الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                          صفحة جزء
                          ( وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ) قرأ الجمهور " وليحكم " بصيغة الأمر ، وهو حكاية حذف منها لفظ القول ، ومثله كثير في القرآن ، أي وقلنا : ليحكم أهل الإنجيل بما أنزله الله فيه من الأحكام ; أي أمرناهم بالعمل به ، فهو مثل قوله في أهل التوراة : ( وكتبنا عليهم فيها ) كذا وكذا ، وقرأ حمزة " وليحكم " بكسر اللام ; أي ولأجل أن يحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه ، وجوزوا أن يكون قوله : ( وهدى وموعظة ) مفعولا لأجله ، وعطف " وليحكم " عليه مع إظهار اللام لاختلاف الفاعل . وكيفما قرأت وفسرت لا تجد الآية تدل على أن الله تعالى يأمر النصارى في القرآن بالحكم بالإنجيل ، كما يزعم دعاة النصرانية بما يغالطون به عوام المسلمين ، ولو فرضنا أنه أمرهم بذلك بعبارة أخرى لتعين أن يكون الأمر للتعجيز وإقامة الحجة عليهم ; فإنهم لا يستطيعون العمل بالإنجيل ، ولن يستطيعوه ، وسيأتي لهذا البحث تتمة .

                          التالي السابق


                          الخدمات العلمية