nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73nindex.php?page=treesubj&link=28990_18681وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين كفروا للذين آمنوا أي الفريقين خير مقاما وأحسن نديا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74وكم أهلكنا قبلهم من قرن هم أحسن أثاثا وريا .
عطف على قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=66ويقول الإنسان أإذا ما مت لسوف أخرج حيا ) . وهذا صنف آخر من غرور المشركين بالدنيا وإناطتهم دلالة على السعادة بأحوال طيب العيش في الدنيا فكان المشركون يتشففون على المؤمنين ويرون أنفسهم أسعد منهم .
والتلاوة : القراءة . وقد تقدمت عند قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان ) في البقرة ، وقوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا ) في أول الأنفال . كان النبيء - صلى الله عليه وسلم - يقرأ على المشركين القرآن فيسمعون آيات النعي عليهم وإنذارهم بسوء المصير ، وآيات البشارة للمؤمنين بحسن العاقبة ، فكان المشركون يكذبون بذلك ويقولون : لو كان للمؤمنين خير لعجل لهم ، فنحن في نعمة وأهل سيادة ، وأتباع
محمد من عامة الناس ، وكيف يفوقوننا بل كيف يستوون معنا ، ولو كنا عند الله كما يقول
محمد لمن على المؤمنين برفاهية العيش فإنهم في حالة ضنك ولا يساووننا ، فلو أقصاهم
محمد عن مجلسه لاتبعناه .
قال تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين )
[ ص: 154 ] وقال تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وقال الذين كفروا للذين آمنوا لو كان خيرا ما سبقونا إليه ) . فلأجل كون المشركين كانوا يقيسون هذا القياس الفاسد ويغالطون به جعل قولهم به معلقا بزمان تلاوة آيات القرآن عليهم . فالمراد بالآيات البينات : آيات القرآن ، ومعنى كونها بينات : أنها واضحات الحجة عليهم ومفعمة بالأدلة المقنعة . واللام في قوله (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73للذين آمنوا ) يجوز كونها للتعليل ، أي قالوا لأجل الذين آمنوا ، أي من أجل شأنهم ، فيكون هذا قول المشركين فيما بينهم . ويجوز كونها متعلقة بفعل قال لتعديته إلى متعلقه ، فيكون قولهم خطابا منهم للمؤمنين . والاستفهام في قولهم (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73أي الفريقين ) تقريري .
وقرأ من عدا
ابن كثير مقاما بفتح الميم على أنه اسم مكان من قام ، أطلق مجازا على الحظ والرفعة ، كما في قوله تعالى (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46ولمن خاف مقام ربه جنتان ) ، فهو مأخوذ من القيام المستعمل مجازا في الظهور والمقدرة .
وقرأه
ابن كثير بضم الميم من أقام بالمكان ، وهو مستعمل في الكون في الدنيا . والمعنى : خير حياة . وجملة (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=98وكم أهلكنا قبلهم من قرن ) خطاب من الله لرسوله . وقد أهلك الله أهل قرون كثيرة كانوا أرفه من مشركي العرب متاعا وأجمل منهم منظرا . فهذه الجملة معترضة بين حكاية قولهم وبين تلقين النبيء - صلى الله عليه وسلم - ما يجيبهم به عن قولهم . وموقعها التهديد وما بعدها هو الجواب .
والأثاث : متاع البيوت الذي يتزين به ، ورئيا قرأه الجمهور بهمزة بعد الراء وبعد الهمزة ياء على وزن فعل بمعنى مفعول كذبح من الرؤية ، أي أحسن مرئيا ، أي منظرا وهيئة .
[ ص: 155 ] وقرأه
nindex.php?page=showalam&ids=16810قالون عن
نافع وابن ذكوان عن
ابن عامر ( ريا ) بتشديد الياء بلا همز إما على أنه من قلب الهمزة ياء وإدغامها في الياء الأخرى ، وإما على أنه من الري الذي هو النعمة والترفه ، من قولهم : ريان من النعيم ، وأصله من الري ضد العطش ، لأن الري يستعار للتنعم كما يستعار التلهف للتألم .
