nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28975_28802_28803_28798ألم تر إلى الذين يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به ويريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=61وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=62فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم ثم جاءوك يحلفون بالله إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60ألم تر إلى الذين يزعمون فيه تعجيب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حال هؤلاء الذين ادعوا لأنفسهم أنهم قد جمعوا بين الإيمان بما أنزل على رسول الله وهو القرآن ، وما أنزل على من قبله من الأنبياء ، فجاءوا بما ينقض عليهم هذه الدعوى ويبطلها من أصلها ويوضح أنهم ليسوا على شيء من ذلك أصلا ، وهو إرادتهم التحاكم إلى الطاغوت وقد أمروا فيما أنزل على رسول الله وعلى من قبله أن يكفروا به ، وسيأتي بيان سبب نزول الآية ، وبه يتضح معناها . وقد تقدم تفسير الطاغوت والاختلاف في معناه .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60ويريد الشيطان معطوف على قوله : يريدون والجملتان مسوقتان لبيان محل التعجب ، كأنه قيل : ماذا يفعلون ؟ فقيل : يريدون كذا ، ويريد الشيطان كذا . وقوله : ضلالا مصدر للفعل المذكور بحذف الزوائد كقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=17والله أنبتكم من الأرض نباتا أو مصدر لفعل محذوف دل عليه الفعل المذكور ، والتقدير : ويريد الشيطان أن يضلهم فيضلون ضلالا .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=61وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول رأيت المنافقين يصدون عنك صدودا والصدود : اسم للمصدر ، وهو الصد عند
الخليل ، وعند الكوفيين أنهما مصدران ; أي : يعرضون عنك إعراضا . قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=62فكيف إذا أصابتهم مصيبة بما قدمت أيديهم بيان لعاقبة أمرهم وما صار إليه حالهم ; أي : كيف يكون حالهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=62إذا أصابتهم مصيبة أي وقت إصابتهم ، فإنهم يعجزون عند ذلك ولا يقدرون على الدفع .
والمراد
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=62بما قدمت أيديهم ما فعلوه من المعاصي التي من جملتها التحاكم إلى الطاغوت ثم جاءوك يعتذرون عن فعلهم ، وهو عطف على أصابتهم وقوله : يحلفون حال ; أي : جاءوك حال كونهم حالفين
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=62إن أردنا إلا إحسانا وتوفيقا أي : ما أردنا بتحاكمنا إلى غيرك إلا الإحسان لا الإساءة ، والتوفيق بين الخصمين لا المخالفة لك . وقال
ابن كيسان : معناه ما أردنا إلا عدلا وحقا مثل قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى [ التوبة : 107 ] .
فكذبهم الله بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63أولئك الذين يعلم الله ما في قلوبهم من النفاق والعداوة للحق . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معناه قد علم الله أنهم منافقون
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63فأعرض عنهم أي : عن عقابهم ، وقيل : عن قبول اعتذارهم وعظهم أي : خوفهم من النفاق
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63وقل لهم في أنفسهم أي : في حق أنفسهم ، وقيل معناه : قل لهم خاليا بهم ليس معهم غيرهم قولا بليغا أي : بالغا في " وعظهم " إلى المقصود مؤثرا فيهم ، وذلك بأن توعدهم بسفك دمائهم وسبي نسائهم وسلب أموالهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وما أرسلنا من رسول " من " زائدة للتوكيد إلا ليطاع فيما أمر به ونهى عنه بإذن الله بعلمه ، وقيل : بتوفيقه
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم بترك طاعتك والتحاكم إلى غيرك جاءوك متوسلين إليك متنصلين عن جناياتهم ومخالفتهم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64فاستغفروا الله لذنوبهم وتضرعوا إليك حتى قمت شفيعا لهم فاستغفرت لهم ، وإنما قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64واستغفر لهم الرسول على طريقة الالتفات لقصد التفخيم لشأن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64لوجدوا الله توابا رحيما أي : كثير التوبة عليهم والرحمة لهم . قوله : فلا وربك .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير : قوله : فلا رد على ما تقدم ذكره ، تقديره فليس الأمر كما
[ ص: 310 ] يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك ، ثم استأنف القسم بقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65وربك لا يؤمنون وقيل : إنه قدم ( لا ) على القسم اهتماما بالنفي ، وإظهارا لقوته ثم كرره بعد القسم تأكيدا ، وقيل : " لا " مزيدة لتأكيد معنى القسم لا لتأكيد معنى النفي ، والتقدير : فوربك لا يؤمنون كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فلا أقسم بمواقع النجوم [ الواقعة : 75 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65حتى يحكموك أي : جعلوك حكما بينهم في جميع أمورهم لا يحكمون أحدا غيرك ، وقيل : معناه يتحاكمون إليك ، ولا ملجئ لذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فيما شجر بينهم أي اختلف بينهم واختلط ، ومنه الشجر لاختلاف أغصانه ، ومنه قول
طرفة :
وهم الحكام أرباب الهدى وسعاة الناس في الأمر الشجر
أي : المختلف ، ومنه تشاجر الرماح ; أي : اختلافها
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت قيل : هو معطوف على مقدر ينساق إليه الكلام ; أي : فتقضي بينهم ثم لا يجدوا . والحرج : الضيق ، وقيل : الشك ، ومنه قيل للشجر الملتف : حرج وحرجة ، وجمعها حراج ، وقيل : الحرج : الإثم ; أي : لا يجدون في أنفسهم إثما بإنكارهم ما قضيت
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65ويسلموا تسليما أي : ينقادوا لأمرك وقضائك انقيادا لا يخالفونه في شيء . قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : تسليما مصدر مؤكد ; أي : ويسلمون لحكمك تسليما لا يدخلون على أنفسهم شكا ولا شبهة فيه .
والظاهر أن هذا شامل لكل فرد في كل حكم كما يؤيد ذلك قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وما أرسلنا من رسول إلا ليطاع بإذن الله ، وأما بعد موته فتحكيم الكتاب والسنة ، وتحكيم الحاكم بما فيهما من الأئمة والقضاة إذا كان لا يحكم بالرأي المجرد مع وجود الدليل في الكتاب والسنة أو في أحدهما ، وكان يعقل ما يرد عليه من حجج الكتاب والسنة ، بأن يكون عالما باللغة العربية وما يتعلق بها من نحو وتصريف ومعان وبيان ، عارفا بما يحتاج إليه من علم الأصول ، بصيرا بالسنة المطهرة ، مميزا بين الصحيح وما يلحق به ، والضعيف وما يلحق به ، منصفا غير متعصب لمذهب من المذاهب ولا لنحلة من النحل ، ورعا لا يحيف ولا يميل في حكمه ، فمن كان هكذا فهو قائم في مقام النبوة مترجم عنها حاكم بأحكامها . وفي هذا الوعيد الشديد ما تقشعر له الجلود وترجف له الأفئدة ، فإنه أولا أقسم سبحانه بنفسه مؤكدا لهذا القسم بحرف النفي بأنهم لا يؤمنون ، فنفى عنهم الإيمان الذي هو رأس مال صالحي عباد الله حتى تحصل لهم غاية هي تحكيم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم لم يكتف سبحانه بذلك حتى قال :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت فضم إلى التحكيم أمرا آخر ، هو عدم وجود حرج ; أي : حرج في صدورهم ، فلا يكون مجرد التحكيم والإذعان كافيا حتى يكون من صميم القلب عن رضا واطمئنان وانثلاج قلب وطيب نفس ، ثم لم يكتف بهذا كله ، بل ضم إليه قوله : ويسلموا أي : يذعنوا وينقادوا ظاهرا وباطنا ، ثم لم يكتف بذلك ، بل ضم إليه المصدر المؤكد فقال : تسليما فلا يثبت الإيمان لعبد حتى يقع منه هذا التحكيم ولا يجد الحرج في صدره بما قضي عليه ويسلم لحكم الله وشرعه ، تسليما لا يخالطه رد ولا تشوبه مخالفة .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم nindex.php?page=showalam&ids=14687والطبراني بسند قال
السيوطي : صحيح عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس ، قال : كان برزة الأسلمي كاهنا يقضي بين
اليهود فيما يتنافرون فيه ، فتنافر إليه ناس من المسلمين ، فأنزل الله
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60ألم تر إلى الذين يزعمون الآية . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابن إسحاق وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عنه قال : كان
الجلاس بن الصامت قبل توبته
ومعقب بن قشير ورافع بن زيد كانوا يدعون الإسلام ، فدعاهم رجال من قومهم من المسلمين في خصومة كانت بينهم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، فدعوهم إلى الكهان حكام الجاهلية ، فنزلت الآية المذكورة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16574العوفي عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت قال : الطاغوت رجل من
اليهود كان يقال له :
كعب بن الأشرف ، وكانوا إذا ما دعوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول ليحكم بينهم قالوا : بل نحاكمكم إلى
كعب ، فنزلت الآية . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير عن
الضحاك مثله .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ومسلم وأهل السنن وغيرهم عن
عبد الله بن الزبير :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019940أن الزبير خاصم رجلا من الأنصار قد شهد بدرا مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شراج من الحرة ، وكانا يسقيان به كلاهما النخل . فقال الأنصاري : سرح الماء يمر . فأبى عليه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : اسق يا زبير ، ثم أرسل الماء إلى جارك . فغضب الأنصاري وقال : يا رسول الله أن كان ابن عمتك ؟ فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال : اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر ، ثم أرسل الماء إلى جارك واستوعى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للزبير حقه ، وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قبل ذلك أشار على الزبير برأي أراد فيه سعة له وللأنصاري ، فلما أحفظ رسول الله الأنصاري استوعى للزبير حقه في صريح الحكم ، فقال الزبير : ما أحسب هذه الآية نزلت إلا في ذلك nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم وابن مردويه من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابن لهيعة عن
الأسود : أن سبب نزول الآية
أنه اختصم إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلان فقضى بينهما ، فقال المقضي عليه : ردنا إلىعمر ، فردهما ، فقتل عمر الذي قال : ردنا ، ونزلت الآية ، فأهدر النبي صلى الله عليه وآله وسلم دم المقتول .
وأخرجه
nindex.php?page=showalam&ids=14155الحكيم الترمذي في نوادر الأصول عن
مكحول فذكر نحوه ، وبين أن الذي قتله
عمر كان منافقا ، وهما مرسلان ، والقصة غريبة ،
nindex.php?page=showalam&ids=16457وابن لهيعة فيه ضعف .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60nindex.php?page=treesubj&link=28975_28802_28803_28798أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ ضَلَالًا بَعِيدًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=61وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=62فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ثُمَّ جَاءُوكَ يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جَاءُوكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ فِيهِ تَعْجِيبٌ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ مِنْ حَالِ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ ادَّعَوْا لِأَنْفُسِهِمْ أَنَّهُمْ قَدْ جَمَعُوا بَيْنَ الْإِيمَانِ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَهُوَ الْقُرْآنُ ، وَمَا أُنْزِلَ عَلَى مَنْ قَبْلَهُ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ ، فَجَاءُوا بِمَا يَنْقُضُ عَلَيْهِمْ هَذِهِ الدَّعْوَى وَيُبْطِلُهَا مِنْ أَصْلِهَا وَيُوَضِّحُ أَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ أَصْلًا ، وَهُوَ إِرَادَتُهُمُ التَّحَاكُمُ إِلَى الطَّاغُوتِ وَقَدْ أُمِرُوا فِيمَا أُنْزِلَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ وَعَلَى مَنْ قَبْلَهُ أَنْ يَكْفُرُوا بِهِ ، وَسَيَأْتِي بَيَانُ سَبَبِ نُزُولِ الْآيَةِ ، وَبِهِ يَتَّضِحُ مَعْنَاهَا . وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الطَّاغُوتِ وَالِاخْتِلَافُ فِي مَعْنَاهُ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ مَعْطُوفٌ عَلَى قَوْلِهِ : يُرِيدُونَ وَالْجُمْلَتَانِ مَسُوقَتَانِ لِبَيَانِ مَحَلِّ التَّعَجُّبِ ، كَأَنَّهُ قِيلَ : مَاذَا يَفْعَلُونَ ؟ فَقِيلَ : يُرِيدُونَ كَذَا ، وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ كَذَا . وَقَوْلُهُ : ضَلَالًا مَصْدَرٌ لِلْفِعْلِ الْمَذْكُورِ بِحَذْفِ الزَّوَائِدِ كَقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=71&ayano=17وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا أَوْ مَصْدَرٌ لِفِعْلٍ مَحْذُوفٍ دَلَّ عَلَيْهِ الْفِعْلُ الْمَذْكُورُ ، وَالتَّقْدِيرُ : وَيُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُضِلَّهُمْ فَيَضِلُّونَ ضَلَالًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=61وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنْكَ صُدُودًا وَالصُّدُودُ : اسْمٌ لِلْمَصْدَرِ ، وَهُوَ الصَّدُّ عِنْدَ
الْخَلِيلِ ، وَعِنْدَ الْكُوفِيِّينَ أَنَّهُمَا مَصْدَرَانِ ; أَيْ : يُعْرِضُونَ عَنْكَ إِعْرَاضًا . قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=62فَكَيْفَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ بَيَانٌ لِعَاقِبَةِ أَمْرِهِمْ وَمَا صَارَ إِلَيْهِ حَالُهُمْ ; أَيْ : كَيْفَ يَكُونُ حَالُهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=62إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ أَيْ وَقْتَ إِصَابَتِهِمْ ، فَإِنَّهُمْ يَعْجِزُونَ عِنْدَ ذَلِكَ وَلَا يَقْدِرُونَ عَلَى الدَّفْعِ .
وَالْمُرَادُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=62بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ مَا فَعَلُوهُ مِنَ الْمَعَاصِي الَّتِي مِنْ جُمْلَتِهَا التَّحَاكُمُ إِلَى الطَّاغُوتِ ثُمَّ جَاءُوكَ يَعْتَذِرُونَ عَنْ فِعْلِهِمْ ، وَهُوَ عَطْفٌ عَلَى أَصَابَتْهُمْ وَقَوْلُهُ : يَحْلِفُونَ حَالٌ ; أَيْ : جَاءُوكَ حَالَ كَوْنِهِمْ حَالِفِينَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=62إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا إِحْسَانًا وَتَوْفِيقًا أَيْ : مَا أَرَدْنَا بِتَحَاكُمِنَا إِلَى غَيْرِكَ إِلَّا الْإِحْسَانَ لَا الْإِسَاءَةَ ، وَالتَّوْفِيقَ بَيْنَ الْخَصْمَيْنِ لَا الْمُخَالَفَةَ لَكَ . وَقَالَ
ابْنُ كَيْسَانَ : مَعْنَاهُ مَا أَرَدْنَا إِلَّا عَدْلًا وَحَقًّا مِثْلَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=107وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلَّا الْحُسْنَى [ التَّوْبَةِ : 107 ] .
فَكَذَّبَهُمُ اللَّهُ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللَّهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ مِنَ النِّفَاقِ وَالْعَدَاوَةِ لِلْحَقِّ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ قَدْ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّهُمْ مُنَافِقُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ أَيْ : عَنْ عِقَابِهِمْ ، وَقِيلَ : عَنْ قَبُولِ اعْتِذَارِهِمْ وَعِظْهُمْ أَيْ : خَوِّفْهُمْ مِنَ النِّفَاقِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=63وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ أَيْ : فِي حَقِّ أَنْفُسِهِمْ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ : قُلْ لَهُمْ خَالِيًا بِهِمْ لَيْسَ مَعَهُمْ غَيْرُهُمْ قَوْلًا بَلِيغًا أَيْ : بَالِغًا فِي " وَعْظِهِمْ " إِلَى الْمَقْصُودِ مُؤَثِّرًا فِيهِمْ ، وَذَلِكَ بِأَنْ تَوَعَّدَهُمْ بِسَفْكِ دِمَائِهِمْ وَسَبْيِ نِسَائِهِمْ وَسَلْبِ أَمْوَالِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ " مِنْ " زَائِدَةٌ لِلتَّوْكِيدِ إِلَّا لِيُطَاعَ فِيمَا أَمَرَ بِهِ وَنَهَى عَنْهُ بِإِذْنِ اللَّهِ بِعِلْمِهِ ، وَقِيلَ : بِتَوْفِيقِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ بِتَرْكِ طَاعَتِكَ وَالتَّحَاكُمِ إِلَى غَيْرِكَ جَاءُوكَ مُتَوَسِّلِينَ إِلَيْكَ مُتَنَصِّلِينَ عَنْ جِنَايَاتِهِمْ وَمُخَالَفَتِهِمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ لِذُنُوبِهِمْ وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ حَتَّى قُمْتَ شَفِيعًا لَهُمْ فَاسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ ، وَإِنَّمَا قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ عَلَى طَرِيقَةِ الِالْتِفَاتِ لِقَصْدِ التَّفْخِيمِ لِشَأْنِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابًا رَحِيمًا أَيْ : كَثِيرَ التَّوْبَةِ عَلَيْهِمْ وَالرَّحْمَةِ لَهُمْ . قَوْلُهُ : فَلَا وَرَبِّكَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ : قَوْلُهُ : فَلَا رَدٌّ عَلَى مَا تَقَدَّمَ ذِكْرَهُ ، تَقْدِيرُهُ فَلَيْسَ الْأَمْرُ كَمَا
[ ص: 310 ] يَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ آمَنُوا بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ ، ثُمَّ اسْتَأْنَفَ الْقَسَمَ بِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ وَقِيلَ : إِنَّهُ قَدَّمَ ( لَا ) عَلَى الْقَسَمِ اهْتِمَامًا بِالنَّفْيِ ، وَإِظْهَارًا لِقُوَّتِهِ ثُمَّ كَرَّرَهُ بَعْدَ الْقَسَمِ تَأْكِيدًا ، وَقِيلَ : " لَا " مَزِيدَةٌ لِتَأْكِيدِ مَعْنَى الْقَسَمِ لَا لِتَأْكِيدِ مَعْنَى النَّفْيِ ، وَالتَّقْدِيرُ : فَوَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=56&ayano=75فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ [ الْوَاقِعَةِ : 75 ] .
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65حَتَّى يُحَكِّمُوكَ أَيْ : جَعَلُوكَ حَكَمًا بَيْنَهُمْ فِي جَمِيعِ أُمُورِهِمْ لَا يُحَكِّمُونَ أَحَدًا غَيْرَكَ ، وَقِيلَ : مَعْنَاهُ يَتَحَاكَمُونَ إِلَيْكَ ، وَلَا مُلْجِئَ لِذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ أَيِ اخْتَلَفَ بَيْنَهُمْ وَاخْتَلَطَ ، وَمِنْهُ الشَّجَرُ لِاخْتِلَافِ أَغْصَانِهِ ، وَمِنْهُ قَوْلُ
طُرْفَةَ :
وَهُمُ الْحُكَّامُ أَرْبَابُ الْهُدَى وَسُعَاةُ النَّاسِ فِي الْأَمْرِ الشَّجَرْ
أَيِ : الْمُخْتَلِفِ ، وَمِنْهُ تَشَاجُرُ الرِّمَاحِ ; أَيْ : اخْتِلَافُهَا
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ قِيلَ : هُوَ مَعْطُوفٌ عَلَى مُقَدَّرٍ يَنْسَاقُ إِلَيْهِ الْكَلَامُ ; أَيْ : فَتَقْضِيَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا . وَالْحَرَجُ : الضِّيقُ ، وَقِيلَ : الشَّكُّ ، وَمِنْهُ قِيلَ لِلشَّجَرِ الْمُلْتَفِّ : حَرَجٌ وَحَرِجَةٌ ، وَجَمْعُهَا حِرَاجٌ ، وَقِيلَ : الْحَرَجُ : الْإِثْمُ ; أَيْ : لَا يَجِدُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ إِثْمًا بِإِنْكَارِهِمْ مَا قَضَيْتَ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا أَيْ : يَنْقَادُوا لِأَمْرِكَ وَقَضَائِكَ انْقِيَادًا لَا يُخَالِفُونَهُ فِي شَيْءٍ . قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : تَسْلِيمًا مَصْدَرٌ مُؤَكِّدٌ ; أَيْ : وَيُسَلَّمُونَ لِحُكْمِكَ تَسْلِيمًا لَا يُدْخِلُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ شَكًّا وَلَا شُبْهَةً فِيهِ .
وَالظَّاهِرُ أَنَّ هَذَا شَامِلٌ لِكُلِّ فَرْدٍ فِي كُلِّ حُكْمٍ كَمَا يُؤَيِّدُ ذَلِكَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=64وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللَّهِ ، وَأَمَّا بَعْدَ مَوْتِهِ فَتَحْكِيمُ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، وَتَحْكِيمُ الْحَاكِمِ بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْأَئِمَّةِ وَالْقُضَاةِ إِذَا كَانَ لَا يَحْكُمُ بِالرَّأْيِ الْمُجَرَّدِ مَعَ وُجُودِ الدَّلِيلِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ أَوْ فِي أَحَدِهِمَا ، وَكَانَ يَعْقِلُ مَا يَرِدُ عَلَيْهِ مِنْ حُجَجِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ ، بِأَنْ يَكُونَ عَالِمًا بِاللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَمَا يَتَعَلَّقُ بِهَا مِنْ نَحْوٍ وَتَصْرِيفٍ وَمَعَانٍ وَبَيَانٍ ، عَارِفًا بِمَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِنْ عِلْمِ الْأُصُولِ ، بَصِيرًا بِالسُّنَّةِ الْمُطَهَّرَةِ ، مُمَيِّزًا بَيْنَ الصَّحِيحِ وَمَا يَلْحَقُ بِهِ ، وَالضَّعِيفِ وَمَا يَلْحَقُ بِهِ ، مُنْصِفًا غَيْرَ مُتَعَصِّبٍ لِمَذْهَبٍ مِنَ الْمَذَاهِبِ وَلَا لِنِحْلَةٍ مِنَ النِّحَلِ ، وَرِعًا لَا يَحِيفُ وَلَا يَمِيلُ فِي حُكْمِهِ ، فَمَنْ كَانَ هَكَذَا فَهُوَ قَائِمٌ فِي مَقَامِ النُّبُوَّةِ مُتَرْجَمٌ عَنْهَا حَاكِمٌ بِأَحْكَامِهَا . وَفِي هَذَا الْوَعِيدِ الشَّدِيدِ مَا تَقْشَعِرُّ لَهُ الْجُلُودُ وَتَرْجُفُ لَهُ الْأَفْئِدَةُ ، فَإِنَّهُ أَوَّلًا أَقْسَمَ سُبْحَانَهُ بِنَفْسِهِ مُؤَكِّدًا لِهَذَا الْقَسَمِ بِحَرْفِ النَّفْيِ بِأَنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ ، فَنَفَى عَنْهُمُ الْإِيمَانَ الَّذِي هُوَ رَأْسُ مَالِ صَالِحِي عِبَادِ اللَّهِ حَتَّى تَحْصُلَ لَهُمْ غَايَةٌ هِيَ تَحْكِيمُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ لَمْ يَكْتَفِ سُبْحَانَهُ بِذَلِكَ حَتَّى قَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ فَضَمَّ إِلَى التَّحْكِيمِ أَمْرًا آخَرَ ، هُوَ عَدَمُ وُجُودِ حَرَجٍ ; أَيْ : حَرَجٍ فِي صُدُورِهِمْ ، فَلَا يَكُونُ مُجَرَّدُ التَّحْكِيمِ وَالْإِذْعَانِ كَافِيًا حَتَّى يَكُونَ مِنْ صَمِيمِ الْقَلْبِ عَنْ رِضًا وَاطْمِئْنَانٍ وَانْثِلَاجِ قَلْبٍ وَطِيبِ نَفْسٍ ، ثُمَّ لَمْ يَكْتَفِ بِهَذَا كُلِّهِ ، بَلْ ضَمَّ إِلَيْهِ قَوْلَهُ : وَيُسَلِّمُوا أَيْ : يُذْعِنُوا وَيَنْقَادُوا ظَاهِرًا وَبَاطِنًا ، ثُمَّ لَمْ يَكْتَفِ بِذَلِكَ ، بَلْ ضَمَّ إِلَيْهِ الْمَصْدَرَ الْمُؤَكِّدَ فَقَالَ : تَسْلِيمًا فَلَا يَثْبُتُ الْإِيمَانُ لِعَبْدٍ حَتَّى يَقَعَ مِنْهُ هَذَا التَّحْكِيمُ وَلَا يَجِدَ الْحَرَجَ فِي صَدْرِهِ بِمَا قُضِيَ عَلَيْهِ وَيُسَلِّمُ لِحُكْمِ اللَّهِ وَشَرْعِهِ ، تَسْلِيمًا لَا يُخَالِطُهُ رَدٌّ وَلَا تَشُوبُهُ مُخَالَفَةٌ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ nindex.php?page=showalam&ids=14687وَالطَّبَرَانِيُّ بِسَنَدٍ قَالَ
السُّيُوطِيُّ : صَحِيحٌ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : كَانَ بَرْزَةُ الْأَسْلَمِيُّ كَاهِنًا يَقْضِي بَيْنَ
الْيَهُودِ فِيمَا يَتَنَافَرُونَ فِيهِ ، فَتَنَافَرَ إِلَيْهِ نَاسٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يَزْعُمُونَ الْآيَةَ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12563ابْنُ إِسْحَاقَ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْهُ قَالَ : كَانَ
الْجُلَاسُ بْنُ الصَّامِتِ قَبْلَ تَوْبَتِهِ
وَمُعَقِّبُ بْنُ قُشَيْرٍ وَرَافِعُ بْنُ زَيْدٍ كَانُوا يَدَّعُونَ الْإِسْلَامَ ، فَدَعَاهُمْ رِجَالٌ مِنْ قَوْمِهِمْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي خُصُومَةٍ كَانَتْ بَيْنَهُمْ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، فَدَعَوْهُمْ إِلَى الْكُهَّانِ حُكَّامِ الْجَاهِلِيَّةِ ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ الْمَذْكُورَةُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16574الْعَوْفِيِّ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=60يُرِيدُونَ أَنْ يَتَحَاكَمُوا إِلَى الطَّاغُوتِ قَالَ : الطَّاغُوتُ رَجُلٌ مِنَ
الْيَهُودِ كَانَ يُقَالُ لَهُ :
كَعْبُ بْنُ الْأَشْرَفِ ، وَكَانُوا إِذَا مَا دُعُوا إِلَى مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَإِلَى الرَّسُولِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ قَالُوا : بَلْ نُحَاكِمُكُمْ إِلَى
كَعْبٍ ، فَنَزَلَتِ الْآيَةُ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ عَنِ
الضَّحَّاكِ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12070الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَأَهْلُ السُّنَنِ وَغَيْرُهُمْ عَنْ
عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1019940أَنَّ الزُّبَيْرَ خَاصَمَ رَجُلًا مِنَ الْأَنْصَارِ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي شِرَاجٍ مِنَ الْحَرَّةِ ، وَكَانَا يَسْقِيَانِ بِهِ كِلَاهُمَا النَّخْلَ . فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ : سَرِّحِ الْمَاءَ يَمُرُّ . فَأَبَى عَلَيْهِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : اسْقِ يَا زُبَيْرُ ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ . فَغَضِبَ الْأَنْصَارِيُّ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْ كَانَ ابْنَ عَمَّتِكَ ؟ فَتَلَوَّنَ وَجْهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : اسْقِ يَا زُبَيْرُ ثُمَّ احْبِسِ الْمَاءَ حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى الْجَدْرِ ، ثُمَّ أَرْسِلِ الْمَاءَ إِلَى جَارِكَ وَاسْتَوْعَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ ذَلِكَ أَشَارَ عَلَى الزُّبَيْرِ بِرَأْيٍ أَرَادَ فِيهِ سَعَةً لَهُ وَلِلْأَنْصَارِيِّ ، فَلَمَّا أَحْفَظَ رَسُولَ اللَّهِ الْأَنْصَارِيُّ اسْتَوْعَى لِلزُّبَيْرِ حَقَّهُ فِي صَرِيحِ الْحُكْمِ ، فَقَالَ الزُّبَيْرُ : مَا أَحْسَبُ هَذِهِ الْآيَةَ نَزَلَتْ إِلَّا فِي ذَلِكَ nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=65فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=16457ابْنِ لَهِيعَةَ عَنِ
الْأَسْوَدِ : أَنَّ سَبَبَ نُزُولِ الْآيَةِ
أَنَّهُ اخْتَصَمَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ رَجُلَانِ فَقَضَى بَيْنَهُمَا ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ : رُدَّنَا إِلَىعُمَرَ ، فَرَدَّهُمَا ، فَقَتَلَ عُمَرُ الَّذِي قَالَ : رُدَّنَا ، وَنَزَلَتِ الْآيَةُ ، فَأَهْدَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ دَمَ الْمَقْتُولِ .
وَأَخْرَجَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=14155الْحَكِيمُ التِّرْمِذِيُّ فِي نَوَادِرِ الْأُصُولِ عَنْ
مَكْحُولٍ فَذَكَرَ نَحْوَهُ ، وَبَيَّنَ أَنَّ الَّذِي قَتَلَهُ
عُمَرُ كَانَ مُنَافِقًا ، وَهُمَا مُرْسَلَانِ ، وَالْقِصَّةُ غَرِيبَةٌ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16457وَابْنُ لَهِيعَةَ فِيهِ ضَعْفٌ .