nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=28987_30539قال الذين أوتوا العلم إن الخزي اليوم والسوء على الكافرين nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم فألقوا السلم ما كنا نعمل من سوء بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=29فادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها فلبئس مثوى المتكبرين nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وقيل للذين اتقوا ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31جنات عدن يدخلونها تجري من تحتها الأنهار لهم فيها ما يشاءون كذلك يجزي الله المتقين nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32الذين تتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون .
قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27قال الذين أوتوا العلم قيل هم العلماء قالوه لأممهم الذين كانوا يعظونهم ولا يلتفتون إلى وعظهم .
وكان هذا القول منهم على طريق الشماتة ، وقيل هم الأنبياء ، وقيل الملائكة ، والظاهر الأول لأن ذكرهم بوصف العلم يفيد ذلك وإن كان الأنبياء والملائكة هم من أهل العلم ، بل هم أعرق فيه لكن لهم وصف يذكرون به هو أشرف من هذا الوصف ، وهو كونهم أنبياء أو كونهم ملائكة ، ولا يقدح في هذا جواز الإطلاق ، لأن المراد الاستدلال على الظهور فقط
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27إن الخزي اليوم أي الذل والهوان والفضيحة يوم القيامة والسوء أي العذاب على الكافرين مختص بهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28الذين تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قد تقدم تفسيره ، والموصول في محل الجر على أنه نعت للكافرين ، أو بدل منه ، أو في محل نصب على الاختصاص ، أو في محل رفع على تقدير مبتدأ ، أي : هم الذين تتوفاهم ، وانتصاب
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28ظالمي أنفسهم على الحال
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28فألقوا السلم معطوف على فيقول أين شركائي وما بينهما اعتراض أي أقروا بالربوبية ، وانقادوا عند الموت ، ومعناه الاستسلام ، قاله
قطرب ، وقيل معناه المسالمة ، أي : سالموا وتركوا المشاقة . قاله
الأخفش ، وقيل معناه الإسلام أي أقروا بالإسلام وتركوا ما كانوا فيه من الكفر ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28ما كنا نعمل من سوء يجوز أن تكون تفسيرا للسلم على أن يكون المراد بالسلم الكلام الدال عليه ، ويجوز أن يكون المراد بالسوء هنا الشرك ، ويكون هذا القول منهم على وجه الجحود والكذب ، ومن لم يجوز الكذب على أهل القيامة حمله على أنهم أرادوا أنهم لم يعملوا سوءا في اعتقادهم وعلى حسب ظنونهم ، ومثله قولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23والله ربنا ما كنا مشركين [ الأنعام : 23 ] ، فلما قالوا هذا أجاب عليهم أهل العلم بقولهم :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28بلى إن الله عليم بما كنتم تعملون [ ص: 780 ] أي بلى كنتم تعملون السوء إن الله عليم بالذي كنتم تعملونه فمجازيكم عليه ولا ينفعكم هذا الكذب شيئا .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=29فادخلوا أبواب جهنم أي يقال لهم ذلك عند الموت .
وقد تقدم ذكر أبواب جهنم وأن جهنم درجات بعضها فوق بعض ، و
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=29خالدين فيها حال مقدرة لأن خلودهم مستقبل
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=29فلبئس مثوى المتكبرين المخصوص بالذم محذوف ، والتقدير ، لبئس مثوى المتكبرين جهنم ، والمراد بتكبرهم هنا هو تكبرهم عن الإيمان والعبادة كما في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=35إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون [ الصافات : 35 ] .
ثم أتبع أوصاف الأشقياء بأوصاف السعداء ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وقيل للذين اتقوا وهم المؤمنون
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30ماذا أنزل ربكم قالوا خيرا أي أنزل خيرا .
قال
الثعلبي : فإن قيل لم ارتفع الجواب في قوله
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=24أساطير الأولين وانتصب في قوله خيرا فالجواب أن المشركين لم يؤمنوا بالتنزيل ، فكأنهم قالوا : الذي يقوله
محمد هو أساطير الأولين ، والمؤمنون آمنوا بالنزول ، فقال : أنزل خيرا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة قيل : هذا من كلام الله عز وجل ، وقيل : هو حكاية لكلام الذين اتقوا ، فيكون على هذا بدلا من ( خيرا ) ، على الأول يكون كلاما مستأنفا مسوقا للمدح للمتقين ، والمعنى : للذين أحسنوا أعمالهم في الدنيا حسنة ، أي : مثوبة حسنة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30ولدار الآخرة أي مثوبتها خير مما أوتوا في الدنيا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30ولنعم دار المتقين دار الآخرة ، فحذف المخصوص بالمدح لدلالة ما قبله عليه .
