قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29058_28783_28784_28661الذي خلق فسوى
أطلق الخلق ; ليعم كل مخلوق كما تقدم في " السجدة " ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7الذي أحسن كل شيء خلقه " [ 32 \ 7 ] ، والتسوية : التقويم والتعديل ، وقد خلق الله كل مخلوق مستو على أحسن ما يتناسب لخلقته وما خلق له ، فخلق السموات فسواها في أقوى بناء ، وأعلى سمك ، وأشد تماسك ، لا ترى فيها من تشقق ولا فطور ، وزينها بالنجوم ، وخلق الأرض ودحاها ، وأخرج منها ماءها ومرعاها ، والجبال أرساها وجعلها فراشا ومهادا ، وخلق الأشجار فسواها على ما تصلح له من ذوات الثمار ، ووقود النار ، وغير ذلك .
وهذه الحيوانات في خلقتها وتسويتها آية :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=18وإلى السماء كيف رفعت nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وإلى الجبال كيف نصبت nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وإلى الأرض كيف سطحت [ 88 \ 17 - 20 ] .
أما الإنسان فهو في أحسن تقويم ، كل ذلك مما يستوجب حقا له سبحانه أن يسبح
[ ص: 502 ] اسمه في ذاته ، وجميع صفاته ، حيث جمع بين الخلق والتسوية ، فلكمال القدرة والتنزيه عن كل نقص .
قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=87&ayano=2nindex.php?page=treesubj&link=29058_28783_28784_28661الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى
أَطْلَقَ الْخَلْقَ ; لِيَعُمَّ كُلَّ مَخْلُوقٍ كَمَا تَقَدَّمَ فِي " السَّجْدَةِ " ، "
nindex.php?page=tafseer&surano=32&ayano=7الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ " [ 32 \ 7 ] ، وَالتَّسْوِيَةُ : التَّقْوِيمُ وَالتَّعْدِيلُ ، وَقَدْ خَلَقَ اللَّهُ كُلَّ مَخْلُوقٍ مُسْتَوٍ عَلَى أَحْسَنِ مَا يَتَنَاسَبُ لِخِلْقَتِهِ وَمَا خُلِقَ لَهُ ، فَخَلَقَ السَّمَوَاتِ فَسَوَّاهَا فِي أَقْوَى بِنَاءٍ ، وَأَعْلَى سُمْكٍ ، وَأَشَدِّ تَمَاسُكٍ ، لَا تَرَى فِيهَا مِنْ تَشَقُّقٍ وَلَا فُطُورٍ ، وَزَيَّنَهَا بِالنُّجُومِ ، وَخَلَقَ الْأَرْضَ وَدَحَاهَا ، وَأَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ، وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا وَجَعَلَهَا فِرَاشًا وَمِهَادًا ، وَخَلَقَ الْأَشْجَارَ فَسَوَّاهَا عَلَى مَا تَصْلُحُ لَهُ مِنْ ذَوَاتِ الثِّمَارِ ، وَوَقُودِ النَّارِ ، وَغَيْرِ ذَلِكَ .
وَهَذِهِ الْحَيَوَانَاتُ فِي خِلْقَتِهَا وَتَسْوِيَتِهَا آيَةٌ :
nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=17أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=18وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=19وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ nindex.php?page=tafseer&surano=88&ayano=20وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ [ 88 \ 17 - 20 ] .
أَمَّا الْإِنْسَانُ فَهُوَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ ، كُلُّ ذَلِكَ مِمَّا يَسْتَوْجِبُ حَقًّا لَهُ سُبْحَانَهُ أَنْ يُسَبَّحَ
[ ص: 502 ] اسْمُهُ فِي ذَاتِهِ ، وَجَمِيعِ صِفَاتِهِ ، حَيْثُ جَمَعَ بَيْنَ الْخَلْقِ وَالتَّسْوِيَةِ ، فَلِكَمَالِ الْقُدْرَةِ وَالتَّنْزِيهِ عَنْ كُلِّ نَقْصٍ .