[ ص: 195 ] بسم الله الرحمن الرحيم 
سورة التغابن 
قوله تعالى : يسبح لله ما في السماوات وما في الأرض له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير     . 
تقدم معنى التسبيح ومدلول ما في السماوات وما في الأرض في أول سورة " الحشر " و " الحديد " ، وهذه السورة آخر السور المفتتحة بالتسبيح ، والفعل هنا بصيغة المضارع الدال على التجدد والحدوث ، والتذييل هنا بصفات الكمال لله تعالى بقوله : له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير  ، للإشعار بأن الملك لله وحده لا شريك له ، نافذ فيه أمره ، ماض فيه حكمه بيده أزمة أمره ، كما في قوله تعالى : تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير    [ 67 \ 1 ] . 
وكقوله في سورة " يس " : إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون    [ 36 \ 82 - 83 ] . 
ومن قدرته على كل شيء ، وتصريفه لأمور ملكه كيف يشاء ، أن جعل العالم كله يسبح له بحمده تنفيذا لحكمة فيه ، كما في قوله : له الحمد في الأولى والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون    [ 28 \ 70 ] ، فجمع الحمد والحكم معا لجلالة قدرته وكمال صفاته . 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					