nindex.php?page=treesubj&link=28996_28882أغراض هذه السورة
واشتملت هذه السورة على الابتداء بتحميد الله تعالى وإنشاء الثناء عليه ، ووصفه بصفات الإلهية والوحدانية فيها .
وأدمج في ذلك التنويه بالقرآن ، وجلال منزله ، وما فيه من الهدى ، وتعريض بالامتنان على الناس بهديه وإرشاده إلى اتقاء المهالك ، والتنويه بشأن النبيء صلى الله عليه وسلم .
وأقيمت هذه السورة على ثلاث دعائم : الأولى : إثبات أن القرآن منزل من عند الله ، والتنويه بالرسول المنزل عليه صلى الله عليه وسلم ، ودلائل صدقه ، ورفعة شأنه عن أن تكون له حظوظ الدنيا ، وأنه على طريقة غيره من الرسل ، ومن ذلك تلقي قومه دعوته بالتكذيب .
الدعامة الثانية : إثبات البعث والجزاء ، والإنذار بالجزاء في الآخرة ، والتبشير بالثواب فيها للصالحين ، وإنذار المشركين بسوء حظهم يومئذ ، وتكون لهم الندامة على تكذيبهم الرسول وعلى إشراكهم واتباع أيمة كفرهم .
الدعامة الثالثة : الاستدلال على وحدانية الله ، وتفرده بالخلق ، وتنزيهه عن أن يكون له ولد أو شريك ، وإبطال إلهية الأصنام ، وإبطال ما زعموه من بنوة الملائكة لله تعالى .
وافتتحت في آيات كل دعامة من هذه الثلاث بجملة ( تبارك الذي ) إلخ .
قال
الطيبي : مدار هذه السورة على كونه صلى الله عليه وسلم مبعوثا إلى الناس كافة ينذرهم ما بين أيديهم وما خلفهم ، ولهذا جعل براعة استهلالها
[ ص: 315 ] nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا
وذكر بدائع من صنعه تعالى جمعا بين الاستدلال والتذكير .
وأعقب ذلك بتثبيت الرسول صلى الله عليه وسلم على دعوته ومقاومته الكافرين .
وضرب الأمثال للحالين ببعثة الرسل السابقين وما لقوا من أقوامهم مثل
قوم موسى وقوم نوح وعاد وثمود وأصحاب الرس وقوم لوط .
والتوكل على الله ، والثناء على المؤمنين به ، ومدح خصالهم ومزايا أخلاقهم ، والإشارة إلى عذاب قريب يحل بالمكذبين .
nindex.php?page=treesubj&link=28996_28882أَغْرَاضُ هَذِهِ السُّورَةِ
وَاشْتَمَلَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى الِابْتِدَاءِ بِتَحْمِيدِ اللَّهِ تَعَالَى وَإِنْشَاءِ الثَّنَاءِ عَلَيْهِ ، وَوَصْفِهِ بِصِفَاتِ الْإِلَهِيَّةِ وَالْوَحْدَانِيَّةِ فِيهَا .
وَأُدْمِجَ فِي ذَلِكَ التَّنْوِيهُ بِالْقُرْآنِ ، وَجَلَالُ مَنْزِلِهِ ، وَمَا فِيهِ مِنَ الْهُدَى ، وَتَعْرِيضٌ بِالِامْتِنَانِ عَلَى النَّاسِ بِهَدْيِهِ وَإِرْشَادِهِ إِلَى اتِّقَاءِ الْمَهَالِكِ ، وَالتَّنْوِيهُ بِشَأْنِ النَّبِيءِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .
وَأُقِيمَتْ هَذِهِ السُّورَةُ عَلَى ثَلَاثِ دَعَائِمَ : الْأُولَى : إِثْبَاتُ أَنَّ الْقُرْآنَ مُنَزَّلٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ، وَالتَّنْوِيهُ بِالرَّسُولِ الْمُنَزَّلِ عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَدَلَائِلُ صِدْقِهِ ، وَرِفْعَةِ شَأْنِهِ عَنْ أَنْ تَكُونَ لَهُ حُظُوظُ الدُّنْيَا ، وَأَنَّهُ عَلَى طَرِيقَةِ غَيْرِهِ مِنَ الرُّسُلِ ، وَمِنْ ذَلِكَ تَلَقِّي قَوْمِهِ دَعْوَتَهُ بِالتَّكْذِيبِ .
الدِّعَامَةُ الثَّانِيَةُ : إِثْبَاتُ الْبَعْثِ وَالْجَزَاءِ ، وَالْإِنْذَارُ بِالْجَزَاءِ فِي الْآخِرَةِ ، وَالتَّبْشِيرُ بِالثَّوَابِ فِيهَا لِلصَّالِحِينَ ، وَإِنْذَارُ الْمُشْرِكِينَ بِسُوءِ حَظِّهِمْ يَوْمَئِذٍ ، وَتَكُونُ لَهُمُ النَّدَامَةُ عَلَى تَكْذِيبِهِمُ الرَّسُولَ وَعَلَى إِشْرَاكِهِمْ وَاتِّبَاعِ أَيِمَّةِ كُفْرِهِمْ .
الدِّعَامَةُ الثَّالِثَةُ : الِاسْتِدْلَالُ عَلَى وَحْدَانِيَّةِ اللَّهِ ، وَتَفَرُّدِهِ بِالْخَلْقِ ، وَتَنْزِيهِهِ عَنْ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ أَوْ شَرِيكٌ ، وَإِبْطَالُ إِلَهِيَّةِ الْأَصْنَامِ ، وَإِبْطَالُ مَا زَعَمُوهُ مِنْ بُنُوَّةِ الْمَلَائِكَةِ لِلَّهِ تَعَالَى .
وَافْتُتِحَتْ فِي آيَاتِ كُلِّ دِعَامَةٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثِ بِجُمْلَةِ ( تَبَارَكَ الَّذِي ) إِلَخْ .
قَالَ
الطِّيبِيُّ : مَدَارُ هَذِهِ السُّورَةِ عَلَى كَوْنِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَبْعُوثًا إِلَى النَّاسِ كَافَّةً يُنْذِرُهُمْ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ، وَلِهَذَا جَعَلَ بَرَاعَةَ اسْتِهْلَالِهَا
[ ص: 315 ] nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=1تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا
وَذَكَرَ بَدَائِعَ مِنْ صُنْعِهِ تَعَالَى جَمْعًا بَيْنَ الِاسْتِدْلَالِ وَالتَّذْكِيرِ .
وَأَعْقَبَ ذَلِكَ بِتَثْبِيتِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى دَعْوَتِهِ وَمُقَاوَمَتِهِ الْكَافِرِينَ .
وَضَرَبَ الْأَمْثَالَ لِلْحَالَيْنِ بِبِعْثَةِ الرُّسُلِ السَّابِقِينَ وَمَا لَقَوْا مِنْ أَقْوَامِهِمْ مِثْلَ
قَوْمِ مُوسَى وَقَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَأَصْحَابِ الرَّسِّ وَقَوْمِ لُوطٍ .
وَالتَّوَكُّلُ عَلَى اللَّهِ ، وَالثَّنَاءُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ بِهِ ، وَمَدْحُ خِصَالِهِمْ وَمَزَايَا أَخْلَاقِهِمْ ، وَالْإِشَارَةُ إِلَى عَذَابٍ قَرِيبٍ يَحُلُّ بِالْمُكَذِّبِينَ .