يوم ينفخ في الصور فتأتون أفواجا قوله تعالى :
النفخ في الصور للبعث ، وهذا معلوم ، وتأتون أفواجا : قد بين حال هذا المجيء مثل قوله تعالى : يخرجون من الأجداث سراعا [ 70 \ 43 ] ، وقوله : كأنهم جراد منتشر مهطعين إلى الداعي [ 54 \ 7 - 8 ] ، والأفواج هنا قيل : الأمم المختلفة كقوله : يوم ندعوا كل أناس بإمامهم فمن أوتي كتابه بيمينه الآية [ 17 \ 71 ] ، ولكن الآية بتاء الخطاب : فتأتون مما يشعر بأن الأفواج في هذه الأمة .
وقد روى القرطبي وغيره أثرا عن معاذ ، أنه سأل عنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : " يا معاذ ، سألت عن أمر عظيم من الأمور " ، ثم أرسل عينيه وقال : " تحشر عشرة أصناف من أمتي " وساقها ، وكذلك ساقها ، وقال الزمخشري ابن حجر في الكافي الشافي في تخريج [ ص: 410 ] أحاديث الكشاف : أخرجه الثعلبي ، وابن مردويه من رواية ، عن محمد بن زهير محمد بن الهندي ، عن حنظلة السدوسي ، عن أبيه ، عن ، عنه بطوله وهي : " بعضهم على صورة القردة ، وبعضهم على صورة الخنازير ، وبعضهم منكسون أرجلهم فوق وجوههم يسحبون عليها ، وبعضهم عميا ، وبعضهم صما ، بكما ، وبعضهم يمضغون ألسنتهم ، فهي مدلات على صدورهم يسيل القيح من أفواههم يتقذرهم أهل الجمع ، وبعضهم مقطعة أيديهم وأرجلهم ، وبعضهم مصلبون على جذوع من نار ، وبعضهم أشد نتنا من الجيف ، وبعضهم ملبسون جلبابا سابغة من قطران لازقة بجلودهم " . البراء بن عازب
أما الذين على صورة الخنازير : فأهل السحت ، والمنكسون : أكلة الربا ، والعمي : الجائرون في الحكم ، والصم : المعجبون بأعمالهم ، والذين يمضغون ألسنتهم : العلماء والقصاص الذين خالف قولهم أعمالهم ، ومقطوعو الأيدي : مؤذو الجيران ، والمصلبون : السعاة بالناس إلى السلطان ، والذين أشد نتنا : متبعو الشهوات ، ومانعو حق الله في أموالهم ، ولابسو الجلباب : أهل الكبر والفخر . انتهى بإيجاز بالعبارة . والله تعالى أعلم .