[ ص: 473 ] الباب الثالث عالم الآخرة والبعث والجزاء .
( وفيه 12 أصلا ) .
( الأصل الأول ) ، وهو قوله تعالى في الآية 25 : البعث والإعادة في الآخرة ومنها تخرجون وفي 29 : كما بدأكم تعودون وفيه دليل على إمكان البعث ; لأنه كالبدء أو أهون على المبدئ بداهة ، فكيف وهو القادر على كل شيء بدءا وإعادة على سواء - وفي الآية 57 تشبيه إخراج الموتى بإخراج النبات من الأرض الميتة بعد إنزال المطر عليها . وهذا التشبيه يتضمن البرهان الواضح على قدرة الله تعالى على إحياء الموتى بعد فناء أجسادهم ، وقد أطلنا في تفسيرها الكلام في المسألة من الجهة العلمية المتعلقة بالعلوم العقلية والكونية ( فتراجع في 418 - 427 ج 8 ط الهيئة ) .
( الأصل الثاني ) ، وترتيب الجزاء على ثقل الموازين وخفتها وهو في الآيتين الثامنة والتاسعة . وزن الأعمال يوم القيامة
( الأصل الثالث ) سؤال الرسل في الآخرة عن التبليغ وأثره ، وسؤال الأمم عن إجابة الرسل وهو في الآية السادسة .
( الأصل الرابع ) ، وجزاء المكذبين المستكبرين والمجرمين والظالمين ، ودخول الأمم من الإنس والجن في النار ، ولعن بعضهم بعضا ، وشكوى بعضهم من إضلال بعض ، والدعاء عليهم بمضاعفة العذاب ، وتحاورهم في ذلك ، راجع الآيات 36 - 41 و 147 و 179 . كون الجزاء بالعمل
( الأصل الخامس ) جزاء المتقين المصلحين في الآية 35 ، وجزاء الذين آمنوا وعملوا الصالحات وإيراثهم الجنة وحالهم ومقالهم فيها ، وذلك في الآيتين 42 و 43 ، ومن ذلك قوله تعالى في الزينة والطيبات من الرزق من الآية 32 : قل هي للذين آمنوا في الحياة الدنيا خالصة يوم القيامة .
( الأصل السادس ) إقامة أهل الجنة الحجة على أهل النار في قوله تعالى : ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم ( 44 ) إلخ . وفي تفسيرها بيان لما في صناعات هذا العصر من إزالة الاستبعاد والاستغراب من تحاور الناس مع بعد المسافات بينهم راجع 377 وما بعدها ج 8 ط الهيئة .
( الأصل السابع ) وهو الأعراف وأهله وتسليمهم [ ص: 474 ] على أهل الجنة وخطابهم لأناس يعرفونهم بسيماهم في النار بما يذكرهم بضلالهم في الدنيا وغرورهم بأموالهم إلخ . وهو في الآيات 46 - 49 . الحجاب بين أهل الجنة وأهل النار
( الأصل الثامن ) نداء أصحاب النار أصحاب الجنة : أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله وجواب أهل الجنة لهم في الآية ( 50 ) ( الأصل التاسع ) اعتراف أهل النار في الآخرة بصدق الرسل ، وتمنيهم الشفعاء ليشفعوا لهم ، أو الرد إلى الدنيا ليعملوا غير الذي كانوا يعملون ، وحكم الله تعالى عليهم بأنهم خسروا أنفسهم ، وضل عنهم ما كانوا يفترون من القول بأن من كانوا يدعونهم في الدنيا سيشفعون لهم عند الله . وهو في الآية ( 53 ) ( الأصل العاشر ) الدعاء بخير الآخرة مع الدنيا ، وهو ما ورد في دعاء موسى عليه السلام من قول الله تعالى حكاية عنه : واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة ( 156 ) فهو موافق لما ورد في القرآن تشريعا لهذه الأمة ، فغاية دين الله على ألسنة جميع رسله سعادة الدارين كما ترى بيانه في السنة 4 من الباب السادس .
( الأصل الحادي عشر ) صفة أهل جهنم : ولقد ذرأنا لجهنم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ( 179 ) إلخ . وفي تفسيرنا لها من العلم والحكمة ما لا تجد مثله في تفسير ، ولا في كتاب آخر - فراجعه بموضعه في هذا الجزء .
( الأصل الثاني عشر ) مسألة قيام الساعة ، وكونها تأتي بغتة وهي في الآية 187 وفي تفسيرها مباحث مسائل مبتكرة في أشراطها .