[ ص: 313 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الفرقان
سميت هذه السورة سورة الفرقان في عهد النبيء صلى الله عليه وسلم وبمسمع منه . ففي صحيح عن البخاري أنه قال : عمر بن الخطاب يقرأ سورة الفرقان في حياة رسول الله فاستمعت لقراءته ، فإذا هو يقرأ على حروف كثيرة لم يقرئنيها رسول الله فكدت أساوره في الصلاة فتصبرت حتى سلم ، فلببته بردائه فانطلقت به أقوده إلى رسول الله ، فقلت : إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على حروف لم تقرئنيها هشام بن حكيم بن حزام . . الحديث . سمعت
ولا يعرف لهذه السورة اسم غير هذا . والمؤدبون من أهل تونس يسمونها ( تبارك الفرقان ) كما يسمون ( سورة الملك ) تبارك ، وتبارك الملك .
لوقوع لفظ الفرقان فيها . ثلاث مرات في أولها ووسطها وآخرها . ووجه تسميتها ( سورة الفرقان )
وهي مكية عند الجمهور . وروي عن أنه استثنى منها ثلاث آيات نزلت ابن عباس بالمدينة وهي قوله تعالى : والذين لا يدعون مع الله إلها آخر إلى قوله : وكان الله غفورا رحيما . والصحيح عنه أن هذه الآيات الثلاث مكية كما في صحيح في تفسير الفرقان : ( عن البخاري القاسم بن أبي بزة أنه سأل : هل لمن قتل مؤمنا متعمدا من توبة ؟ فقرأت عليه سعيد بن جبير ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق . فقال سعيد : قرأتها على كما قرأتها علي ؟ فقال : هذه مكية نسختها آية مدنية التي في سورة النساء . يريد قوله تعالى : ابن عباس ومن يقتل مؤمنا متعمدا الآية . وعن الضحاك : أنها مدنية إلا الآيات الثلاث من أولها إلى قوله : ولا نشورا .
[ ص: 314 ] وأسلوب السورة وأغراضها شاهدة بأنها مكية .
وهي السورة الثانية والأربعون في ترتيب النزول ، نزلت بعد سورة يس وقبل سورة فاطر ، وعدد آياتها سبع وسبعون باتفاق أهل العدد .