سمعت  مجاهدا  أحب إلي من أهلي ومالي . 
قلت : مع أنه قلما سمع من مجاهد  حرفين . 
وقال  يحيى بن معين  ، وطائفة : مجاهد  ثقة .  [ ص: 452 ] 
ويقال : سكن الكوفة  بأخرة ، وكان كثير الأسفار والتنقل . 
قال سلمة بن كهيل  ما رأيت أحدا يريد بهذا العلم وجه الله إلا هؤلاء الثلاثة : عطاء  ، ومجاهد  ،  وطاوس   . 
بقية ، عن حبيب بن صالح   : سمع  مجاهدا  يقول : استفرغ علمي القرآن . 
شعبة  ، عن رجل : سمعت  مجاهدا  يقول : صحبت ابن عمر  وأنا أريد أن أخدمه فكان يخدمني  . 
إبراهيم بن مهاجر  ، عن مجاهد  ، قال : ربما أخذ ابن عمر  لي بالركاب  . 
قال الأعمش   : كنت إذا رأيت  مجاهدا  ازدريته ; متبذلا كأنه خربندج ضل حماره وهو مغتم . 
روى الأجلح ،  عن مجاهد  ، قال : طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية ، ثم رزق الله النية بعد . 
وقال منصور  ، عن مجاهد  ، قال : لا تنوهوا بي في الخلق .  [ ص: 453 ] 
حصين  ، عن مجاهد   : بينا أنا أصلي إذ قام مثل الغلام ذات ليلة ، فشددت عليه لآخذه ، فوثب فوقع خلف الحائط حتى سمعت وجبته ، ثم قال : إنهم يهابونكم كما تهابونهم من أجل ملك سليمان   . 
وروي عن الأعمش  ، قال : كان مجاهد  كأنه حمال ، فإذا نطق خرج من فيه اللؤلؤ . 
وقال حميد الأعرج   : كان مجاهد   - رحمه الله - يكبر من سورة " والضحى " . 
قال أبو القاسم ابن عساكر   : قدم مجاهد  على سليمان بن عبد الملك  ، ثم على عمر بن عبد العزيز  ، وشهد وفاته . 
فروى مروان بن معاوية  ، عن معروف بن مشكان  ، عن مجاهد  ، قال : قال لي عمر بن عبد العزيز   : يا مجاهد  ما يقول الناس في ؟ قلت : يقولون مسحور . قال : ما أنا بمسحور . ثم دعا غلاما له فقال : ويحك ، ما حملك على أن سقيتني السم ؟ قال : ألف دينار أعطيتها وأن أعتق . قال : هاتها . فجاء بها ، فألقاها في بيت المال ، وقال : اذهب حيث لا يراك أحد . 
قال محمد بن عبيد  ، عن الثوري  ، قال : مجاهد  مولى لبني زهرة   . 
وقال  أحمد بن حنبل   : مجاهد  مولى عبد الله بن السائب   . 
وقال  الحميدي  وغيره : مولى قيس بن السائب   .  [ ص: 454 ] 
وقال ابن المديني   : كان ابن إسحاق  يقول في أحاديث مجاهد  كلها : مجاهد بن جبير  وهو مولى قيس بن السائب بن أبي السائب  ، وكان السائب  شريك النبي صلى الله عليه وسلم . 
وقال ابن سعد  مولى قيس   . وقال  البخاري  ومسلم  كقول أحمد   . 
قال الحافظ  عبد الغني المصري  للمصريين مجاهد بن جبر  آخر ، ذكره ابن يونس . 
 قال الأعمش   : قال مجاهد   : لو كنت قرأت قراءة ابن مسعود  ، لم أحتج أن أسأل ابن عباس  عن كثير من القرآن مما سألت  . رواه ابن عيينة  عنه . 
 مطر الوراق  ، عن قتادة  ، قال : أعلم من بقي بالحلال والحرام الزهري  ، وأعلم من بقي بالقرآن مجاهد   . 
قال ابن سعد  مجاهد  ثقة ، فقيه ، عالم ، كثير الحديث . 
قال ابن خراش   : أحاديث مجاهد  عن علي   وعائشة  ، مراسيل . 
الثوري  ، عن إبراهيم بن مهاجر  ، عن مجاهد  ، قال : ربما أخذ لي ابن عمر  بالركاب ، وربما أدخل ابن عباس  أصابعه في إبطي  . 
يعلى بن عبيد  ، عن الأعمش  ، عن مجاهد  ، قال : ما أدري أي  [ ص: 455 ] النعمتين أعظم : أن هداني للإسلام ، أو عافاني من هذه الأهواء  . 
قلت : مثل الرفض والقدر والتجهم . 
يحيى بن سليم   : حدثنا عبد الوهاب بن مجاهد  ، قال : كنت عند أبي فجاء ولده يعقوب ،  فقال : يا أبتاه ، إن لنا أصحابا يزعمون أن إيمان أهل السماء وأهل الأرض واحد . فقال : يا بني ، ما هؤلاء بأصحابي ، لا يجعل الله من هو منغمس في الخطايا كمن لا ذنب له . 
وبإسناد حسن ، عن مجاهد  ، قال : كنت في جنازة رجل ، فسمعت رجلا يقول لامرأة الميت : لا تسبقيني بنفسك . قالت : قد سبقت . 
قلت : ولمجاهد  أقوال وغرائب في العلم والتفسير تستنكر . وبلغنا أنه ذهب إلى بابل  ، وطلب من متوليها أن يوقفه على هاروت  وماروت   . قال : فبعث معي يهوديا ، حتى أتينا تنورا في الأرض ، فكشف لنا عنهما ، فإذا بهما معلقان منكسان ، فقلت : آمنت بالذي خلقكما . فاضطربا ، فغشي علي وعلى اليهودي ، ثم أفقنا بعد حين ، فلامني اليهودي ، وقال : كدت أن تهلكنا . 
قال أبو عمر الضرير   : مات مجاهد  سنة مائة . 
قلت : هذا قول شاذ ; فإن  مجاهدا  رأى عمر بن عبد العزيز  يموت . 
وقال أبو نعيم   : مات مجاهد  وهو ساجد سنة ثنتين ومائة . وكذا أرخه الهيثم بن عدي  ، والمدائني  ، وجماعة . 
وقال حماد الخياط  ، وأبو عبيد  ، وجماعة : مات سنة ثلاث ومائة . 
وقال  [ ص: 456 ] ابن المديني  وغيره : سنة أربع ومائة . وجاء عن ابن المديني   : سنة ثمان ومائة . رواه عنه ابنه عبد الله   . وعنه سنة سبع ومائة . 
وروى  محمد بن عمر الواقدي  ، عن  ابن جريج  ، قال : بلغ مجاهد  ثلاثا وثمانين سنة وقال  يحيى القطان  وغيره : مات سنة أربع ومائة . 
محمد بن حميد الرازي الحافظ   : أنبأنا عبد الله بن عبد القدوس  ، عن الأعمش  قال : كان مجاهد  لا يسمع بأعجوبة إلا ذهب فنظر إليها ، ذهب إلى بئر برهوت بحضرموت  ، وذهب إلى بابل  ، عليها وال فقال له مجاهد   : تعرض علي هاروت  وماروت  ؟ . قال : فدعا رجلا من السحرة ، فقال : اذهب به . فقال اليهودي : بشرط أن لا تدعو الله عندهما ، قال : فذهب بي إلى قلعة ، فقطع منها حجرا ، ثم قال : خذ برجلي . فهوى به حتى انتهى إلى جوبة فإذا هما معلقان منكسان كالجبلين ، فلما رأيتهما قلت : سبحان الله خالقكما . فاضطربا ، فكأن الجبال تدكدكت ، فغشي علي وعلى اليهودي ، ثم أفاق قبلي فقال : أهلكت نفسك وأهلكتنى . 
أخبرنا إسحاق الأسدي  ، أنبأنا ابن خليل  ، أنبأنا أبو المكارم  ، أنبأنا أبو علي  ، أنبأنا أبو نعيم  ، حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد  ، حدثنا عبد الله بن شيرويه  ، حدثنا  ابن راهويه  ، حدثنا  محمد بن سلمة  ، والمحاربي  ، قالا : حدثنا ابن إسحاق ،  عن أبان بن صالح  ، عن مجاهد  ، قال : عرضت القرآن  [ ص: 457 ] على ابن عباس  ثلاث عرضات ، أقفه عند كل آية أسأله فيم نزلت وكيف كانت  . 
وبه ، إلى أبي نعيم   : حدثنا حبيب بن الحسن  ، حدثنا يوسف القاضي  ، حدثنا عمرو بن مرزوق  ، حدثنا شعبة  ، عن الحكم  ، عن مجاهد  ، قال : الرعد ملك يزجر السحاب بصوته . 
أخبرنا أحمد بن إسحاق  ، أنبأنا محمد بن هبة الله  ، أنبأنا عمي محمد بن عبد العزيز الدينوري  ، أنبأنا عاصم بن الحسن  ، أنبأنا أبو عمر بن مهدي  ، نبأنا الحسين بن إسماعيل  ، حدثنا  يعقوب الدورقي  ، حدثنا مروان بن شجاع  ، عن خصيف  ، عن مجاهد  ، عن  أبي سعيد الخدري  ، قال : سمعت رسول الله ، مرتين على المنبر يقول : الذهب بالذهب ، والفضة بالفضة وزنا بوزن 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					