[ ص: 217 ] إن الله يدخل الذين آمنوا وعملوا الصالحات جنات تجري من تحتها الأنهار إن الله يفعل ما يريد
هذا مقابل قوله ونذيقه يوم القيامة عذاب الحريق وقوله خسر الدنيا والآخرة . فالجملة معترضة . وقد اقتصر على ذكر ما للمؤمنين من ثواب الآخرة دون ذكر حالهم في الدنيا لعدم أهمية ذلك لديهم ولا في نظر الدين . وجملة إن الله يفعل ما يريد تذييل للكلام المتقدم من قوله ومن الناس من يجادل في الله بغير علم إلى هنا ، وهو اعتراض بين الجمل الملتئم منها الغرض . وفيها معنى التعليل الإجمالي لاختلاف أحوال الناس في الدنيا والآخرة . وفعل الله ما يريد هو إيجاد أسباب أفعال العباد في سنة نظام هذا العالم . وتبيينه الخير والشر . وترتيبه الثواب والعقاب . وذلك لا يحيط بتفاصيله إلا الله تعالى .