nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40nindex.php?page=treesubj&link=28982_31832_31836حتى إذا جاء أمرنا وفار التنور قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين وأهلك إلا من سبق عليه القول ومن آمن وما آمن معه إلا قليل nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حتى إذا جاء أمرنا ) هذا بيان لابتداء الغاية مما ذكر قبله من الاستعداد لهلاك
قوم نوح ، أي : وكان يصنع الفلك كما أمر ، ويقابل السخرية بغير ابتئاس ولا ضجر ، حتى إذا جاء وقت أمرنا بهلاكهم ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وفار التنور ) ) اشتد غضب الله - تعالى - ، فهو مجاز كحمي الوطيس ، أو فار الماء من التنور عند
نوح ؛ لأنه بدأ ينبع من الأرض . والتنور الذي يخبز فيه الخبز معروف عند العرب . قيل : إن التاء أصلية فيه ، وقيل : زائدة ، وقد اتفقت فيه لغة العرب والعجم ، وقيل : أول من صنعه
حواء أم البشر وأن تنورها بقي إلى زمن
نوح ، وأنه هو المراد هنا ، وهذا مما لا يوثق به ، والفور والفوران ضرب من الحركة والارتفاع القوي ، يقال في الماء إذا نبع وجرى ، وإذا غلا وارتفع ، قال في الأساس : فارت القدر ، وفارت فوراتها ، وعين فوارة في أرض خوارة ، وفار الماء من العين . ومن المجاز : فار الغضب ، وأخاف أن تفور علي ، وقال ذلك في فورة الغضب اهـ . وقال
الراغب في مفردات القرآن : الفور شدة الغليان ، ويقال ذلك في النار نفسها إذا هاجت ، وفي القدر وفي
[ ص: 64 ] الغضب ، نحو :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=7وهي تفور 67 : 7 ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وفار التنور ) ) اهـ . والمتبادر من فوران التنور هنا اشتداد غضب الله - تعالى - على أولئك المشركين الظالمين لأنفسهم وللناس ، وحلول وقت انتقامه منهم ، وقد روي فيه عن مفسري الصحابة والتابعين بضعة أقوال ما أراها إلا من الإسرائيليات ، أقربها إلى اللغة أن التنور أطلق في اللغة على تنور الفجر ، وأن المراد من فورانه هنا ظهور نوره ، وهو مروي عن
علي - كرم الله وجهه ، يعني أن هذا الوقت موعدهم كقوم لوط .
والثاني : أن المراد منه فوران الماء من تنور الخبز وكان ذلك علامة
لنوح - عليه السلام - ، وهو يتوقف على رواية مرفوعة وينسب إلى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس - رضي الله عنه - وأقرب منه أن يكون أول نبع ماء الطوفان من الأرض . ولا يصح في هذه الآثار ولا في أمثالها رواية مرفوعة يحتج بها ، وحديث
عائشة الآتي يدل على ما قلت إنه الأقرب .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40قلنا احمل فيها من كل زوجين اثنين ) قرأ
حفص كلمة ( ( كل ) ) هنا بالتنوين ، وجمهور القراء بالإضافة لما بعدها ، أي : حتى إذا جاء موعد أمرنا قلنا
لنوح حينئذ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40احمل فيها ) أي في الفلك ، وهو السفينة - من كل زوج اثنين ذكرا وأنثى . والتقدير على قراءة
