nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29060_28904هل في ذلك قسم لذي حجر .

جملة معترضة بين القسم وبين ما بعده من جوابه أو دليل جوابه ، كما في قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وإنه لقسم لو تعلمون عظيم .

والاستفهام تقريري ، وكونه بحرف ( هل ) ; لأن أصل ( هل ) أن تدل على التحقيق إذ هي بمعنى ( قد ) .

واسم الإشارة عائد إلى المذكور مما أقسم به ، أي : هل بالقسم في ذلك قسم .

وتنكير ( قسم ) للتعظيم أي : قسم كاف ومقنع للمقسم له ، إذا كان عاقلا أن يتدبر بعقله .

فالمعنى : هل في ذلك تحقيق لما أقسم عليه للسامع الموصوف بأنه صاحب حجر .

والحجر : العقل ; لأنه يحجر صاحبه عن ارتكاب ما لا ينبغي ، كما سمي عقلا لأنه يعقل صاحبه عن التهافت كما يعقل العقال البعير عن الضلال .

[ ص: 317 ] واللام في قوله : لذي حجر لام التعليل ، أي : قسم لأجل ذي عقل يمنعه من المكابرة فيعلم أن المقسم بهذا القسم صادق فيما أقسم عليه .

nindex.php?page=tafseer&surano=89&ayano=5nindex.php?page=treesubj&link=29060_28904هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ .

جُمْلَةٌ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ الْقَسَمِ وَبَيْنَ مَا بَعْدَهُ مِنْ جَوَابِهِ أَوْ دَلِيلِ جَوَابِهِ ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=76وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ .

وَالِاسْتِفْهَامُ تَقْرِيرِيٌّ ، وَكَوْنُهُ بِحَرْفِ ( هَلْ ) ; لِأَنَّ أَصْلَ ( هَلْ ) أَنْ تَدُلَّ عَلَى التَّحْقِيقِ إِذْ هِيَ بِمَعْنَى ( قَدْ ) .

وَاسْمُ الْإِشَارَةِ عَائِدٌ إِلَى الْمَذْكُورِ مِمَّا أَقْسَمَ بِهِ ، أَيْ : هَلْ بِالْقَسَمِ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ .

وَتَنْكِيرُ ( قَسَمٌ ) لِلتَّعْظِيمِ أَيْ : قَسَمٌ كَافٍ وَمُقْنِعٌ لِلْمُقْسَمِ لَهُ ، إِذَا كَانَ عَاقِلًا أَنْ يَتَدَبَّرَ بِعَقْلِهِ .

فَالْمَعْنَى : هَلْ فِي ذَلِكَ تَحْقِيقٌ لِمَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ لِلسَّامِعِ الْمَوْصُوفِ بِأَنَّهُ صَاحِبُ حِجْرٍ .

وَالْحِجْرُ : الْعَقْلُ ; لِأَنَّهُ يَحْجُرُ صَاحِبَهُ عَنِ ارْتِكَابِ مَا لَا يَنْبَغِي ، كَمَا سُمِّيَ عَقْلًا لِأَنَّهُ يَعْقِلُ صَاحِبَهُ عَنِ التَّهَافُتِ كَمَا يَعْقِلُ الْعِقَالُ الْبَعِيرَ عَنِ الضَّلَالِ .

[ ص: 317 ] وَاللَّامُ فِي قَوْلِهِ : لِذِي حِجْرٍ لَامُ التَّعْلِيلِ ، أَيْ : قَسَمٌ لِأَجْلِ ذِي عَقْلٍ يَمْنَعُهُ مِنَ الْمُكَابَرَةِ فَيَعْلَمُ أَنَّ الْمُقْسِمَ بِهَذَا الْقَسَمِ صَادِقٌ فِيمَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ .