[ ص: 388 ] بسم الله الرحمن الرحيم
سورة الدخان
ثم صبوا فوق رأسه من عذاب الحميم ذق إنك أنت العزيز الكريم . قوله تعالى :
هذه الآية الكريمة يتوهم من ظاهرها ثبوت العزة والكرم لأهل النار ، مع أن الآيات القرآنية مصرحة بخلاف ذلك كقوله : سيدخلون جهنم داخرين [ 40 \ 60 ] ، أي صاغرين أذلاء وكقوله : ولهم عذاب مهين [ 3 178 ] ، وكقوله هنا : خذوه فاعتلوه إلى سواء الجحيم [ 44 \ 47 ] .
والجواب أنها نزلت في أبي جهل لما قال : أيوعدني محمد صلى الله عليه وسلم وليس بين جبليها أعز ولا أكرم مني ، فلما عذبه الله بكفره قال له : ذق إنك أنت العزيز الكريم : في زعمك الكاذب ، بل أنت المهان الخسيس الحقير ، فهذا التقريع نوع من أنواع العذاب .