فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين . دلت هذه الآية الكريمة على أمرين : الأول منهما : أن قوله تعالى ، لأن ( لو ) في قوله هنا : الكفار يوم القيامة ، يتمنون الرد إلى الدنيا فلو أن لنا للتمني ، والكرة هنا : الرجعة إلى الدنيا ، وإنهم زعموا أنهم إن ردوا إلى الدنيا كانوا من المؤمنين المصدقين للرسل ، فيما جاءت به ، وهذان الأمران قد قدمنا الآيات الموضحة لكل واحد منهما .
أما تمنيهم الرجوع إلى الدنيا ، فقد أوضحناه بالآيات القرآنية في سورة " الأعراف " ، في الكلام على قوله تعالى : أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل [ 7 \ 53 ] . وأما زعمهم [ ص: 94 ] أنهم إن ردوا إلى الدنيا آمنوا ، فقد بينا الآيات الموضحة له في " الأعراف " ، في الكلام على الآية المذكورة ، وفي " الأنعام " ، في الكلام على قوله تعالى : ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون [ 6 \ 28 ] .
قوله تعالى : كذبت قوم نوح المرسلين الآيات .
قد قدمنا الكلام عليها في سورة " الحج " وفي غيرها ، وتكلمنا على قوله تعالى : وما أسألكم عليه من أجر إن أجري إلا على رب العالمين [ 26 \ 109 - 127 - 145 - 164 - 180 ] في قصة نوح ، وهود ، وصالح ، ولوط ، وشعيب . وبينا الآيات الموضحة لذلك في سورة " هود " ، في الكلام على قوله تعالى : ويا قوم لا أسألكم عليه مالا إن أجري إلا على الله الآية [ 11 \ 29 ] .