[ ص: 88 ] nindex.php?page=treesubj&link=28889 ( سورة البقرة 2 )
جميعها مدنية بالإجماع ، ومنها آية نزلت على ما قيل في حجة الوداع ، وروي أنها آخر آي القرآن نزولا وهي (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ) ( 281 ) إلخ ومعظمها نزل في أول الهجرة ، وهي أطول جميع سور القرآن ، فآياتها مائتان وثمانون وسبع آيات ، أو ست ، وعليه عد المصاحف المشهورة الآن ، ولا حاجة إلى بيان التناسب بينها وبين الفاتحة ، وإن كان التناسب ظاهرا ، فإنها لم توضع بعدها لأجله ، وإنما وضعت في أول القرآن بعد فاتحته ( التي كانت فاتحته بما لها من الخصائص التي بيناها في تفسيرها ) لأنها أطول سورة وتليها بقية السبع الطوال بتقديم المدني منها على المكي ، لا الطولى فالطولى ، فإن الأنعام أطول من المائدة وهي بعدها ، والأعراف أطول من الأنعام وقد أخرت عنها ، وقدمت الأنفال على التوبة وهي أقصر منها ، وكلتاهما مدنيتان ، وإنما روعي الطول في
nindex.php?page=treesubj&link=28880ترتيب سور القرآن في الجملة لا في كل الأفراد ، وروعي التناسب أي ترتيب ذلك ، ويراه القارئ في محله من كل منها ، ثم مزج المدني بالمكي في سائر السور ؛ لأن اختلاف أسلوبهما ومسائلهما أدنى إلى تنشيط القارئ ، وأنأى به عن الملل من التلاوة ، وهذا من خصائص القرآن .
وقد رأينا أن نستدرك قبل الشروع في تفسيرها ما فاتنا من آخره من تلخيص ما اشتملت عليه من الدعوة إلى الإسلام ، وما فيها من العقائد والأحكام ، وقواعد الدين وأصول التشريع ، فنقول :
[ ص: 88 ] nindex.php?page=treesubj&link=28889 ( سُورَةُ الْبَقَرَةِ 2 )
جَمِيعُهَا مَدَنِيَّةٌ بِالْإِجْمَاعِ ، وَمِنْهَا آيَةٌ نَزَلَتْ عَلَى مَا قِيلَ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ ، وَرُوِيَ أَنَّهَا آخَرُ آيِ الْقُرْآنِ نُزُولًا وَهِيَ (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=281وَاتَّقَوْا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ) ( 281 ) إِلَخْ وَمُعْظَمُهَا نَزَلَ فِي أَوَّلِ الْهِجْرَةِ ، وَهِيَ أَطْوَلُ جَمِيعِ سُوَرِ الْقُرْآنِ ، فَآيَاتُهَا مِائَتَانِ وَثَمَانُونَ وَسَبْعُ آيَاتٍ ، أَوْ سِتٌّ ، وَعَلَيْهِ عَدُّ الْمَصَاحِفِ الْمَشْهُورَةِ الْآنَ ، وَلَا حَاجَةَ إِلَى بَيَانِ التَّنَاسُبِ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْفَاتِحَةِ ، وَإِنْ كَانَ التَّنَاسُبُ ظَاهِرًا ، فَإِنَّهَا لَمْ تُوضَعْ بَعْدَهَا لِأَجْلِهِ ، وَإِنَّمَا وُضِعَتْ فِي أَوَّلِ الْقُرْآنِ بَعْدَ فَاتِحَتِهِ ( الَّتِي كَانَتْ فَاتِحَتَهُ بِمَا لَهَا مِنَ الْخَصَائِصِ الَّتِي بَيَّنَّاهَا فِي تَفْسِيرِهَا ) لِأَنَّهَا أَطْوَلُ سُورَةٍ وَتَلِيهَا بَقِيَّةُ السَّبْعِ الطِّوَالِ بِتَقْدِيمِ الْمَدَنِيِّ مِنْهَا عَلَى الْمَكِّيِّ ، لَا الطُّولَى فَالطُّولَى ، فَإِنَّ الْأَنْعَامَ أَطْوَلُ مِنَ الْمَائِدَةِ وَهِيَ بَعْدَهَا ، وَالْأَعْرَافَ أَطْوَلُ مِنَ الْأَنْعَامِ وَقَدْ أُخِّرَتْ عَنْهَا ، وَقُدِّمَتِ الْأَنْفَالُ عَلَى التَّوْبَةِ وَهِيَ أَقْصَرُ مِنْهَا ، وَكِلْتَاهُمَا مَدَنِيَّتَانِ ، وَإِنَّمَا رُوعِيَ الطُّولُ فِي
nindex.php?page=treesubj&link=28880تَرْتِيبِ سُوَرِ الْقُرْآنِ فِي الْجُمْلَةِ لَا فِي كُلِّ الْأَفْرَادِ ، وَرُوعِيَ التَّنَاسُبُ أَيْ تَرْتِيبُ ذَلِكَ ، وَيَرَاهُ الْقَارِئُ فِي مَحَلِّهِ مِنْ كُلٍّ مِنْهَا ، ثُمَّ مُزِجَ الْمَدَنِيُّ بِالْمَكِّيِّ فِي سَائِرِ السُّوَرِ ؛ لِأَنَّ اخْتِلَافَ أُسْلُوبِهِمَا وَمَسَائِلِهِمَا أَدْنَى إِلَى تَنْشِيطِ الْقَارِئِ ، وَأَنْأَى بِهِ عَنِ الْمَلَلِ مِنَ التِّلَاوَةِ ، وَهَذَا مِنْ خَصَائِصِ الْقُرْآنِ .
وَقَدْ رَأَيْنَا أَنْ نَسْتَدْرِكَ قَبْلَ الشُّرُوعِ فِي تَفْسِيرِهَا مَا فَاتَنَا مِنْ آخِرِهِ مِنْ تَلْخِيصِ مَا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ مِنَ الدَّعْوَةِ إِلَى الْإِسْلَامِ ، وَمَا فِيهَا مِنَ الْعَقَائِدِ وَالْأَحْكَامِ ، وَقَوَاعِدِ الدِّينِ وَأُصُولِ التَّشْرِيعِ ، فَنَقُولُ :