الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا أولئك أصحاب الجحيم ) المراد بالكفر هنا : الكفر بالله وبرسله ، ولا فرق فيه بين الكفر بجميع الرسل ، والكفر ببعض والإيمان ببعض ، كما تقدم في سورة النساء ; لأن الكفر بأي رسول منهم لا يكون - ممن يعقل معنى الرسالة - إلا عنادا واستكبارا عن طاعته تعالى كما بيناه في تفسير تلك الآية . وآيات الله تعالى قسمان : آياته المنزلة على رسوله ، وآياته التي أقامها في الأنفس والآفاق للدلالة على وحدانيته وكماله وتنزيهه ، وعلى صدق رسله فيما يبلغون عنه ، فهؤلاء الكفار المكذبون هم أصحاب الجحيم ; أي دار العذاب . والجحيم : النار العظيمة ، كما يؤخذ من قوله حكاية عن قوم إبراهيم صلى الله عليه وسلم ( قالوا ابنوا له بنيانا فألقوه في الجحيم ) ومعلوم من الآيات الأخرى أنهم جعلوا في هذا البنيان نارا عظيمة ، وهذا هو الجزاء على الكفر والتكذيب بصرف النظر عن أعمال الكافرين المكذبين ، ولا ينفع مع مثل هذا الكفر والتكذيب عمل ، فإن إفساده للأرواح وتدسيته للنفوس لا يمحوها عمل آخر من أعمال الخير ( وهل يصلح العطار ما أفسد الدهر )

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية