قوله تعالى : وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم ، ذكر - جل وعلا - في هذه الآية الكريمة : أنه يوم القيامة يبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم ، يشهد عليهم بما أجابوا به رسولهم ، وأنه يأتي بنبينا - صلى الله عليه وسلم - شاهدا علينا . وبين هذا المعنى في غير هذا الموضع ; كقوله : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوى بهم [ ص: 427 ] الأرض . . . الآية [ 4 \ 41 ، 42 ] ، وكقوله : يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم [ 5 \ 109 ] ، وكقوله : فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين [ 7 \ 6 ] ، إلى غير ذلك من الآيات . وقد ثبت في الصحيحين وغيرهما - رضي الله عنه - أنه قال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اقرأ علي " ، قال : فقلت يا رسول الله ، أأقرأ عليك وعليك أنزل ؟ ! قال : " نعم ; إني أحب أن أسمعه من غيري " ، فقرأت " سورة النساء " ، حتى أتيت إلى هذه الآية : ابن مسعود فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [ 4 \ 41 ] ، فقال : " حسبك الآن " ، فإذا عيناه تذرفان . اه . عن
وقوله تعالى في هذه الآية الكريمة : ويوم نبعث [ 16 \ 89 ] ، منصوب بـ " اذكر " مقدرا . والشهيد في هذه الآية فعيل بمعنى فاعل ، أي : شاهدا عليهم من أنفسهم .