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73nindex.php?page=treesubj&link=28990_18681وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينِ آمَنُوا أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ خَيْرٌ مَقَامًا وَأَحْسَنُ نَدِيًّا nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=74وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرَنٍ هُمْ أَحْسَنُ أَثَاثًا وَرِيًّا .
عَطْفٌ عَلَى قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=66وَيَقُولُ الْإِنْسَانُ أَإِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجَ حَيًّا ) . وَهَذَا صِنْفٌ آخَرٌ مِنْ غُرُورِ الْمُشْرِكِينَ بِالدُّنْيَا وإِنَاطَتُهُمْ دَلَالَةٌ عَلَى السَّعَادَةِ بِأَحْوَالِ طِيبِ الْعَيْشِ فِي الدُّنْيَا فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَتَشَفّفُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَيَرَوْنَ أَنْفُسَهُمْ أَسْعَدَ مِنْهُمْ .
وَالتِّلَاوَةُ : الْقِرَاءَةُ . وَقَدْ تَقَدَّمَتْ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=102وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ ) فِي الْبَقَرَةِ ، وَقَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=8&ayano=2وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا ) فِي أَوَّلِ الْأَنْفَالِ . كَانَ النَّبِيءُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَقْرَأُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ الْقُرْآنَ فَيَسْمَعُونَ آيَاتِ النَّعْيِ عَلَيْهِمْ وَإِنْذَارِهِمْ بِسُوءِ الْمَصِيرِ ، وَآيَاتِ الْبِشَارَةِ لِلْمُؤْمِنِينَ بِحُسْنِ الْعَاقِبَةِ ، فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يُكَذِّبُونَ بِذَلِكَ وَيَقُولُونَ : لَوْ كَانَ لِلْمُؤْمِنِينَ خَيْرٌ لَعُجِّلَ لَهُمْ ، فَنَحْنُ فِي نِعْمَةٍ وَأَهْلُ سِيَادَةٍ ، وَأَتْبَاعُ
مُحَمَّدٍ مِنْ عَامَّةِ النَّاسِ ، وَكَيْفَ يَفُوقُونَنَا بَلْ كَيْفَ يَسْتَوُونَ مَعَنَا ، وَلَوْ كُنَّا عِنْدَ اللَّهِ كَمَا يَقُولُ
مُحَمَّدٌ لَمَنَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِرَفَاهِيَةِ الْعَيْشِ فَإِنَّهُمْ فِي حَالَةِ ضَنْكٍ وَلَا يُسَاوُونَنَا ، فَلَوْ أَقْصَاهُمْ
مُحَمَّدٌ عَنْ مَجْلِسِهِ لَاتَّبَعْنَاهُ .
قَالَ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=52وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=53وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ )
[ ص: 154 ] وَقَالَ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=11وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِلَّذِينَ آمَنُوا لَوْ كَانَ خَيْرًا مَا سَبَقُونَا إِلَيْهِ ) . فَلِأَجْلِ كَوْنِ الْمُشْرِكِينَ كَانُوا يَقِيسُونَ هَذَا الْقِيَاسَ الْفَاسِدَ وَيُغَالِطُونَ بِهِ جُعِلَ قَوْلُهُمْ بِهِ مُعَلَّقًا بِزَمَانِ تِلَاوَةِ آيَاتِ الْقُرْآنِ عَلَيْهِمْ . فَالْمُرَادُ بِالْآيَاتِ الْبَيِّنَاتِ : آيَاتُ الْقُرْآنِ ، وَمَعْنَى كَوْنِهَا بَيِّنَاتٍ : أَنَّهَا وَاضِحَاتُ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ وَمُفْعَمَةٌ بِالْأَدِلَّةِ الْمُقْنِعَةِ . وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73لِلَّذِينَ آمَنُوا ) يَجُوزُ كَوْنُهَا لِلتَّعْلِيلِ ، أَيْ قَالُوا لِأَجْلِ الَّذِينَ آمَنُوا ، أَيْ مِنْ أَجْلِ شَأْنِهِمْ ، فَيَكُونُ هَذَا قَوْلُ الْمُشْرِكِينَ فِيمَا بَيْنَهُمْ . وَيَجُوزُ كَوْنُهَا مُتَعَلِّقَةً بِفِعْلِ قَالَ لِتَعْدِيَتِهِ إِلَى مُتَعَلِّقَهِ ، فَيَكُونُ قَوْلُهمْ خِطَابًا مِنْهُمْ لِلْمُؤْمِنِينَ . وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِمْ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=73أَيُّ الْفَرِيقَيْنِ ) تَقْرِيرِيٌّ .
