( المسألة الخامسة ) : الاختلاف في الدين
الاختلاف طبيعي في البشر ، وفيه من الفوائد والمنافع العلمية والعملية ما لا تظهر مزايا نوعهم بدونه ، وفيه غوائل ومضار شرها وأضرها التفرق والتعادي به ، وقد شرع الله لهم الدين لتكميل فطرتهم ، والحكم بينهم فيما اختلفوا فيه بكتاب الله الذي لا مجال فيه للاختلاف ، ولكنهم اختلفوا في الكتاب المزيل للاختلاف أيضا ، فاستحق الذين يحكمونه فيما يتنازعون فيه رحمة الله وثوابه ، والذين اختلفوا فيه سخطه - تعالى - وعقابه ، وذلك ما بينه في الآية 119 في خاتمة هذه السورة ، وسنعيد ذكرها في سنن الاجتماع .
هذا ما يتعلق بالعقل والعلم والفهم من هذه الرذائل ، وهاك الشواهد الخاصة بصفات النفس من الأخلاق والأهواء والأعمال ، تابعة لما قبلها في العدد .