وكفلها زكرياء .
عد هذا في مريم ، لأنه من جملة ما يزيد فضلها ؛ لأن أبا التربية يكسب خلقه وصلاحه مرباه . فضائل
وزكرياء كاهن إسرائيلي اسمه زكرياء من بني أبيا بن باكر بن بنيامين من كهنة اليهود ، جاءته النبوءة في كبره وهو ثاني من اسمه زكرياء من أنبياء بني إسرائيل ، وكان متزوجا امرأة من ذرية هارون اسمها ( اليصابات ) وكانت امرأته نسيبة مريم كما في إنجيل لوقا قيل : كانت أختها . والصحيح أنها كانت خالتها ، أو من قرابة أمها ، ولما ولدت مريم كان أبوها قد مات فتنازع كفالتها جماعة من أحبار بني إسرائيل حرصا [ ص: 236 ] على كفالة بنت حبرهم الكبير ، واقترعوا على ذلك كما يأتي ، فطارت القرعة لزكرياء ، والظاهر أن جعل كفالتها للأحبار لأنها محررة لخدمة المسجد ، فيلزم أن تربى تربية صالحة لذلك .
وقرأ الجمهور : وكفلها زكرياء - بتخفيف الفاء من كفلها - أي تولى كفالتها ، وقرأ حمزة ، وعاصم ، وخلف : وكفلها ، بتشديد الفاء أي أن الله جعل والكسائي ، زكرياء كافلا لها ، وقرأ الجمهور زكرياء بهمزة في آخره ، ممدودا وبرفع الهمزة ، وقرأه حمزة ، والكسائي ، وحفص عن عاصم ، وخلف : بالقصر ، وقرأه أبو بكر عن عاصم : بالهمزة في آخره ، ونصب الهمزة .