وَقَرَأَ مَنْ عَدَا
ابْنِ كَثِيرٍ مَقَامًا بِفَتْحِ الْمِيمِ عَلَى أَنَّهُ اسْمُ مَكَانٍ مِنْ قَامَ ، أُطْلِقَ مَجَازًا عَلَى الْحَظِّ وَالرِّفْعَةِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى (
nindex.php?page=tafseer&surano=55&ayano=46وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) ، فَهُوَ مَأْخُوذٌ مِنَ الْقِيَامِ الْمُسْتَعْمَلِ مَجَازًا فِي الظُّهُورِ وَالْمَقْدِرَةِ .
وَقَرَأَهُ
ابْنُ كَثِيرٍ بِضَمِّ الْمِيمِ مِنْ أَقَامَ بِالْمَكَانِ ، وَهُوَ مُسْتَعْمَلٌ فِي الْكَوْنِ فِي الدُّنْيَا . وَالْمَعْنَى : خَيْرٌ حَيَاةً . وَجُمْلَةُ (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=98وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنْ قَرْنٍ ) خِطَابٌ مِنَ اللَّهِ لِرَسُولِهِ . وَقَدْ أَهْلَكَ اللَّهُ أَهْلَ قُرُونٍ كَثِيرَةٍ كَانُوا أَرْفَهَ مِنْ مُشْرِكِي الْعَرَبِ مَتَاعًا وَأَجْمَلَ مِنْهُمْ مَنْظَرًا . فَهَذِهِ الْجُمْلَةُ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ حِكَايَةِ قَوْلِهِمْ وَبَيْنَ تَلْقِينِ النَّبِيءِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مَا يُجِيبُهُمْ بِهِ عَنْ قَوْلِهِمْ . وَمَوْقِعُهَا التَّهْدِيدُ وَمَا بَعْدَهَا هُوَ الْجَوَابُ .
وَالْأَثَاثُ : مَتَاعُ الْبُيُوتِ الَّذِي يُتَزَيَّنُ بِهِ ، وَرِئْيًا قَرَأَهُ الْجُمْهُورُ بِهَمْزَةٍ بَعْدَ الرَّاءِ وَبَعْدَ الْهَمْزَةِ يَاءٌ عَلَى وَزْنِ فِعْلٍ بِمَعْنَى مَفْعُولٍ كَذِبْحٍ مِنَ الرُّؤْيَةِ ، أَيْ أَحْسَنُ مَرْئِيًّا ، أَيْ مَنْظَرًا وَهَيْئَةً .
[ ص: 155 ] وَقَرَأَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16810قَالُونُ عَنْ
نَافِعٍ وَابْنِ ذَكْوَانَ عَنِ
ابْنِ عَامِرٍ ( رِيًّا ) بِتَشْدِيدِ الْيَاءِ بِلَا هَمْزٍ إِمَّا عَلَى أَنَّهُ مِنْ قَلْبِ الْهَمْزَةِ يَاءً وَإِدْغَامِهَا فِي الْيَاءِ الْأُخْرَى ، وَإِمَّا عَلَى أَنَّهُ مِنَ الرَّيِّ الَّذِي هُوَ النِّعْمَةُ وَالتَّرَفُهُ ، مِنْ قَوْلِهِمْ : رَيَّانٌ مِنَ النَّعِيمِ ، وَأَصْلُهُ مِنَ الرَّيِّ ضِدُّ الْعَطَشِ ، لِأَنَّ الرَّيَّ يُسْتَعَارُ لِلتَّنَعُّمِ كَمَا يُسْتَعَارُ التَّلَهُّفُ لِلتَّأَلُّمِ .