سورة الرعد  
بسم الله الرحمن الرحيم  
قوله تعالى : (  ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء      )      .  
546 - أخبرنا  نصر بن أبي نصر الواعظ  قال : أخبرنا   أبو سعيد بن عبد الله بن محمد بن نصير  قال : أخبرنا   محمد بن أيوب الرازي  قال : أخبرنا  عبد الله بن عبد الوهاب  قال : حدثنا  علي بن أبي سارة الشيباني  قال : حدثنا  ثابت ، عن أنس بن مالك     :  أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلا مرة إلى رجل من فراعنة العرب ، فقال : " اذهب فادعه لي " . فقال : يا رسول الله ، إنه أعتى من ذلك . قال : " اذهب فادعه لي " . قال : فذهب إليه ، فقال : يدعوك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : وما الله ؟ أمن ذهب هو أو من فضة أو من نحاس ؟ قال :      [ ص: 142 ] فرجع إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ، وقال : قد أخبرتك أنه أعتى من ذلك ، قال لي كذا وكذا . فقال : " ارجع إليه الثانية فادعه " ، فرجع إليه ، فأعاد عليه مثل الكلام الأول ، فرجع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره ، فقال : " ارجع إليه " ، فرجع الثالثة فأعاد عليه ذلك الكلام ، فبينا هو يكلمني إذ بعثت إليه سحابة حيال رأسه فرعدت فوقعت منها صاعقة فذهبت بقحف رأسه ، فأنزل الله تعالى : (  ويرسل الصواعق فيصيب بها من يشاء وهم يجادلون في الله وهو شديد المحال      )     .  
547 - وقال   ابن عباس  في رواية  أبي صالح  ،   وابن جريج  ،  وابن زيد     : نزلت هذه الآية والتي قبلها في  عامر بن الطفيل  ،  وأربد بن ربيعة ،  وذلك أنهما أقبلا يريدان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل من أصحابه :  يا رسول الله ، هذا  عامر بن الطفيل  قد أقبل نحوك ، فقال : " دعه فإن يرد الله به خيرا يهده " ، فأقبل حتى قام عليه ، فقال : يا  محمد ،   ما لي إن أسلمت ؟ قال : " لك ما للمسلمين وعليك ما عليهم " ، قال : تجعل لي الأمر [ من ] بعدك ؟ قال : " لا ليس ذلك إلي إنما ذلك إلى الله يجعله حيث يشاء " قال : فتجعلني على الوبر وأنت على المدر . قال : " لا " ، قال : فماذا تجعل لي ؟ قال : " أجعل لك أعنة الخيل تغزو عليها " ، قال : أوليس ذلك إلي اليوم ؟ وكان أوصى [ إلى    ] أربد بن ربيعة  إذا رأيتني أكلمه فدر من خلفه واضربه بالسيف ، فجعل يخاصم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويراجعه ، فدار  أربد  خلف النبي - صلى الله عليه وسلم - ليضربه ، فاخترط من سيفه شبرا ، ثم حبسه الله تعالى فلم يقدر على سله ، وجعل  عامر  يومئ إليه ، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى  أربد  وما يصنع بسيفه ، فقال : " اللهم اكفنيهما بما شئت " ، فأرسل الله تعالى على أربد صاعقة في يوم صائف صاح فأحرقته ، وولى  عامر  هاربا ، وقال : يا  محمد   دعوت ربك فقتل  أربد ،  والله لأملأنها عليك خيلا جردا وفتيانا مردا . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يمنعك الله تعالى من ذلك وأبناء  قيلة      " - يريد  الأوس   والخزرج      - فنزل  عامر  بيت امرأة سلولية ، فلما أصبح ضم عليه سلاحه ، فخرج وهو يقول : واللات [ والعزى ] لئن أصحر  محمد   إلي وصاحبه - يعني  ملك الموت      - لأنفذنهما برمحي ، فلما رأى تعالى ذلك منه أرسل ملكا فلطمه بجناحيه ، فأذراه في التراب ، وخرجت على ركبته غدة في الوقت عظيمة كغدة البعير ، فعاد إلى بيت السلولية وهو يقول : غدة كغدة البعير ، وموت في بيت السلولية ، ثم مات على ظهر فرسه ، وأنزل الله تعالى فيه هذه القصة : (  سواء منكم من أسر القول ومن جهر به      ) حتى بلغ (  وما دعاء الكافرين إلا في ضلال      )     .  
				
						
						