حفص : احمل فيها من كل نوع من الأحياء أو الحيوان زوجين اثنين ذكرا وأنثى لأجل أن تبقى بعد غرق سائر الأحياء فتتناسل ويبقى نوعها على الأرض : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وأهلك إلا من سبق عليه القول ) أي : واحمل فيها أهل بيتك ذكورا وإناثا ، وأهل بيت الرجل عند الإطلاق نساؤه وأولاده وأزواجهم ، والظاهر أن المستثنى منهم كفارهم إن كان فيهم كفار ، لأنهم يدخلون في عموم قوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37ولا تخاطبني في الذين ظلموا إنهم مغرقون ) وإلا كان المستثنى ولده الذي ستذكر قصته قريبا (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40ومن آمن ) معك من قومك (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وما آمن معه إلا قليل ) منهم ، ولم يبين لنا الله - تعالى - ولا رسوله عددهم ، فكل ما قاله المفسرون فيهم مردود لا دليل عليه كما قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير الطبري ، كما أنه لم يبين لنا أنواع الحيوانات التي حملها ، ولا كيف جمعها وأدخلها السفينة وهي مفصلة في سفر التكوين ، وللمفسرين فيها إسرائيليات مضحكة نخالفها ، لا ينبغي تضييع شيء من العمر في نقلها وإشغال القراء بها .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وقال اركبوا فيها بسم الله مجراها ومرساها ) يقال : ركب الدابة والسفينة وركب على الدابة لأنه يعلوها ، وفي السفينة لأنه يكون مظروفا فيها وإن جلس على ظهرها وهو المستعمل في القرآن ، قرأ بعض أئمة القراء مجراها بفتح الميم بإمالة الراء وتركها وهو مصدر ميمي لجرت السفينة تجري موافق لقوله الآتي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وهي تجري بهم ) وقرأها الآخرون بضم الميم وهو مصدر ميمي لأجرى على إرادة إجراء الله - تعالى - لها . وقرأوا كلهم : ( مرساها ) بضم الميم ؛ بمعنى أن الله - تعالى - هو الذي سيرسيها ، ورسو السفينة وقوفها ، والمجرى والمرسى
[ ص: 65 ] يجيئان اسمي زمان ومكان أيضا . وهذه الجملة يحتمل أن يكون قالها
نوح - عليه السلام - عند أمرهم بركوب السفينة معه امتثالا لأمر الله - تعالى - في الآية التي قبلها ، فتكون بشارة لهم بحفظه - تعالى - لها ولهم ، أي : باسم الله جريانها وإرساؤها فهو الذي يتولى بحوله وقوته ، وحفظه وعنايته ، ويحتمل أن يكون أمرهم بأن يقولوها كما يقولها على تقدير : اركبوا فيها قائلين باسم الله ، أي بتسخيره وقدرته ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41مجراها ) ) حين تجري أو حين يجريها ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41ومرساها ) ) حين يرسيها ، لا بحولنا ولا قوتنا (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41إن ربي لغفور رحيم ) أي : إنه لواسع المغفرة لعباده حيث لم يهلكهم جميعهم بذنوبهم وتقصيرهم ، وإنما يهلك الكافرين الظالمين وحدهم ، رحيم بهم بما سخر لهم هذه السفينة لنجاة بقية الإنسان والحيوان من هذا الطوفان الذي اقتضته مشيئته ، أخرج
أبو يعلى nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني nindex.php?page=showalam&ids=12769وابن السني وغيرهم عن
الحسن بن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=920512 ( ( أمان لأمتي من الغرق إذا ركبوا الفلك أن يقولوا : باسم الله الملك الرحمن باسم الله مجراها ) ) الآية ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وما قدروا الله حق قدره ) الآية ، والظاهر أن المراد بالآية الثانية آية سورة الزمر ( 39 : 67 ) والله أعلم .
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40nindex.php?page=treesubj&link=28982_31832_31836حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا ) هَذَا بَيَانٌ لِابْتِدَاءِ الْغَايَةِ مِمَّا ذَكَرَ قَبْلَهُ مِنَ الِاسْتِعْدَادِ لِهَلَاكِ
قَوْمِ نُوحٍ ، أَيْ : وَكَانَ يَصْنَعُ الْفُلْكَ كَمَا أُمِرَ ، وَيُقَابِلُ السُّخْرِيَةَ بِغَيْرِ ابْتِئَاسٍ وَلَا ضَجَرٍ ، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقْتُ أَمْرِنَا بِهَلَاكِهِمْ ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَفَارَ التَّنُّورُ ) ) اشْتَدَّ غَضَبُ اللَّهِ - تَعَالَى - ، فَهُوَ مَجَازٌ كَحَمِيَ الْوَطِيسُ ، أَوْ فَارَ الْمَاءُ مِنَ التَّنُّورِ عِنْدَ
نُوحٍ ؛ لِأَنَّهُ بَدَأَ يَنْبُعُ مِنَ الْأَرْضِ . وَالتَّنُّورُ الَّذِي يُخْبَزُ فِيهِ الْخَبْزُ مَعْرُوفٌ عِنْدَ الْعَرَبِ . قِيلَ : إِنَّ التَّاءَ أَصْلِيَّةٌ فِيهِ ، وَقِيلَ : زَائِدَةٌ ، وَقَدِ اتَّفَقَتْ فِيهِ لُغَةُ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ ، وَقِيلَ : أَوَّلُ مَنْ صَنَعَهُ
حَوَّاءُ أُمُّ الْبَشَرِ وَأَنَّ تَنُّورَهَا بَقِيَ إِلَى زَمَنِ
نُوحٍ ، وَأَنَّهُ هُوَ الْمُرَادُ هُنَا ، وَهَذَا مِمَّا لَا يُوثَقُ بِهِ ، وَالْفَوْرُ وَالْفَوَرَانُ ضَرْبٌ مِنَ الْحَرَكَةِ وَالِارْتِفَاعِ الْقَوِيِّ ، يُقَالُ فِي الْمَاءِ إِذَا نَبَعَ وَجَرَى ، وَإِذَا غَلَا وَارْتَفَعَ ، قَالَ فِي الْأَسَاسِ : فَارَتِ الْقِدْرُ ، وَفَارَتْ فَوْرَاتُهَا ، وَعَيْنٌ فَوَّارَةٌ فِي أَرْضٍ خَوَّارَةٍ ، وَفَارَ الْمَاءُ مِنَ الْعَيْنِ . وَمِنَ الْمَجَازِ : فَارَ الْغَضَبُ ، وَأَخَافُ أَنْ تَفُورَ عَلَيَّ ، وَقَالَ ذَلِكَ فِي فَوْرَةِ الْغَضَبِ اهـ . وَقَالَ
الرَّاغِبُ فِي مُفْرَدَاتِ الْقُرْآنِ : الْفَوْرُ شِدَّةُ الْغَلَيَانِ ، وَيُقَالُ ذَلِكَ فِي النَّارِ نَفْسِهَا إِذَا هَاجَتْ ، وَفِي الْقَدْرِ وَفِي
[ ص: 64 ] الْغَضَبِ ، نَحْوَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=7وَهِيَ تَفُورُ 67 : 7 ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَفَارَ التَّنُّورُ ) ) اهـ . وَالْمُتَبَادِرُ مِنْ فَوَرَانِ التَّنُّورِ هُنَا اشْتِدَادُ غَضَبِ اللَّهِ - تَعَالَى - عَلَى أُولَئِكَ الْمُشْرِكِينَ الظَّالِمِينَ لِأَنْفُسِهِمْ وَلِلنَّاسِ ، وَحُلُولُ وَقْتِ انْتِقَامِهِ مِنْهُمْ ، وَقَدْ رُوِيَ فِيهِ عَنْ مُفَسِّرِي الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ بِضْعَةُ أَقْوَالٍ مَا أُرَاهَا إِلَّا مِنَ الْإِسْرَائِيلِيَّاتِ ، أَقْرَبُهَا إِلَى اللُّغَةِ أَنَّ التَّنُّورَ أُطْلِقَ فِي اللُّغَةِ عَلَى تَنُّورِ الْفَجْرِ ، وَأَنَّ الْمُرَادَ مِنْ فَوَرَانِهِ هُنَا ظُهُورُ نُورِهِ ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ
عَلِيٍّ - كَرَّمَ اللَّهُ وَجْهَهُ ، يَعْنِي أَنَّ هَذَا الْوَقْتَ مَوْعِدُهُمْ كَقَوْمِ لُوطٍ .
وَالثَّانِي : أَنَّ الْمُرَادَ مِنْهُ فَوَرَانُ الْمَاءِ مِنْ تَنُّورِ الْخَبْزِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَامَةً
لِنُوحٍ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - ، وَهُوَ يَتَوَقَّفُ عَلَى رِوَايَةٍ مَرْفُوعَةٍ وَيُنْسَبُ إِلَى
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَأَقْرَبُ مِنْهُ أَنْ يَكُونَ أَوَّلَ نَبْعِ مَاءِ الطُّوفَانِ مِنَ الْأَرْضِ . وَلَا يَصِحُّ فِي هَذِهِ الْآثَارِ وَلَا فِي أَمْثَالِهَا رِوَايَةٌ مَرْفُوعَةٌ يُحْتَجُّ بِهَا ، وَحَدِيثُ
عَائِشَةَ الْآتِي يَدُلُّ عَلَى مَا قُلْتُ إِنَّهُ الْأَقْرَبُ .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ) قَرَأَ
حَفْصٌ كَلِمَةَ ( ( كُلٍّ ) ) هُنَا بِالتَّنْوِينِ ، وَجُمْهُورُ الْقُرَّاءِ بِالْإِضَافَةِ لِمَا بَعْدَهَا ، أَيْ : حَتَّى إِذَا جَاءَ مَوْعِدُ أَمْرِنَا قُلْنَا
لِنُوحٍ حِينَئِذٍ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40احْمِلْ فِيهَا ) أَيْ فِي الْفُلْكِ ، وَهُوَ السَّفِينَةُ - مِنْ كُلِّ زَوْجٍ اثْنَيْنِ ذَكَرًا وَأُنْثَى . وَالتَّقْدِيرُ عَلَى قِرَاءَةِ
حَفْصٍ : احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ الْأَحْيَاءِ أَوِ الْحَيَوَانِ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ ذَكَرًا وَأُنْثَى لِأَجْلِ أَنْ تَبْقَى بَعْدَ غَرَقِ سَائِرِ الْأَحْيَاءِ فَتَتَنَاسَلَ وَيَبْقَى نَوْعُهَا عَلَى الْأَرْضِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَأَهْلَكَ إِلَّا مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ ) أَيْ : وَاحْمِلْ فِيهَا أَهْلَ بَيْتِكَ ذُكُورًا وَإِنَاثًا ، وَأَهْلُ بَيْتِ الرَّجُلِ عِنْدَ الْإِطْلَاقِ نِسَاؤُهُ وَأَوْلَادُهُ وَأَزْوَاجُهُمْ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُسْتَثْنَى مِنْهُمْ كُفَّارُهُمْ إِنْ كَانَ فِيهِمْ كُفَّارٌ ، لِأَنَّهُمْ يَدْخُلُونَ فِي عُمُومِ قَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=37وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُمْ مُغْرَقُونَ ) وَإِلَّا كَانَ الْمُسْتَثْنَى وَلَدَهُ الَّذِي سَتُذْكَرُ قِصَّتُهُ قَرِيبًا (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَمَنْ آمَنَ ) مَعَكَ مِنْ قَوْمِكَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=40وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِيلٌ ) مِنْهُمْ ، وَلَمْ يُبَيِّنْ لَنَا اللَّهُ - تَعَالَى - وَلَا رَسُولُهُ عَدَدَهُمْ ، فَكُلُّ مَا قَالَهُ الْمُفَسِّرُونَ فِيهِمْ مَرْدُودٌ لَا دَلِيلَ عَلَيْهِ كَمَا قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ ، كَمَا أَنَّهُ لَمْ يُبَيِّنْ لَنَا أَنْوَاعَ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي حَمَلَهَا ، وَلَا كَيْفَ جَمَعَهَا وَأَدْخَلَهَا السَّفِينَةَ وَهِيَ مُفَصَّلَةٌ فِي سِفْرِ التَّكْوِينِ ، وَلِلْمُفَسِّرِينَ فِيهَا إِسْرَائِيلِيَّاتٌ مُضْحِكَةٌ نُخَالِفُهَا ، لَا يَنْبَغِي تَضْيِيعُ شَيْءٍ مِنَ الْعُمُرِ فِي نَقْلِهَا وَإِشْغَالِ الْقُرَّاءِ بِهَا .
(
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا ) يُقَالُ : رَكِبَ الدَّابَّةَ وَالسَّفِينَةَ وَرَكِبَ عَلَى الدَّابَّةِ لِأَنَّهُ يَعْلُوهَا ، وَفِي السَّفِينَةِ لِأَنَّهُ يَكُونُ مَظْرُوفًا فِيهَا وَإِنْ جَلَسَ عَلَى ظَهْرِهَا وَهُوَ الْمُسْتَعْمَلُ فِي الْقُرْآنِ ، قَرَأَ بَعْضُ أَئِمَّةِ الْقُرَّاءِ مَجْرَاهَا بِفَتْحِ الْمِيمِ بِإِمَالَةِ الرَّاءِ وَتَرْكِهَا وَهُوَ مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ لِجَرَتِ السَّفِينَةُ تَجْرِي مُوَافِقٌ لِقَوْلِهِ الْآتِي : (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=42وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ ) وَقَرَأَهَا الْآخَرُونَ بِضَمِّ الْمِيمِ وَهُوَ مَصْدَرٌ مِيمِيٌّ لَأَجْرَى عَلَى إِرَادَةِ إِجْرَاءِ اللَّهِ - تَعَالَى - لَهَا . وَقَرَأُوا كُلُّهُمْ : ( مُرْسَاهَا ) بِضَمِّ الْمِيمِ ؛ بِمَعْنَى أَنَّ اللَّهَ - تَعَالَى - هُوَ الَّذِي سَيُرْسِيهَا ، وَرُسُوُّ السَّفِينَةِ وُقُوفُهَا ، وَالْمَجْرَى وَالْمَرْسَى
[ ص: 65 ] يَجِيئَانِ اسْمَيْ زَمَانٍ وَمَكَانٍ أَيْضًا . وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ قَالَهَا
نُوحٌ - عَلَيْهِ السَّلَامُ - عِنْدَ أَمْرِهِمْ بِرُكُوبِ السَّفِينَةِ مَعَهُ امْتِثَالًا لِأَمْرِ اللَّهِ - تَعَالَى - فِي الْآيَةِ الَّتِي قَبْلَهَا ، فَتَكُونُ بِشَارَةً لَهُمْ بِحِفْظِهِ - تَعَالَى - لَهَا وَلَهُمْ ، أَيْ : بَاسْمِ اللَّهِ جَرَيَانُهَا وَإِرْسَاؤُهَا فَهُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى بِحَوْلِهِ وَقُوَّتِهِ ، وَحِفْظِهِ وَعِنَايَتِهِ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ أَمَرَهُمْ بِأَنْ يَقُولُوهَا كَمَا يَقُولُهَا عَلَى تَقْدِيرِ : ارْكَبُوا فِيهَا قَائِلِينَ بِاسْمِ اللَّهِ ، أَيْ بِتَسْخِيرِهِ وَقُدْرَتِهِ ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41مَجْرَاهَا ) ) حِينَ تَجْرِي أَوْ حِينَ يُجْرِيهَا ( (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41وَمُرْسَاهَا ) ) حِينَ يُرْسِيهَا ، لَا بِحَوْلِنَا وَلَا قُوَّتِنَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=11&ayano=41إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) أَيْ : إِنَّهُ لَوَاسِعُ الْمَغْفِرَةِ لِعِبَادِهِ حَيْثُ لَمْ يُهْلِكْهُمْ جَمِيعَهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَتَقْصِيرِهِمْ ، وَإِنَّمَا يُهْلِكُ الْكَافِرِينَ الظَّالِمِينَ وَحْدَهُمْ ، رَحِيمٌ بِهِمْ بِمَا سَخَّرَ لَهُمْ هَذِهِ السَّفِينَةَ لِنَجَاةِ بَقِيَّةِ الْإِنْسَانِ وَالْحَيَوَانِ مِنْ هَذَا الطُّوفَانِ الَّذِي اقْتَضَتْهُ مَشِيئَتُهُ ، أَخْرَجَ
أَبُو يَعْلَى nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=12769وَابْنُ السُّنِّيِّ وَغَيْرُهُمْ عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - :
nindex.php?page=hadith&LINKID=920512 ( ( أَمَانٌ لِأُمَّتِي مِنَ الْغَرَقِ إِذَا رَكِبُوا الْفُلْكَ أَنْ يَقُولُوا : بِاسْمِ اللَّهِ الْمَلِكِ الرَّحْمَنِ بِاسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا ) ) الْآيَةَ ( nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=91وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ) الْآيَةَ ، وَالظَّاهِرُ أَنَّ الْمُرَادَ بِالْآيَةِ الثَّانِيَةِ آيَةُ سُورَةِ الزُّمَرِ ( 39 : 67 ) وَاللَّهُ أَعْلَمُ .