كلا إذا دكت الأرض دكا دكا وجاء ربك والملك صفا صفا . قوله تعالى :
[ ص: 527 ] تقدم في سورة " الحاقة " أيضا هذا السياق نفسه ، بعد ذكر ثمود ، وعاد ، وفرعون ، في قوله : فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة إلى قوله والملك على أرجائها [ 69 \ 13 - 17 ] . مما يبين معنى " صفا صفا " ، أي : على أرجائها صفا بعد صف .
وتقدم للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - الإحالة على ما يفسرها في سورة " الرحمن " على قوله تعالى : إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض [ 55 \ 33 ] . وقوله تعالى : وجاء ربك والملك صفا صفا [ 89 \ 22 ] ، " وجاء ربك " : من آيات الصفات .
مواضع البحث والنظر .
وتقدم للشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - مرارا في الأضواء في عدة محلات ; وليعلم أنها والاستواء وحديث النزول والإتيان المذكور في قوله تعالى : هل ينظرون إلا أن يأتيهم الله في ظلل من الغمام والملائكة وقضي الأمر وإلى الله ترجع الأمور [ 2 \ 210 ] .
وقد أورد الشيخ - رحمة الله تعالى علينا وعليه - مبحث آيات الصفات كاملة في محاضرة أسماها : " آيات الصفات " ، وطبعت مستقلة .
كما تقدم له - رحمة الله تعالى علينا وعليه - في سورة " الأعراف " عند قوله تعالى : ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار [ 7 \ 54 ] ، وإن كان لم يتعرض لصفة المجيء بذاتها ، إلا أنه قال : إن جميع الصفات من باب واحد ، أي : أنها ثابتة لله تعالى على مبدأ : " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " [ 42 \ 11 ] ، على غير مثال للمخلوق ، فثبت استواء يليق بجلاله على غير مثال للمخلوق .
وكذلك هنا كما ثبت استواء ثبت مجيء ، وكما ثبت مجيء ثبت نزول .
والكل من باب ليس كمثله شيء ، أي : على ما قال - رحمه الله - : نحن كلفنا بالإيمان ، فعلينا أن نؤمن بصفات الله على ما يليق بالله على مراد الله ، وليس علينا أن نكيف ، إذ الكيف ممنوع على الله سبحانه . الشافعي