وارتفاع
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31جنات عدن على أنها مبتدأ خبرها ما بعدها ، أو خبر مبتدأ محذوف ، وقيل يجوز أن تكون هي المخصوص بالمدح يدخلونها هو إما خبر المبتدأ ، أو خبر بعد خبر ، وعلى تقدير تنكير عدن تكون صفة لجنات وكذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31تجري من تحتها الأنهار وقيل يجوز أن تكون الجملتان في محل نصب على الحال على تقدير أن لفظ عدن علم ، وقد تقدم معنى جري الأنهار من تحت الجنات
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31لهم فيها ما يشاءون أي لهم في الجنات ما تقع عليهم مشيئتهم صفوا عفوا يحصل لهم بمجرد ذلك
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31كذلك يجزي الله المتقين أي مثل ذلك الجزاء يجزيهم ، والمراد بالمتقين كل من يتقي الشرك وما يوجب النار من المعاصي .
والموصول في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32الذين تتوفاهم الملائكة طيبين في محل نصب نعت للمتقين المذكور قبله ، قرأ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الأعمش ،
وحمزة تتوفاهم في هذا الموضع ، وفي الموضع الأول بالياء التحتية ، وقرأ الباقون بالمثناة الفوقية ، واختار القراءة الأولى
أبو عبيد مستدلا بما روي عن
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود أنه قال : إن
قريشا زعموا أن الملائكة إناث فذكروهم أنتم .
و طيبين فيه أقوال : طاهرين من الشرك ، أو الصالحين ، أو زاكية أفعالهم وأقوالهم ، أو طيبين الأنفس ثقة بما يلقونه من ثواب الله ، أو طيبة نفوسهم بالرجوع إلى الله ، أو طيبين الوفاة ، أي : هي عليهم سهلة لا صعوبة فيها ، وجملة
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32يقولون سلام عليكم في محل نصب على الحال من الملائكة ، أي : قائلين سلام عليكم ، ومعناه يحتمل وجهين : أحدهما أن يكون السلام إنذارا لهم بالوفاة .
الثاني أن يكون تبشيرا لهم بالجنة لأن السلام أمان .
وقيل إن الملائكة يقولون : السلام عليك ولي الله إن الله يقرأ عليك السلام
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون أي بسبب عملكم ، قيل يحتمل هذا وجهين : الأول أن يكون تبشيرا بدخول الجنة عند الموت ، الثاني أن يقولوا ذلك لهم في الآخرة .
ولا ينافي هذا دخول الجنة بالتفضل كما في الحديث الصحيح
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020586سددوا وقاربوا واعلموا أنه لن يدخل أحد الجنة بعمله . قيل : ولا أنت يا رسول الله ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته وقد قدمنا البحث عن هذا .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16298عبد بن حميد ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
قتادة في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وقيل للذين اتقوا قال : هؤلاء المؤمنون .
يقال لهم
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30ماذا أنزل ربكم فيقولون
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30خيرا للذين أحسنوا أي آمنوا بالله وكتبه وأمروا بطاعته وحثوا عباد الله على الخير ودعوهم إليه .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابن جرير ،
وابن المنذر ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وابن أبي حاتم عن
مجاهد في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32الذين تتوفاهم الملائكة طيبين قال : أحياء وأمواتا ، قدر الله لهم ذلك .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27nindex.php?page=treesubj&link=28987_30539قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=29فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ .
قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ قِيلَ هُمُ الْعُلَمَاءُ قَالُوهُ لِأُمَمِهِمُ الَّذِينَ كَانُوا يَعِظُونَهُمْ وَلَا يَلْتَفِتُونَ إِلَى وَعْظِهِمْ .
وَكَانَ هَذَا الْقَوْلُ مِنْهُمْ عَلَى طَرِيقِ الشَّمَاتَةِ ، وَقِيلَ هُمُ الْأَنْبِيَاءُ ، وَقِيلَ الْمَلَائِكَةُ ، وَالظَّاهِرُ الْأَوَّلُ لِأَنَّ ذِكْرَهُمْ بِوَصْفِ الْعِلْمِ يُفِيدُ ذَلِكَ وَإِنْ كَانَ الْأَنْبِيَاءُ وَالْمَلَائِكَةُ هُمْ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، بَلْ هُمْ أَعْرَقُ فِيهِ لَكِنْ لَهُمْ وَصْفٌ يُذْكَرُونَ بِهِ هُوَ أَشْرَفُ مِنْ هَذَا الْوَصْفِ ، وَهُوَ كَوْنُهُمْ أَنْبِيَاءَ أَوْ كَوْنُهُمْ مَلَائِكَةً ، وَلَا يَقْدَحُ فِي هَذَا جَوَازُ الْإِطْلَاقِ ، لِأَنَّ الْمُرَادَ الِاسْتِدْلَالُ عَلَى الظُّهُورِ فَقَطْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=27إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ أَيِ الذُّلَّ وَالْهَوَانَ وَالْفَضِيحَةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسُّوءَ أَيِ الْعَذَابَ عَلَى الْكَافِرِينَ مُخْتَصٌّ بِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُهُ ، وَالْمَوْصُولُ فِي مَحَلِّ الْجَرِّ عَلَى أَنَّهُ نَعْتٌ لِلْكَافِرِينَ ، أَوْ بَدَلٌ مِنْهُ ، أَوْ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الِاخْتِصَاصِ ، أَوْ فِي مَحَلِّ رَفْعٍ عَلَى تَقْدِيرِ مُبْتَدَأٍ ، أَيْ : هُمُ الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ ، وَانْتِصَابُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ عَلَى الْحَالِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28فَأَلْقَوُا السَّلَمَ مَعْطُوفٌ عَلَى فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ وَمَا بَيْنَهُمَا اعْتِرَاضٌ أَيْ أَقَرُّوا بِالرُّبُوبِيَّةِ ، وَانْقَادُوا عِنْدَ الْمَوْتِ ، وَمَعْنَاهُ الِاسْتِسْلَامُ ، قَالَهُ
قُطْرُبٌ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ الْمُسَالَمَةُ ، أَيْ : سَالَمُوا وَتَرَكُوا الْمُشَاقَّةَ . قَالَهُ
الْأَخْفَشُ ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ الْإِسْلَامُ أَيْ أَقَرُّوا بِالْإِسْلَامِ وَتَرَكُوا مَا كَانُوا فِيهِ مِنَ الْكُفْرِ ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ تَفْسِيرًا لِلسَّلَمِ عَلَى أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالسَّلَمِ الْكَلَامُ الدَّالُّ عَلَيْهِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِالسُّوءِ هُنَا الشِّرْكَ ، وَيَكُونُ هَذَا الْقَوْلُ مِنْهُمْ عَلَى وَجْهِ الْجُحُودِ وَالْكَذِبِ ، وَمَنْ لَمْ يُجَوِّزِ الْكَذِبَ عَلَى أَهْلِ الْقِيَامَةِ حَمَلَهُ عَلَى أَنَّهُمْ أَرَادُوا أَنَّهُمْ لَمْ يَعْمَلُوا سُوءًا فِي اعْتِقَادِهِمْ وَعَلَى حَسَبِ ظُنُونِهِمْ ، وَمِثْلُهُ قَوْلُهُمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=23وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ [ الْأَنْعَامِ : 23 ] ، فَلَمَّا قَالُوا هَذَا أَجَابَ عَلَيْهِمْ أَهْلُ الْعِلْمِ بِقَوْلِهِمْ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=28بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ [ ص: 780 ] أَيْ بَلَى كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ السُّوءَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِالَّذِي كُنْتُمْ تَعْمَلُونَهُ فَمُجَازِيكُمْ عَلَيْهِ وَلَا يَنْفَعُكُمْ هَذَا الْكَذِبُ شَيْئًا .
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=29فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ أَيْ يُقَالُ لَهُمْ ذَلِكَ عِنْدَ الْمَوْتِ .
وَقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُ أَبْوَابِ جَهَنَّمَ وَأَنَّ جَهَنَّمَ دَرَجَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ ، وَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=29خَالِدِينَ فِيهَا حَالٌ مُقَدَّرَةٌ لِأَنَّ خُلُودَهُمْ مُسْتَقْبَلٌ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=29فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ الْمَخْصُوصُ بِالذَّمِّ مَحْذُوفٌ ، وَالتَّقْدِيرُ ، لَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ جَهَنَّمُ ، وَالْمُرَادُ بِتَكَبُّرِهِمْ هُنَا هُوَ تَكَبُّرُهُمْ عَنِ الْإِيمَانِ وَالْعِبَادَةِ كَمَا فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=37&ayano=35إِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ [ الصَّافَّاتِ : 35 ] .
ثُمَّ أَتْبَعَ أَوْصَافَ الْأَشْقِيَاءِ بِأَوْصَافِ السُّعَدَاءِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا وَهُمُ الْمُؤْمِنُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْرًا أَيْ أَنْزَلَ خَيْرًا .
قَالَ
الثَّعْلَبِيُّ : فَإِنْ قِيلَ لِمَ ارْتَفَعَ الْجَوَابُ فِي قَوْلِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=24أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ وَانْتَصَبَ فِي قَوْلِهِ خَيْرًا فَالْجَوَابُ أَنَّ الْمُشْرِكِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِالتَّنْزِيلِ ، فَكَأَنَّهُمْ قَالُوا : الَّذِي يَقُولُهُ
مُحَمَّدٌ هُوَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ، وَالْمُؤْمِنُونَ آمَنُوا بِالنُّزُولِ ، فَقَالَ : أَنْزَلَ خَيْرًا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ قِيلَ : هَذَا مِنْ كَلَامِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَقِيلَ : هُوَ حِكَايَةٌ لِكَلَامِ الَّذِينَ اتَّقَوْا ، فَيَكُونُ عَلَى هَذَا بَدَلًا مِنْ ( خَيْرًا ) ، عَلَى الْأَوَّلِ يَكُونُ كَلَامًا مُسْتَأْنَفًا مَسُوقًا لِلْمَدْحِ لِلْمُتَّقِينَ ، وَالْمَعْنَى : لِلَّذِينِ أَحْسَنُوا أَعْمَالَهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً ، أَيْ : مَثُوبَةً حَسَنَةً
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وَلَدَارُ الْآخِرَةِ أَيْ مَثُوبَتُهَا خَيْرٌ مِمَّا أُوتُوا فِي الدُّنْيَا
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ دَارُ الْآخِرَةِ ، فَحُذِفَ الْمَخْصُوصُ بِالْمَدْحِ لِدَلَالَةِ مَا قَبْلَهُ عَلَيْهِ .
وَارْتِفَاعُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31جَنَّاتُ عَدْنٍ عَلَى أَنَّهَا مُبْتَدَأٌ خَبَرُهَا مَا بَعْدَهَا ، أَوْ خَبَرُ مُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ ، وَقِيلَ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ هِيَ الْمَخْصُوصُ بِالْمَدْحِ يَدْخُلُونَهَا هُوَ إِمَّا خَبَرُ الْمُبْتَدَأِ ، أَوْ خَبَرٌ بَعْدَ خَبَرٍ ، وَعَلَى تَقْدِيرِ تَنْكِيرِ عَدْنٍ تَكُونُ صِفَةً لِجَنَّاتٍ وَكَذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَقِيلَ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ الْجُمْلَتَانِ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ عَلَى تَقْدِيرِ أَنَّ لَفْظَ عَدْنٍ عَلَمٌ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ مَعْنَى جَرْيِ الْأَنْهَارِ مِنْ تَحْتِ الْجَنَّاتِ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ أَيْ لَهُمْ فِي الْجَنَّاتِ مَا تَقَعُ عَلَيْهِمْ مَشِيئَتُهُمْ صَفْوًا عَفْوًا يَحْصُلُ لَهُمْ بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=31كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ أَيْ مِثْلَ ذَلِكَ الْجَزَاءِ يَجْزِيهِمْ ، وَالْمُرَادُ بِالْمُتَّقِينَ كُلُّ مَنْ يَتَّقِي الشِّرْكَ وَمَا يُوجِبُ النَّارَ مِنَ الْمَعَاصِي .
وَالْمَوْصُولُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ فِي مَحَلِّ نَصْبِ نَعْتٍ لِلْمُتَّقِينَ الْمَذْكُورِ قَبْلَهُ ، قَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=13726الْأَعْمَشُ ،
وَحَمْزَةُ تَتَوَفَّاهُمُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ ، وَفِي الْمَوْضِعِ الْأَوَّلِ بِالْيَاءِ التَّحْتِيَّةِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِالْمُثَنَّاةِ الْفَوْقِيَّةِ ، وَاخْتَارَ الْقِرَاءَةَ الْأُولَى
أَبُو عُبَيْدٍ مُسْتَدِلًّا بِمَا رُوِيَ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ
قُرَيْشًا زَعَمُوا أَنَّ الْمَلَائِكَةَ إِنَاثٌ فَذَكِّرُوهُمْ أَنْتُمْ .
وَ طَيِّبِينَ فِيهِ أَقْوَالٌ : طَاهِرِينَ مِنَ الشِّرْكِ ، أَوِ الصَّالِحِينَ ، أَوْ زَاكِيَةً أَفْعَالُهُمْ وَأَقْوَالُهُمْ ، أَوْ طَيِّبِينَ الْأَنْفُسِ ثِقَةً بِمَا يَلْقَوْنَهُ مِنْ ثَوَابِ اللَّهِ ، أَوْ طَيِّبَةً نُفُوسُهُمْ بِالرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ ، أَوْ طَيِّبِينَ الْوَفَاةِ ، أَيْ : هِيَ عَلَيْهِمْ سَهْلَةٌ لَا صُعُوبَةَ فِيهَا ، وَجُمْلَةُ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32يَقُولُونَ سَلَامٌ عَلَيْكُمُ فِي مَحَلِّ نَصْبٍ عَلَى الْحَالِ مِنَ الْمَلَائِكَةِ ، أَيْ : قَائِلِينَ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ ، وَمَعْنَاهُ يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ : أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ السَّلَامُ إِنْذَارًا لَهُمْ بِالْوَفَاةِ .
الثَّانِي أَنْ يَكُونَ تَبْشِيرًا لَهُمْ بِالْجَنَّةِ لِأَنَّ السَّلَامَ أَمَانٌ .
وَقِيلَ إِنَّ الْمَلَائِكَةَ يَقُولُونَ : السَّلَامُ عَلَيْكَ وَلِيَّ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَقْرَأُ عَلَيْكَ السَّلَامَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَيْ بِسَبَبِ عَمَلِكُمْ ، قِيلَ يَحْتَمِلُ هَذَا وَجْهَيْنِ : الْأَوَّلُ أَنْ يَكُونَ تَبْشِيرًا بِدُخُولِ الْجَنَّةِ عِنْدَ الْمَوْتِ ، الثَّانِي أَنْ يَقُولُوا ذَلِكَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ .
وَلَا يُنَافِي هَذَا دُخُولَ الْجَنَّةِ بِالتَّفَضُّلِ كَمَا فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ
nindex.php?page=hadith&LINKID=1020586سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَنْ يَدْخُلَ أَحَدٌ الْجَنَّةَ بِعَمَلِهِ . قِيلَ : وَلَا أَنْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ قَالَ : وَلَا أَنَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ وَقَدْ قَدَّمْنَا الْبَحْثَ عَنْ هَذَا .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16298عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16935وَابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
قَتَادَةَ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا قَالَ : هَؤُلَاءِ الْمُؤْمِنُونَ .
يُقَالُ لَهُمْ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ فَيَقُولُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=30خَيْرًا لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا أَيْ آمَنُوا بِاللَّهِ وَكُتُبِهِ وَأَمَرُوا بِطَاعَتِهِ وَحَثُّوا عِبَادَ اللَّهِ عَلَى الْخَيْرِ وَدَعَوْهُمْ إِلَيْهِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16935ابْنُ جَرِيرٍ ،
وَابْنُ الْمُنْذِرِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16328وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنْ
مُجَاهِدٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=32الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ قَالَ : أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا ، قَدَّرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ .