[ ص: 227 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الملك
قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29038_33679_29687تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير .
تقدم للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - معنى تبارك ، وذكر أقوال المفسرين واختلافهم في معناها . ورجح أنه بحسب اللغة والاشتقاق أنه تفاعل من البركة ، والمعنى : تكاثرت البركات والخيرات من قبله ، وهذا يستلزم عظمته وتقديسه . . إلخ .
ثم ذكر تنبيها في عدم تصريفها واختصاصها بالله تعالى . وإطلاق العرب إياها على الله تعالى .
وقال في إملائه :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1الذي بيده الملك . أي : نفوذ المقدور في كل شيء يتصرف في كل شيء بما يشاء لا معقب لحكمه . اهـ .
والتقديم للموصول وصلته هنا بالصفة الخاصة به تعالى ، وهي قوله تعالى : تبارك يدل على عظمة الموصول .
ويدل له قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء وإليه ترجعون [ 36 \ 83 ] ; لأن التقديم بالتسبيح وهو التنزيه يساوي التقديم بقوله تعالى : تبارك ، والموصول بعد التسبيح بصلته كالموصول بعد تبارك وصلته سواء بسواء ، وهذا يؤيد ما ذكره الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - في إملائه . والله أعلم .
وقد تقدمت الإشارة إلى الفرق بين الملك والمالك عند قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=23الملك القدوس السلام المؤمن [ 59 \ 23 ] ، وهنا تجتمع الصفتان ، فالذي بيده الملك وملكوت كل شيء هو المالك له الملك عليه ، وهو رب العالمين سبحانه .
[ ص: 227 ] بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
سُورَةُ الْمُلْكِ
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1nindex.php?page=treesubj&link=29038_33679_29687تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .
تَقَدَّمَ لِلشَّيْخِ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - مَعْنَى تَبَارَكَ ، وَذَكَرَ أَقْوَالَ الْمُفَسِّرِينَ وَاخْتِلَافَهُمْ فِي مَعْنَاهَا . وَرَجَّحَ أَنَّهُ بِحَسَبِ اللُّغَةِ وَالِاشْتِقَاقِ أَنَّهُ تَفَاعُلٌ مِنَ الْبَرَكَةِ ، وَالْمَعْنَى : تَكَاثَرَتِ الْبَرَكَاتُ وَالْخَيْرَاتُ مِنْ قَبْلِهِ ، وَهَذَا يَسْتَلْزِمُ عَظَمَتَهُ وَتَقْدِيسَهُ . . إِلَخْ .
ثُمَّ ذَكَرَ تَنْبِيهًا فِي عَدَمِ تَصْرِيفِهَا وَاخْتِصَاصِهَا بِاللَّهِ تَعَالَى . وَإِطْلَاقُ الْعَرَبِ إِيَّاهَا عَلَى اللَّهِ تَعَالَى .
وَقَالَ فِي إِمْلَائِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=1الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ . أَيْ : نُفُوذُ الْمَقْدُورِ فِي كُلِّ شَيْءٍ يَتَصَرَّفُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِمَا يَشَاءُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ . اهـ .
وَالتَّقْدِيمُ لِلْمَوْصُولِ وَصِلَتِهِ هُنَا بِالصِّفَةِ الْخَاصَّةِ بِهِ تَعَالَى ، وَهِيَ قَوْلُهُ تَعَالَى : تَبَارَكَ يَدُلُّ عَلَى عَظَمَةِ الْمَوْصُولِ .
وَيَدُلُّ لَهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=36&ayano=83فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ [ 36 \ 83 ] ; لِأَنَّ التَّقْدِيمَ بِالتَّسْبِيحِ وَهُوَ التَّنْزِيهُ يُسَاوِي التَّقْدِيمَ بِقَوْلِهِ تَعَالَى : تَبَارَكَ ، وَالْمَوْصُولُ بَعْدَ التَّسْبِيحِ بِصِلَتِهِ كَالْمَوْصُولِ بَعْدَ تَبَارَكَ وَصِلَتِهِ سَوَاءٌ بِسَوَاءٍ ، وَهَذَا يُؤَيِّدُ مَا ذَكَرَهُ الشَّيْخُ - رَحْمَةُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَيْنَا وَعَلَيْهِ - فِي إِمْلَائِهِ . وَاللَّهُ أَعْلَمُ .
وَقَدْ تَقَدَّمَتِ الْإِشَارَةُ إِلَى الْفَرْقِ بَيْنَ الْمَلِكِ وَالْمَالِكِ عِنْدَ قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=59&ayano=23الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ [ 59 \ 23 ] ، وَهُنَا تَجْتَمِعُ الصِّفَتَانِ ، فَالَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَمَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ الْمَالِكُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْهِ ، وَهُوَ رَبُّ الْعَالَمِينَ سُبْحَانَهُ .