لمثل هذا فليعمل العاملون هذا تذييل لحكاية حال عباد الله المخلصين ، فهو كلام من جانب الله تعالى للتنويه بما فيه عباد الله المخلصون ، وللتحريض على العمل بمثل ما عملوه مما أوجب لهم إخلاص الله تعالى إياهم ، فالإشارة في قوله " لمثل هذا " إلى ما تضمنه قوله أولئك لهم رزق معلوم الآيات ، أي لمثل نعيمهم وأنسهم ومسرتهم ولذاتهم وبهجتهم وخلود ذلك كله .
والمراد بمثله : نظيره من نعيم لمخلصين آخرين . والمراد بالعاملين : الذين يعملون الخير ويسيرون على ما خطت لهم شريعة الإسلام ، فحذف مفعول ( يعمل ) اختصارا لظهوره من المقام .
واللام في " لمثل " لام التعليل . وتقديم المجرور على عامله لإفادة القصر ، أي لا لعمل غيره ، وهو قلب للرد على المشركين الذين يحسبون أنهم يعملون أعمالا صالحة يتفاخرون بها من الميسر ، قال تعالى قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .
والمعنى : لنوال مثل هذا ، فحذف المضاف لدلالة اللام على معناه .
والفاء للتفريع على مضمون القصة المذكورة قبلها من قوله إلا عباد الله المخلصين الآيات .
والأمر في " فليعمل " للإرشاد الصادق بالواجبات والمندوبات .