nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=193وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ألهم أرجل يمشون بها أم لهم أيد يبطشون بها أم لهم أعين يبصرون بها أم لهم آذان يسمعون بها قل ادعوا شركاءكم ثم كيدون فلا تنظرون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=197والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=198وإن تدعوهم إلى الهدى لا يسمعوا وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون nindex.php?page=treesubj&link=28978_30549قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=193وإن تدعوهم إلى الهدى لا يتبعوكم هذا خطاب للمشركين : أي وإن تدعوا هؤلاء الشركاء إلى الهدى والرشاد بأن تطلبوا منهم أن يهدوكم ويرشدوكم لا يتبعوكم ولا يجيبوكم إلى ذلك ، وهو دون ما تطلبونه منهم من جلب النفع ودفع الضر ، والنصر على الأعداء .
قال
الأخفش : معناه وإن
[ ص: 520 ] تدعوهم : أي الأصنام إلى الهدى لا يتبعوكم ، وقيل : المراد من سبق في علم الله أنه لا يؤمن .
وقرئ " لا يتبعوكم " مشددا ومخففا وهما لغتان .
وقال بعض أهل اللغة : اتبعه مخففا : إذا مضى خلفه ولم يدركه ، واتبعه مشددا : إذا مضى خلفه فأدركه ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=193سواء عليكم أدعوتموهم أم أنتم صامتون مقررة لمضمون ما قبلها : أي دعاؤكم لهم عند الشدائد وعدمه سواء لا فرق بينهما ، لأنهم لا ينفعون ولا يضرون ولا يسمعون ولا يجيبون ، وقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=193أم أنتم صامتون مكان أصمتم لما في الجملة الاسمية من المبالغة .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14327محمد بن يحيى : إنما جاء بالجملة الاسمية لكونها رأس آية ، يعني لمطابقة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=192ولا أنفسهم ينصرون وما قبله .
nindex.php?page=treesubj&link=28978_28675قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم أخبرهم - سبحانه - بأنه هؤلاء الذين جعلتموهم آلهة هم عباد لله كما أنتم عباد له مع أنكم أكمل منهم ، لأنكم أحياء تنطقون وتمشون وتسمعون وتبصرون ، وهذه الأصنام ليست كذلك ، ولكنها مثلكم في كونها مملوكة لله مسخرة لأمره ، وفي هذا تقريع لهم بالغ وتوبيخ لهم عظيم ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194فادعوهم فليستجيبوا لكم مقررة لمضمون ما قبلها من أنهم إن دعوهم إلى الهدى لا يتبعوهم ، وأنهم لا يستطيعون شيئا : أي ادعوا هؤلاء الشركاء ، فإن كانوا كما تزعمون
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين فيما تدعونه لهم من قدرتهم على النفع والضر .
والاستفهام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ألهم أرجل وما بعده للتقريع والتوبيخ ، أي : هؤلاء الذين جعلتموهم شركاء ليس لهم شيء من الآلات التي هي ثابتة لكم فضلا عن أن يكونوا قادرين على ما تطلبونه منهم ، فإنهم كما ترون هذه الأصنام التي تعكفون على عبادتها ليست لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195أرجل يمشون بها في نفع أنفسهم فضلا عن أن يمشوا في نفعكم وليس
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195لهم أيد يبطشون بها كما يبطش غيرهم من الأحياء ، وليس
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195لهم أعين يبصرون بها كما تبصرون ، وليس
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195لهم آذان يسمعون بها كما تسمعون ، فكيف تدعون من هم على هذه الصفة من سلب الأدوات ، وبهذه المنزلة من العجز ، وأم في هذه المواضع هي المنقطعة التي بمعنى بل ، والهمزة كما ذكره أئمة النحو .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، " إن الذين تدعون " بتخفيف " إن " ونصب " عبادا " : أي ما الذين تدعون " من دون الله عبادا أمثالكم " على إعمال إن النافية عمل ما الحجازية وقد ضعفت هذه القراءة بأنها خلاف ما رجحه
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه وغيره من اختيار الرفع في خبرها ، وبأن
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي قال : إنها لا تكاد تأتي في كلام العرب بمعنى ما إلا أن يكون بعدها إيجاب كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=20إن الكافرون إلا في غرور ( الملك : 20 ) ، والبطش : الأخذ بقوة .
