الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( الأمر الخامس ) الإخبارات التي نقلها المسيحيون في حق عيسى - عليه السلام - لا تصدق عليه على تفاسير اليهود وتأويلاتهم ؛ ولذلك هم ينكرونه أشد الإنكار ، والعلماء المسيحية لا يلتفتون في هذا الباب إلى تفاسيرهم وتأويلاتهم ، ويفسرونها ويؤولونها بحيث تصدق في زعمهم على عيسى - عليه السلام - ( ونقل هنا عبارة عن ميزان الحق بهذا المعنى ثم قال ) : كما أن تأويلات اليهود في الآيات المذكورة مردودة غير صحيحة وغير لائقة عند المسيحيين ، كذلك تأويلات المسيحيين في الإخبارات التي هي في حق محمد - صلى الله عليه وسلم - مردودة غير مقبولة عندنا ، وسترى أن الإخبارات التي ننقلها في حق محمد - صلى الله عليه وسلم - أظهر صدقا من الإخبارات التي نقلها الإنجيليون في حق عيسى - عليه السلام - ، فلا بأس علينا إن لم نلتفت إلى تأويلاتهم الفاسدة ، وكما أن اليهود ادعوا في حق بعض الإخبارات التي هي في حق غيره ، أوليست في حق أحد ، والمسيحيون يدعون أنها في حق عيسى - عليه السلام - ولا يبالون بمخالفتهم ، فكذا نحن لا نبالي بمخالفة المسيحيين في حق بعض الإخبارات التي هي في حق محمد - صلى الله عليه وسلم - لو قالوا إنها في حق عيسى - عليه السلام - ، وسترى أيضا أن صدقها في حق محمد - صلى الله عليه وسلم - أليق من صدقها في حق عيسى - عليه السلام - فادعاؤنا أحق من ادعائهم .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية