وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا ) الآية [ 72 ] . قوله تعالى : (
214 - قال الحسن والسدي : تواطأ اثنا عشر حبرا من يهود خيبر [ وقرى عرينة ] وقال بعضهم لبعض : ادخلوا في دين محمد أول النهار باللسان دون الاعتقاد ، واكفروا به في آخر النهار ، وقولوا : إنا نظرنا في كتبنا ، وشاورنا علماءنا ، فوجدنا محمدا ليس بذلك ، وظهر لنا كذبه وبطلان دينه ، فإذا فعلتم ذلك شك أصحابه في دينهم وقالوا : إنهم أهل كتاب ، وهم [ ص: 58 ] أعلم به منا ، فيرجعون عن دينهم إلى دينكم . فأنزل الله تعالى هذه الآية ، وأخبر [ به ] نبيه محمدا - صلى الله عليه وسلم - والمؤمنين .
215 - [ و ] قال مجاهد ، ومقاتل ، والكلبي ، : هذا في شأن القبلة ، لما صرفت إلى الكعبة ، شق ذلك على اليهود لمخالفتهم ، فقال كعب بن الأشرف وأصحابه : آمنوا بالذي أنزل على محمد من أمر الكعبة ، وصلوا إليها أول النهار ، ثم اكفروا بالكعبة آخر النهار ، وارجعوا إلى قبلتكم الصخرة ، لعلهم يقولون : هؤلاء أهل كتاب وهم أعلم منا . فربما يرجعون إلى قبلتنا . فحذر الله تعالى نبيه مكر هؤلاء ، وأطلعه على سرهم ، وأنزل : ( وقالت طائفة من أهل الكتاب ) الآية .