وقرأ
أبو جعفر " يبطشون " بضم الطاء ، وهي لغة . ثم لما بين لهم حال هذه الأصنام ، وتعاور وجوه النقص والعجز لها من كل باب ، أمره الله بأن يقول لهم ادعوا شركاءكم الذين تزعمون أن لهم قدرة على النفع والضر
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ثم كيدون أنتم وهم جميعا بما شئتم من وجوه الكيد
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195فلا تنظرون أي فلا تمهلوني ولا تؤخرون إنزال الضرر بي من جهتها . والكيد : المكر ، وليس بعد هذا التحدي لهم والتعجيز لأصنامهم شيء .
ثم قال لهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196إن وليي الله الذي نزل الكتاب أي كيف أخاف هذه الأصنام التي هذه صفتها ولي ولي ألجأ إليه وأستنصر به وهو الله - عز وجل -
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196الذي نزل الكتاب وهذه الجملة تعليل لعدم المبالاة بها ، وولي الشيء هو الذي يحفظه ويقوم بنصرته ويمنع منه الضرر
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196وهو يتولى الصالحين أي يحفظهم وينصرهم ، ويحول ما بينهم وبين أعدائهم .
قال
الأخفش : وقرئ " إن ولي الله الذي نزل الكتاب " يعني
جبرائيل .
قال
النحاس : هي قراءة
عاصم الجحدري والقراءة الأولى أبين لقوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196وهو يتولى الصالحين .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=197والذين تدعون من دونه لا يستطيعون نصركم ولا أنفسهم ينصرون كرر - سبحانه - هذا لمزيد التأكيد والتقرير ، ولما في تكرار التوبيخ والتقريع من الإهانة للمشركين والتنقص بهم ، وإظهار سخف عقولهم ، وركاكة أحلامهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=198وتراهم ينظرون إليك جملة مبتدأة لبيان عجزهم ، أو حالية ، أي والحال أنك تراهم ينظرون إليك حال كونهم لا يبصرون ، والمراد : الأصنام إنهم يشبهون الناظرين ، ولا أعين لهم يبصرون بها ، قيل : كانوا يجعلون للأصنام أعينا من جواهر مصنوعة ، فكانوا بذلك في هيئة الناظرين ولا يبصرون ، وقيل : المراد بذلك المشركون ، أخبر الله عنهم بأنهم لا يبصرون حين لم ينتفعوا بأبصارهم ، وإن أبصروا بها غير ما فيه نفعهم .
وقد أخرج
أبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير ، قال : يجاء بالشمس والقمر حتى يلقيا بين يدي الله - تعالى - ويجاء بمن كان يعبدهما ، فيقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم ،
وأبو الشيخ ، عن
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي ، في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=198وتراهم ينظرون إليك قال : هؤلاء المشركون .
وأخرج هؤلاء أيضا عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=198وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون ما يدعوهم إليه من الهدى .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=193وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلَا تُنْظِرُونِ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=197وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=198وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ nindex.php?page=treesubj&link=28978_30549قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=193وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ هَذَا خِطَابٌ لِلْمُشْرِكِينَ : أَيْ وَإِنْ تَدْعُوا هَؤُلَاءِ الشُّرَكَاءَ إِلَى الْهُدَى وَالرَّشَادِ بِأَنْ تَطْلُبُوا مِنْهُمْ أَنْ يَهْدُوكُمْ وَيُرْشِدُوكُمْ لَا يَتَّبِعُوكُمْ وَلَا يُجِيبُوكُمْ إِلَى ذَلِكَ ، وَهُوَ دُونُ مَا تَطْلُبُونَهُ مِنْهُمْ مِنْ جَلْبِ النَّفْعِ وَدَفْعِ الضُّرِّ ، وَالنَّصْرِ عَلَى الْأَعْدَاءِ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : مَعْنَاهُ وَإِنْ
[ ص: 520 ] تَدْعُوهُمْ : أَيِ الْأَصْنَامَ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوكُمْ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ مَنْ سَبَقَ فِي عِلْمِ اللَّهِ أَنَّهُ لَا يُؤْمِنُ .
وَقُرِئَ " لَا يَتَّبِعُوكُمْ " مُشَدَّدًا وَمُخَفَّفًا وَهُمَا لُغَتَانِ .
وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَةِ : اتْبَعَهُ مُخَفَّفًا : إِذَا مَضَى خَلْفَهُ وَلَمْ يُدْرِكْهُ ، وَاتَّبَعَهُ مُشَدَّدًا : إِذَا مَضَى خَلْفَهُ فَأَدْرَكَهُ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=193سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ مُقَرِّرَةٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهَا : أَيْ دُعَاؤُكُمْ لَهُمْ عِنْدَ الشَّدَائِدِ وَعَدَمُهُ سَوَاءٌ لَا فَرْقَ بَيْنَهُمَا ، لِأَنَّهُمْ لَا يَنْفَعُونَ وَلَا يَضُرُّونَ وَلَا يَسْمَعُونَ وَلَا يُجِيبُونَ ، وَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=193أَمْ أَنْتُمْ صَامِتُونَ مَكَانَ أَصَمَتُّمْ لِمَا فِي الْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ مِنَ الْمُبَالَغَةِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14327مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى : إِنَّمَا جَاءَ بِالْجُمْلَةِ الِاسْمِيَّةِ لِكَوْنِهَا رَأْسَ آيَةٍ ، يَعْنِي لِمُطَابَقَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=192وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ وَمَا قَبْلَهُ .
nindex.php?page=treesubj&link=28978_28675قَوْلُهُ : nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ أَخْبَرَهُمْ - سُبْحَانَهُ - بِأَنَّهُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ جَعَلْتُمُوهُمْ آلِهَةً هُمْ عِبَادٌ لِلَّهِ كَمَا أَنْتُمْ عِبَادٌ لَهُ مَعَ أَنَّكُمْ أَكْمَلُ مِنْهُمْ ، لِأَنَّكُمْ أَحْيَاءٌ تَنْطِقُونَ وَتَمْشُونَ وَتَسْمَعُونَ وَتُبْصِرُونَ ، وَهَذِهِ الْأَصْنَامُ لَيْسَتْ كَذَلِكَ ، وَلَكِنَّهَا مِثْلُكُمْ فِي كَوْنِهَا مَمْلُوكَةً لِلَّهِ مُسَخَّرَةً لِأَمْرِهِ ، وَفِي هَذَا تَقْرِيعٌ لَهُمْ بَالِغٌ وَتَوْبِيخٌ لَهُمْ عَظِيمٌ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ مُقَرِّرَةٌ لِمَضْمُونِ مَا قَبْلَهَا مِنْ أَنَّهُمْ إِنْ دَعَوْهُمْ إِلَى الْهُدَى لَا يَتَّبِعُوهُمْ ، وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَطِيعُونَ شَيْئًا : أَيِ ادْعُوا هَؤُلَاءِ الشُّرَكَاءَ ، فَإِنْ كَانُوا كَمَا تَزْعُمُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ فِيمَا تَدَّعُونَهُ لَهُمْ مِنْ قُدْرَتِهِمْ عَلَى النَّفْعِ وَالضُّرِّ .
وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195أَلَهُمْ أَرْجُلٌ وَمَا بَعْدَهُ لِلتَّقْرِيعِ وَالتَّوْبِيخِ ، أَيْ : هَؤُلَاءِ الَّذِينَ جَعَلْتُمُوهُمْ شُرَكَاءَ لَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ مِنَ الْآلَاتِ الَّتِي هِيَ ثَابِتَةٌ لَكُمْ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُونُوا قَادِرِينَ عَلَى مَا تَطْلُبُونَهُ مِنْهُمْ ، فَإِنَّهُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذِهِ الْأَصْنَامَ الَّتِي تَعْكِفُونَ عَلَى عِبَادَتِهَا لَيْسَتْ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا فِي نَفْعِ أَنْفُسِهِمْ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَمْشُوا فِي نَفْعِكُمْ وَلَيْسَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا كَمَا يَبْطِشُ غَيْرُهُمْ مِنَ الْأَحْيَاءِ ، وَلَيْسَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا كَمَا تُبْصِرُونَ ، وَلَيْسَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا كَمَا تَسْمَعُونَ ، فَكَيْفَ تَدْعُونَ مَنْ هُمْ عَلَى هَذِهِ الصِّفَةِ مَنْ سَلْبِ الْأَدَوَاتِ ، وَبِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ مِنَ الْعَجْزِ ، وَأَمْ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ هِيَ الْمُنْقَطِعَةُ الَّتِي بِمَعْنَى بَلْ ، وَالْهَمْزَةُ كَمَا ذَكَرَهُ أَئِمَّةُ النَّحْوِ .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ ، " إِنِ الَّذِينَ تَدْعُونَ " بِتَخْفِيفِ " إِنَّ " وَنَصْبِ " عِبَادًا " : أَيْ مَا الَّذِينَ تَدْعُونَ " مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادًا أَمْثَالَكُمْ " عَلَى إِعْمَالِ إِنِ النَّافِيَةِ عَمَلَ مَا الْحِجَازِيَّةِ وَقَدْ ضُعِّفَتْ هَذِهِ الْقِرَاءَةُ بِأَنَّهَا خِلَافُ مَا رَجَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ وَغَيْرُهُ مِنِ اخْتِيَارِ الرَّفْعِ فِي خَبَرِهَا ، وَبِأَنَّ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيَّ قَالَ : إِنَّهَا لَا تَكَادُ تَأْتِي فِي كَلَامِ الْعَرَبِ بِمَعْنَى مَا إِلَّا أَنْ يَكُونَ بَعْدَهَا إِيجَابٌ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=67&ayano=20إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ ( الْمُلْكِ : 20 ) ، وَالْبَطْشُ : الْأَخْذُ بِقُوَّةٍ .
وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ " يَبْطُشُونَ " بِضَمِّ الطَّاءِ ، وَهِيَ لُغَةٌ . ثُمَّ لَمَّا بَيَّنَ لَهُمْ حَالَ هَذِهِ الْأَصْنَامِ ، وَتَعَاوَرَ وُجُوهَ النَّقْصِ وَالْعَجْزِ لَهَا مِنْ كُلِّ بَابٍ ، أَمْرَهُ اللَّهُ بِأَنْ يَقُولَ لَهُمُ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمُ الَّذِينَ تَزْعُمُونَ أَنَّ لَهُمْ قُدْرَةً عَلَى النَّفْعِ وَالضُّرِّ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195ثُمَّ كِيدُونِ أَنْتُمْ وَهَمَ جَمِيعًا بِمَا شِئْتُمْ مِنْ وُجُوهِ الْكَيْدِ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=195فَلَا تُنْظِرُونِ أَيْ فَلَا تُمْهِلُونِي وَلَا تُؤَخِّرُونَ إِنْزَالَ الضَّرَرِ بِي مِنْ جِهَتِهَا . وَالْكَيْدُ : الْمَكْرُ ، وَلَيْسَ بَعْدَ هَذَا التَّحَدِّي لَهُمْ وَالتَّعْجِيزِ لِأَصْنَامِهِمْ شَيْءٌ .
ثُمَّ قَالَ لَهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ أَيْ كَيْفَ أَخَافُ هَذِهِ الْأَصْنَامَ الَّتِي هَذِهِ صِفَتُهَا وَلِي وَلِيٌّ أَلْجَأُ إِلَيْهِ وَأَسْتَنْصِرُ بِهِ وَهُوَ اللَّهُ - عَزَّ وَجَلَّ -
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهَذِهِ الْجُمْلَةُ تَعْلِيلٌ لِعَدَمِ الْمُبَالَاةِ بِهَا ، وَوَلِيُّ الشَّيْءِ هُوَ الَّذِي يَحْفَظُهُ وَيَقُومُ بِنُصْرَتِهِ وَيَمْنَعُ مِنْهُ الضَّرَرَ
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ أَيْ يَحْفَظُهُمْ وَيَنْصُرُهُمْ ، وَيَحُولُ مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ أَعْدَائِهِمْ .
قَالَ
الْأَخْفَشُ : وَقُرِئَ " إِنَّ وَلِيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ " يَعْنِي
جِبْرَائِيلَ .
قَالَ
النَّحَّاسُ : هِيَ قِرَاءَةُ
عَاصِمٍ الْجَحْدَرَيِّ وَالْقِرَاءَةُ الْأُولَى أَبْيَنُ لِقَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=196وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=197وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلَا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ كَرَّرَ - سُبْحَانَهُ - هَذَا لِمَزِيدِ التَّأْكِيدِ وَالتَّقْرِيرِ ، وَلِمَا فِي تَكْرَارِ التَّوْبِيخِ وَالتَّقْرِيعِ مِنَ الْإِهَانَةِ لِلْمُشْرِكِينَ وَالتَّنَقُّصِ بِهِمْ ، وَإِظْهَارِ سَخْفِ عُقُولِهِمْ ، وَرَكَاكَةِ أَحْلَامِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=198وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ جُمْلَةٌ مُبْتَدِأَةٌ لِبَيَانِ عَجْزِهِمْ ، أَوْ حَالِيَّةٌ ، أَيْ وَالْحَالُ أَنَّكَ تَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ حَالُ كَوْنِهِمْ لَا يُبْصِرُونَ ، وَالْمُرَادُ : الْأَصْنَامُ إِنَّهُمْ يُشْبِهُونَ النَّاظِرِينَ ، وَلَا أَعْيُنَ لَهُمْ يُبْصِرُونَ بِهَا ، قِيلَ : كَانُوا يَجْعَلُونَ لِلْأَصْنَامِ أَعْيُنًا مِنْ جَوَاهِرَ مَصْنُوعَةٍ ، فَكَانُوا بِذَلِكَ فِي هَيْئَةِ النَّاظِرِينَ وَلَا يُبْصِرُونَ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ ، أَخْبَرَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِأَنَّهُمْ لَا يُبْصِرُونَ حِينَ لَمْ يَنْتَفِعُوا بِأَبْصَارِهِمْ ، وَإِنْ أَبْصَرُوا بِهَا غَيْرَ مَا فِيهِ نَفْعُهُمْ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
أَبُو الشَّيْخِ ، عَنْ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : يُجَاءُ بِالشَّمْسِ وَالْقَمَرِ حَتَّى يُلَقَيَا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ - تَعَالَى - وَيُجَاءُ بِمَنْ كَانَ يَعْبُدُهُمَا ، فَيُقَالُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=194فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَأَبُو الشَّيْخِ ، عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيِّ ، فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=198وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ قَالَ : هَؤُلَاءِ الْمُشْرِكُونَ .
وَأَخْرَجَ هَؤُلَاءِ أَيْضًا عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=198وَتَرَاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ مَا يَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ مِنَ الْهُدَى .