nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=29012_28658_31755_31759ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن إن كنتم إياه تعبدون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=38فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت إن الذي أحياها لمحيي الموتى إنه على كل شيء قدير nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=41إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم وإنه لكتاب عزيز nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=42لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك إن ربك لذو مغفرة وذو عقاب أليم nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته أأعجمي وعربي قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى أولئك ينادون من مكان بعيد
شرع - سبحانه - في بيان
nindex.php?page=treesubj&link=28658_33679_29485بعض آياته البديعة الدالة على كمال قدرته وقوة تصرفه للاستدلال بها على توحيده فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=37ومن آياته الليل والنهار والشمس والقمر ثم لما بين أن ذلك من آياته نهاهم عن عبادة الشمس والقمر ، وأمرهم بأن يسجدوا لله - عز وجل - فقال
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=37لا تسجدوا للشمس ولا للقمر لأنهما مخلوقان من مخلوقاته ، فلا يصح أن يكونا شريكين له في ربوبيته
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=37واسجدوا لله الذي خلقهن أي : خلق هذه الأربعة المذكورة ؛ لأن جمع ما لا يعقل حكمه حكم جمع الإناث ، أو الآيات ، أو الشمس والقمر ؛ لأن الاثنين جمع عند جماعة من الأئمة
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=37إن كنتم إياه تعبدون قيل : كان ناس يسجدون للشمس والقمر
كالصابئين في عبادتهم الكواكب ، ويزعمون أنهم يقصدون بالسجود لهما السجود لله فنهوا عن ذلك ، فهذا وجه تخصيص ذكر السجود بالنهي عنه . وقيل : وجه تخصيصه أنه من أقصى مراتب العبادة ، وهذه الآية من آيات السجود بلا خلاف ، وإنما اختلفوا في مواضع السجدة ، فقيل : موضعه عند قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=37إن كنتم إياه تعبدون لأنه متصل بالأمر ، وقيل : عند قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=38وهم لا يسأمون لأنه تمام الكلام .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=38فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون أي : إن استكبر هؤلاء عن الامتثال فالملائكة يديمون التسبيح لله - سبحانه - بالليل والنهار وهم لا يملون ولا يفترون .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39ومن آياته أنك ترى الأرض خاشعة الخطاب هنا لكل من يصلح له أو لرسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - والخاشعة : اليابسة الجدبة .
وقيل : الغبراء التي لا تنبت .
قال
الأزهري : إذا يبست الأرض ولم تمطر قيل : قد خشعت
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت أي : ماء المطر ، ومعنى اهتزت : تحركت بالنبات ، يقال : اهتز الإنسان : إذا تحرك ، ومنه قول الشاعر :
تراه كنصل السيف يهتز للندى إذا لم تجد عند امرئ السوء مطعما
ومعنى ربت : انتفخت وعلت قبل أن تنبت : قاله
مجاهد وغيره ، وعلى هذا ففي الكلام تقديم وتأخير ، وتقديره : ربت واهتزت ، وقيل : الاهتزاز والربو قد يكونان قبل خروج النبات وقد يكونان بعده ، ومعنى الربو لغة : الارتفاع ، كما يقال : للموضع المرتفع ربوة ورابية ، وقد تقدم تفسير هذه الآية مستوفى في سورة الحج ، وقيل : اهتزت استبشرت بالمطر ، وربت انتفخت بالنبات .
وقرأ
أبو جعفر وخالد " وربأت " .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39إن الذي أحياها لمحيي الموتى بالبعث والنشور
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39إنه على كل شيء قدير لا يعجزه شيء كائنا ما كان .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40إن الذين يلحدون في آياتنا أي : يميلون عن الحق ، والإلحاد الميل والعدول ، ومنه اللحد في القبر لأنه أميل إلى ناحية منه : يقال : ألحد في دين الله أي : مال وعدل عنه ، ويقال : لحد ، وقد تقدم تفسير الإلحاد .
قال
مجاهد : معنى الآية : يميلون عن الإيمان بالقرآن . وقال
مجاهد : يميلون عند تلاوة القرآن بالمكاء والتصدية واللغو والغناء . وقال
قتادة : يكذبون في آياتنا . وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : يعاندون ويشاقون .
وقال
ابن زيد يشركون
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40لا يخفون علينا بل نحن نعلمهم فنجازيهم بما يعملون .
ثم بين
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30502_30437_30539كيفية الجزاء والتفاوت بين المؤمن والكافر فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40أفمن يلقى في النار خير أم من يأتي آمنا يوم القيامة هذا الاستفهام للتقرير : والغرض منه التنبيه على أن الملحدين في الآيات يلقون في النار ، وأن
[ ص: 1318 ] المؤمنين بها يأتون آمنين يوم القيامة .
وظاهر الآية العموم اعتبارا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب .
وقيل : المراد بمن يلقى في النار :
أبو جهل ، ومن يأتي آمنا : النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وقيل :
حمزة ، وقيل :
nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب ، وقيل :
nindex.php?page=showalam&ids=233أبو سلمة بن عبد الأسد المخزومي nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير هذا أمر تهديد أي : اعملوا من أعمالكم التي تلقيكم في النار ما شئتم إنه بما تعملون بصير ، فهو مجازيكم على كل ما تعملون .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج لفظه لفظ الأمر ، ومعناه الوعيد .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=41إن الذين كفروا بالذكر لما جاءهم الجملة مستأنفة مقررة لما قبلها ، وخبر إن محذوف : أي : إن الذين كفروا بالقرآن لما جاءهم يجازون بكفرهم ، أو هالكون ، أو يعذبون ، وقيل : هو قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44ينادون من مكان بعيد وهذا بعيد وإن رجحه
nindex.php?page=showalam&ids=12114أبو عمرو بن العلاء .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=15080الكسائي : إنه سد مسده الخبر السابق ، وهو
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40لا يخفون علينا .
وقيل : إن الجملة بدل من الجملة الأولى وهي : الذين يلحدون في آياتنا ، وخبر إن هو الخبر السابق
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=41وإنه لكتاب عزيز أي : القرآن الذي كانوا يلحدون فيه أي : عزيز عن أن يعارض أو يطعن فيه الطاعنون ، منيع عن كل عيب .
ثم وصفه بأنه حق لا سبيل للباطل إليه بوجه من الوجوه ، فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=42لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .
قال
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزجاج : معناه أنه محفوظ من أن ينقص منه فيأتيه الباطل من بين يديه ، أو يزاد فيه فيأتيه الباطل من خلفه ، وبه قال
قتادة والسدي .
ومعنى الباطل على هذا : الزيادة والنقصان .
وقال
مقاتل : لا يأتيه التكذيب من الكتب التي قبله ، ولا يجيء من بعده كتاب فيبطله ، وبه قال
الكلبي nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير .
وقيل : الباطل هو الشيطان أي : لا يستطيع أن يزيد فيه ولا ينقص منه .
وقيل : لا يزاد فيه ولا ينقص منه ، لا من
جبريل ولا من
محمد - صلى الله عليه وآله وسلم -
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=42تنزيل من حكيم حميد هو خبر لمبتدأ محذوف أو صفة أخرى لكتاب عند من يجوز تقديم غير الصريح من الصفات على الصريح ، وقيل : إنه الصفة لكتاب ، وجملة لا يأتيه معترضة بين الموصوف والصفة .
ثم سلى - سبحانه - رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - على ما كان يتأثر له من أذية الكفار فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43ما يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك أي : ما يقال لك من هؤلاء الكفار من وصفك بالسحر والكذب والجنون إلا مثل ما قيل للرسل من قبلك ، فإن قومهم كانوا يقولون لهم مثل ما يقول لك هؤلاء ، وقيل : المعنى : ما يقال لك من التوحيد وإخلاص العبادة لله إلا ما قد قيل للرسل من قبلك ، فإن الشرائع كلها متفقة على ذلك ، وقيل : هو استفهام أي : أي شيء يقال لك إلا ما قد قيل للرسل من قبلك
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43إن ربك لذو مغفرة لمن يستحق مغفرته من الموحدين الذين بايعوك وبايعوا من قبلك من الأنبياء
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43وذو عقاب أليم للكفار المكذبين المعادين لرسل الله ، وقيل : لذو مغفرة للأنبياء ، وذو عقاب لأعدائهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44ولو جعلناه قرآنا أعجميا أي :
nindex.php?page=treesubj&link=20758لو جعلنا القرآن الذي تقرأه على الناس بغير لغة العرب nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44لقالوا لولا فصلت آياته أي : بينت بلغتنا فإننا عرب لا نفهم لغة العجم ، والاستفهام في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44أأعجمي وعربي للإنكار ، وهو من جملة قول المشركين أي : لقالوا أكلام أعجمي ورسول عربي . والأعجمي : الذي لا يفصح سواء كان من العرب أو من العجم . والأعجم ضد الفصيح : وهو الذي لا يبين كلامه ، ويقال للحيوان غير الناطق : أعجم .
قرأ
أبو بكر ،
وحمزة nindex.php?page=showalam&ids=15080والكسائي " ءأعجمي " بهمزتين محققتين . وقرأ
الحسن ،
وأبو العالية ونصر بن عاصم وهشام بهمزة واحدة على الخبر ، وقرأ الباقون بتسهيل الثانية بين بين ، وقيل : المراد : هلا فصلت آياته فجعل بعضها أعجميا لإفهام العجم وبعضها عربيا لإفهام العرب .
ثم أمر الله - سبحانه - رسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يجيبهم فقال :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء أي : يهتدون به إلى الحق ويشتفون به من كل شك وشبهة ، ومن الأسقام والآلام
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر أي : صمم عن سماعه وفهم معانيه ، ولهذا تواصوا باللغو فيه
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وهو عليهم عمى قال
قتادة : عموا عن القرآن وصموا عنه .
وقال
nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي : عميت قلوبهم عنه والمعنى : وهو عليهم ذو عمى ، أو وصف بالمصدر للمبالغة ، والموصول في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44والذين لا يؤمنون مبتدأ وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44في آذانهم وقر أو الموصول الثاني عطف على الموصول الأول ، ووقر عطف على هدى عند من جوز العطف على عاملين مختلفين ، والتقدير : هو للأولين هدى وشفاء ، وللآخرين وقر في آذانهم .
قرأ الجمهور عمى بفتح الميم منونة على أنه مصدر ، وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس nindex.php?page=showalam&ids=16414وعبد الله بن الزبير nindex.php?page=showalam&ids=59وعمرو بن العاص nindex.php?page=showalam&ids=12وابن عمر بكسر الميم منونة على أنه اسم منقوص على أنه وصف به مجازا .
وقرأ
nindex.php?page=showalam&ids=16705عمرو بن دينار بكسر الميم وفتح الياء على أنه فعل ماض ، واختار
أبو عبيدة القراءة الأولى لقوله أولا
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44هدى وشفاء ولم يقل هاد وشاف ، وقيل : المعنى : والوقر عليهم عمى ، والإشارة بقوله : أولئك إلى الذين لا يؤمنون وما في حيزه ، وخبره
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44ينادون من مكان بعيد مثل حالهم باعتبار عدم فهمهم للقرآن بحال من ينادى من مسافة بعيدة لا يسمع صوت من يناديه منها .
قال
الفراء : تقول للرجل الذي لا يفهم كلامك : أنت تنادى من مكان بعيد .
وقال
الضحاك : ينادون يوم القيامة بأقبح أسمائهم من مكان بعيد . وقال
مجاهد من مكان بعيد من قلوبهم .
وقد أخرج
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابن أبي شيبة والحاكم وصححه ،
والبيهقي في سننه من طريق
nindex.php?page=showalam&ids=15992سعيد بن جبير عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس أنه كان يسجد بآخر الآيتين من حم السجدة ، وكان
nindex.php?page=showalam&ids=10ابن مسعود يسجد بالأولى منهما .
وأخرج
ابن سعد nindex.php?page=showalam&ids=12508وابن أبي شيبة من طريق
نافع عن
nindex.php?page=showalam&ids=12ابن عمر أنه كان يسجد بالأولى .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16000سعيد بن منصور عنه أنه كان يسجد في الآية الأخيرة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40إن الذين يلحدون في آياتنا قال : هو أن يضع الكلام على غير موضعه .
وأخرج
ابن مردويه عنه في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40أفمن يلقى في النار [ ص: 1319 ] قال :
أبو جهل بن هشام nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40أم من يأتي آمنا يوم القيامة قال :
nindex.php?page=showalam&ids=1أبو بكر الصديق .
وأخرج ،
عبد الرزاق ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وعبد بن حميد وابن المنذر nindex.php?page=showalam&ids=13359وابن عساكر عن
بشير بن تميم قال : نزلت هذه الآية في
أبي جهم ،
nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر . وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابن عساكر عن
عكرمة مثله .
وأخرج
ابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40اعملوا ما شئتم قال : هذا
لأهل بدر خاصة .
وأخرج
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابن أبي حاتم ،
وابن مردويه عن
nindex.php?page=showalam&ids=11ابن عباس في قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44ولو جعلناه قرآنا أعجميا الآية يقول : لو جعلنا القرآن أعجميا ، ولسانك يا
محمد عربي ، لقالوا : أعجمي وعربي تأتينا به مختلفا أو مختلطا
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44لولا فصلت آياته هلا بينت آياته فكان القرآن مثل اللسان .
يقول : فلم نفعل لئلا يقولوا فكانت حجة عليهم .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=37nindex.php?page=treesubj&link=29012_28658_31755_31759وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=38فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=41إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=42لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حُمَيْدٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُولَئِكَ يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ
شَرَعَ - سُبْحَانَهُ - فِي بَيَانِ
nindex.php?page=treesubj&link=28658_33679_29485بَعْضِ آيَاتِهِ الْبَدِيعَةِ الدَّالَّةِ عَلَى كَمَالِ قُدْرَتِهِ وَقُوَّةِ تَصَرُّفِهِ لِلِاسْتِدْلَالِ بِهَا عَلَى تَوْحِيدِهِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=37وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ثُمَّ لَمَّا بَيَّنَ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِهِ نَهَاهُمْ عَنْ عِبَادَةِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ، وَأَمَرَهُمْ بِأَنْ يَسْجُدُوا لِلَّهِ - عَزَّ وَجَلَّ - فَقَالَ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=37لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ لِأَنَّهُمَا مَخْلُوقَانِ مِنْ مَخْلُوقَاتِهِ ، فَلَا يَصِحُّ أَنْ يَكُونَا شَرِيكَيْنِ لَهُ فِي رُبُوبِيَّتِهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=37وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ أَيْ : خَلَقَ هَذِهِ الْأَرْبَعَةَ الْمَذْكُورَةَ ؛ لِأَنَّ جَمْعَ مَا لَا يَعْقِلُ حُكْمُهُ حُكْمُ جَمْعِ الْإِنَاثِ ، أَوِ الْآيَاتِ ، أَوِ الشَّمْسِ وَالْقَمَرِ ؛ لِأَنَّ الِاثْنَيْنِ جَمْعٌ عِنْدَ جَمَاعَةٍ مِنَ الْأَئِمَّةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=37إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ قِيلَ : كَانَ نَاسٌ يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ
كَالصَّابِئِينَ فِي عِبَادَتِهِمُ الْكَوَاكِبَ ، وَيَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ يَقْصِدُونَ بِالسُّجُودِ لَهُمَا السُّجُودَ لِلَّهِ فَنُهُوا عَنْ ذَلِكَ ، فَهَذَا وَجْهُ تَخْصِيصِ ذِكْرِ السُّجُودِ بِالنَّهْيِ عَنْهُ . وَقِيلَ : وَجْهُ تَخْصِيصِهِ أَنَّهُ مِنْ أَقْصَى مَرَاتِبِ الْعِبَادَةِ ، وَهَذِهِ الْآيَةُ مِنْ آيَاتِ السُّجُودِ بِلَا خِلَافٍ ، وَإِنَّمَا اخْتَلَفُوا فِي مَوَاضِعِ السَّجْدَةِ ، فَقِيلَ : مَوْضِعُهُ عِنْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=37إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ لِأَنَّهُ مُتَّصِلٌ بِالْأَمْرِ ، وَقِيلَ : عِنْدَ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=38وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ لِأَنَّهُ تَمَامُ الْكَلَامِ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=38فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ أَيْ : إِنِ اسْتَكْبَرَ هَؤُلَاءِ عَنِ الِامْتِثَالِ فَالْمَلَائِكَةُ يُدِيمُونَ التَّسْبِيحَ لِلَّهِ - سُبْحَانَهُ - بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَمَلُّونَ وَلَا يَفْتُرُونَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً الْخِطَابُ هُنَا لِكُلِّ مَنْ يَصْلُحُ لَهُ أَوْ لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَالْخَاشِعَةُ : الْيَابِسَةُ الْجَدْبَةُ .
وَقِيلَ : الْغَبْرَاءُ الَّتِي لَا تَنْبُتُ .
قَالَ
الْأَزْهَرِيُّ : إِذَا يَبِسَتِ الْأَرْضُ وَلَمْ تُمْطِرْ قِيلَ : قَدْ خَشَعَتْ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ أَيْ : مَاءَ الْمَطَرِ ، وَمَعْنَى اهْتَزَّتْ : تَحَرَّكَتْ بِالنَّبَاتِ ، يُقَالُ : اهْتَزَّ الْإِنْسَانُ : إِذَا تَحَرَّكَ ، وَمِنْهُ قَوْلُ الشَّاعِرِ :
تَرَاهُ كَنَصْلِ السَّيْفِ يَهْتَزُّ لِلنَّدَى إِذَا لَمْ تَجِدْ عِنْدَ امْرِئِ السُّوءِ مَطْعَمَا
وَمَعْنَى رَبَتْ : انْتَفَخَتْ وَعَلَتْ قَبْلَ أَنْ تَنْبُتَ : قَالَهُ
مُجَاهِدٌ وَغَيْرُهُ ، وَعَلَى هَذَا فَفِي الْكَلَامِ تَقْدِيمٌ وَتَأْخِيرٌ ، وَتَقْدِيرُهُ : رَبَتْ وَاهْتَزَّتْ ، وَقِيلَ : الِاهْتِزَازُ وَالرَّبْوُ قَدْ يَكُونَانِ قَبْلَ خُرُوجِ النَّبَاتِ وَقَدْ يَكُونَانِ بَعْدَهُ ، وَمَعْنَى الرَّبْوِ لُغَةً : الِارْتِفَاعُ ، كَمَا يُقَالُ : لِلْمَوْضِعِ الْمُرْتَفِعِ رَبْوَةٌ وَرَابِيَةٌ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ هَذِهِ الْآيَةِ مُسْتَوْفًى فِي سُورَةِ الْحَجِّ ، وَقِيلَ : اهْتَزَّتِ اسْتَبْشَرَتْ بِالْمَطَرِ ، وَرَبَتِ انْتَفَخَتْ بِالنَّبَاتِ .
وَقَرَأَ
أَبُو جَعْفَرٍ وَخَالِدٌ " وَرَبَأَتْ " .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى بِالْبَعْثِ وَالنُّشُورِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=39إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لَا يُعْجِزُهُ شَيْءٌ كَائِنًا مَا كَانَ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا أَيْ : يَمِيلُونَ عَنِ الْحَقِّ ، وَالْإِلْحَادُ الْمَيْلُ وَالْعُدُولُ ، وَمِنْهُ اللَّحْدُ فِي الْقَبْرِ لِأَنَّهُ أُمِيلَ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْهُ : يُقَالُ : أَلْحَدَ فِي دِينِ اللَّهِ أَيْ : مَالَ وَعَدَلَ عَنْهُ ، وَيُقَالُ : لَحَدَ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ تَفْسِيرُ الْإِلْحَادِ .
قَالَ
مُجَاهِدٌ : مَعْنَى الْآيَةِ : يَمِيلُونَ عَنِ الْإِيمَانِ بِالْقُرْآنِ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ : يَمِيلُونَ عِنْدَ تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ بِالْمُكَاءِ وَالتَّصْدِيَةِ وَاللَّغْوِ وَالْغِنَاءِ . وَقَالَ
قَتَادَةُ : يَكْذِبُونَ فِي آيَاتِنَا . وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : يُعَانِدُونَ وَيُشَاقُّونَ .
وَقَالَ
ابْنُ زَيْدٍ يُشْرِكُونَ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا بَلْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ فَنُجَازِيهِمْ بِمَا يَعْمَلُونَ .
ثُمَّ بَيَّنَ
nindex.php?page=treesubj&link=29468_30502_30437_30539كَيْفِيَّةَ الْجَزَاءِ وَالتَّفَاوُتِ بَيْنَ الْمُؤْمِنِ وَالْكَافِرِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ خَيْرٌ أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَذَا الِاسْتِفْهَامُ لِلتَّقْرِيرِ : وَالْغَرَضُ مِنْهُ التَّنْبِيهُ عَلَى أَنَّ الْمُلْحِدِينَ فِي الْآيَاتِ يُلْقَوْنَ فِي النَّارِ ، وَأَنَّ
[ ص: 1318 ] الْمُؤْمِنِينَ بِهَا يَأْتُونَ آمِنِينَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .
وَظَاهِرُ الْآيَةِ الْعُمُومُ اعْتِبَارًا بِعُمُومِ اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ .
وَقِيلَ : الْمُرَادُ بِمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ :
أَبُو جَهْلٍ ، وَمَنْ يَأْتِي آمِنًا : النَّبِيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - وَقِيلَ :
حَمْزَةُ ، وَقِيلَ :
nindex.php?page=showalam&ids=2عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ، وَقِيلَ :
nindex.php?page=showalam&ids=233أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ الْمَخْزُومِيُّ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ هَذَا أَمْرُ تَهْدِيدٍ أَيِ : اعْمَلُوا مِنْ أَعْمَالِكُمُ الَّتِي تُلْقِيكُمْ فِي النَّارِ مَا شِئْتُمْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ، فَهُوَ مُجَازِيكُمْ عَلَى كُلِّ مَا تَعْمَلُونَ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ لَفْظُهُ لَفْظُ الْأَمْرِ ، وَمَعْنَاهُ الْوَعِيدُ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=41إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالذِّكْرِ لَمَّا جَاءَهُمْ الْجُمْلَةُ مُسْتَأْنَفَةٌ مُقَرِّرَةٌ لِمَا قَبْلَهَا ، وَخَبَرُ إِنَّ مَحْذُوفٌ : أَيْ : إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْقُرْآنِ لَمَّا جَاءَهُمْ يُجَازَوْنَ بِكُفْرِهِمْ ، أَوْ هَالِكُونَ ، أَوْ يُعَذَّبُونَ ، وَقِيلَ : هُوَ قَوْلُهُ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ وَهَذَا بَعِيدٌ وَإِنْ رَجَّحَهُ
nindex.php?page=showalam&ids=12114أَبُو عَمْرِو بْنُ الْعَلَاءِ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=15080الْكِسَائِيُّ : إِنَّهُ سَدَّ مَسَدَّهُ الْخَبَرُ السَّابِقُ ، وَهُوَ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40لَا يَخْفَوْنَ عَلَيْنَا .
وَقِيلَ : إِنَّ الْجُمْلَةَ بَدَلٌ مِنَ الْجُمْلَةِ الْأُولَى وَهِيَ : الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا ، وَخَبَرُ إِنَّ هُوَ الْخَبَرُ السَّابِقُ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=41وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ أَيِ : الْقُرْآنُ الَّذِي كَانُوا يُلْحِدُونَ فِيهِ أَيْ : عَزِيزٌ عَنْ أَنْ يُعَارَضَ أَوْ يَطْعَنَ فِيهِ الطَّاعِنُونَ ، مَنِيعٌ عَنْ كُلِّ عَيْبٍ .
ثُمَّ وَصَفَهُ بِأَنَّهُ حَقٌّ لَا سَبِيلَ لِلْبَاطِلِ إِلَيْهِ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ ، فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=42لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ .
قَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14416الزَّجَّاجُ : مَعْنَاهُ أَنَّهُ مَحْفُوظٌ مِنْ أَنْ يُنْقَصَ مِنْهُ فَيَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ ، أَوْ يُزَادَ فِيهِ فَيَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ خَلْفِهِ ، وَبِهِ قَالَ
قَتَادَةُ وَالسُّدِّيُّ .
وَمَعْنَى الْبَاطِلِ عَلَى هَذَا : الزِّيَادَةُ وَالنُّقْصَانُ .
وَقَالَ
مُقَاتِلٌ : لَا يَأْتِيهِ التَّكْذِيبُ مِنَ الْكُتُبِ الَّتِي قَبْلَهُ ، وَلَا يَجِيءُ مِنْ بَعْدِهِ كِتَابٌ فَيُبْطِلُهُ ، وَبِهِ قَالَ
الْكَلْبِيُّ nindex.php?page=showalam&ids=15992وَسَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ .
وَقِيلَ : الْبَاطِلُ هُوَ الشَّيْطَانُ أَيْ : لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يَزِيدَ فِيهِ وَلَا يَنْقُصَ مِنْهُ .
وَقِيلَ : لَا يُزَادُ فِيهِ وَلَا يُنْقَصُ مِنْهُ ، لَا مِنْ
جِبْرِيلَ وَلَا مِنْ
مُحَمَّدٍ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ -
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=42تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ هُوَ خَبَرٌ لِمُبْتَدَأٍ مَحْذُوفٍ أَوْ صِفَةٌ أُخْرَى لِكِتَابٍ عِنْدَ مَنْ يُجَوِّزُ تَقْدِيمَ غَيْرِ الصَّرِيحِ مِنَ الصِّفَاتِ عَلَى الصَّرِيحِ ، وَقِيلَ : إِنَّهُ الصِّفَةُ لِكِتَابٍ ، وَجُمْلَةُ لَا يَأْتِيهِ مُعْتَرِضَةٌ بَيْنَ الْمَوْصُوفِ وَالصِّفَةِ .
ثُمَّ سَلَّى - سُبْحَانَهُ - رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - عَلَى مَا كَانَ يَتَأَثَّرُ لَهُ مِنْ أَذِيَّةِ الْكُفَّارِ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43مَا يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ أَيْ : مَا يُقَالُ لَكَ مِنْ هَؤُلَاءِ الْكُفَّارِ مِنْ وَصْفِكَ بِالسِّحْرِ وَالْكَذِبِ وَالْجُنُونِ إِلَّا مِثْلُ مَا قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ ، فَإِنَّ قَوْمَهُمْ كَانُوا يَقُولُونَ لَهُمْ مِثْلَ مَا يَقُولُ لَكَ هَؤُلَاءِ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : مَا يُقَالُ لَكَ مِنَ التَّوْحِيدِ وَإِخْلَاصِ الْعِبَادَةِ لِلَّهِ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ ، فَإِنَّ الشَّرَائِعَ كُلَّهَا مُتَّفِقَةٌ عَلَى ذَلِكَ ، وَقِيلَ : هُوَ اسْتِفْهَامٌ أَيْ : أَيُّ شَيْءٍ يُقَالُ لَكَ إِلَّا مَا قَدْ قِيلَ لِلرُّسُلِ مِنْ قَبْلِكَ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43إِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِمَنْ يَسْتَحِقُّ مَغْفِرَتَهُ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ الَّذِينَ بَايَعُوكَ وَبَايَعُوا مَنْ قَبْلَكَ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=43وَذُو عِقَابٍ أَلِيمٍ لِلْكُفَّارِ الْمُكَذِّبِينَ الْمُعَادِينَ لِرُسُلِ اللَّهِ ، وَقِيلَ : لَذُو مَغْفِرَةٍ لِلْأَنْبِيَاءِ ، وَذُو عِقَابٍ لِأَعْدَائِهِمْ .
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا أَيْ :
nindex.php?page=treesubj&link=20758لَوْ جَعَلْنَا الْقُرْآنَ الَّذِي تَقْرَأُهُ عَلَى النَّاسِ بِغَيْرِ لُغَةِ الْعَرَبِ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44لَقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ أَيْ : بُيِّنَتْ بِلُغَتِنَا فَإِنَّنَا عَرَبٌ لَا نَفْهَمُ لُغَةَ الْعَجَمِ ، وَالِاسْتِفْهَامُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44أَأَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ لِلْإِنْكَارِ ، وَهُوَ مِنْ جُمْلَةِ قَوْلِ الْمُشْرِكِينَ أَيْ : لَقَالُوا أَكَلَامٌ أَعْجَمِيٌّ وَرَسُولٌ عَرَبِيٌّ . وَالْأَعْجَمِيُّ : الَّذِي لَا يُفْصِحُ سَوَاءٌ كَانَ مِنَ الْعَرَبِ أَوْ مِنَ الْعَجَمِ . وَالْأَعْجَمُ ضِدُّ الْفَصِيحِ : وَهُوَ الَّذِي لَا يُبَيِّنُ كَلَامَهُ ، وَيُقَالُ لِلْحَيَوَانِ غَيْرِ النَّاطِقِ : أَعْجَمٌ .
قَرَأَ
أَبُو بَكْرٍ ،
وَحَمْزَةُ nindex.php?page=showalam&ids=15080وَالْكِسَائِيُّ " ءَأَعْجَمِيٌّ " بِهَمْزَتَيْنِ مُحَقَّقَتَيْنِ . وَقَرَأَ
الْحَسَنُ ،
وَأَبُو الْعَالِيَةِ وَنَصْرُ بْنُ عَاصِمٍ وَهِشَامٌ بِهَمْزَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى الْخَبَرِ ، وَقَرَأَ الْبَاقُونَ بِتَسْهِيلِ الثَّانِيَةِ بَيْنَ بَيْنَ ، وَقِيلَ : الْمُرَادُ : هَلَّا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ فَجُعِلَ بَعْضُهَا أَعْجَمِيًّا لِإِفْهَامِ الْعَجَمِ وَبَعْضُهَا عَرَبِيًّا لِإِفْهَامِ الْعَرَبِ .
ثُمَّ أَمَرَ اللَّهُ - سُبْحَانَهُ - رَسُولَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ - أَنْ يُجِيبَهُمْ فَقَالَ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ أَيْ : يَهْتَدُونَ بِهِ إِلَى الْحَقِّ وَيَشْتَفُونَ بِهِ مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ ، وَمِنَ الْأَسْقَامِ وَالْآلَامِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ أَيْ : صَمَمٌ عَنْ سَمَاعِهِ وَفَهْمِ مَعَانِيهِ ، وَلِهَذَا تَوَاصَوْا بِاللَّغْوِ فِيهِ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى قَالَ
قَتَادَةُ : عَمُوا عَنِ الْقُرْآنِ وَصَمُّوا عَنْهُ .
وَقَالَ
nindex.php?page=showalam&ids=14468السُّدِّيُّ : عَمِيَتْ قُلُوبُهُمْ عَنْهُ وَالْمَعْنَى : وَهُوَ عَلَيْهِمْ ذُو عَمًى ، أَوْ وُصِفَ بِالْمَصْدَرِ لِلْمُبَالِغَةِ ، وَالْمَوْصُولُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ مُبْتَدَأٌ وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ أَوِ الْمَوْصُولُ الثَّانِي عُطِفَ عَلَى الْمَوْصُولِ الْأَوَّلِ ، وَوَقْرٌ عُطِفَ عَلَى هُدًى عِنْدَ مَنْ جَوَّزَ الْعَطْفَ عَلَى عَامِلَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ ، وَالتَّقْدِيرُ : هُوَ لِلْأَوَّلِينَ هُدًى وَشِفَاءٌ ، وَلِلْآخِرِينَ وَقْرٌ فِي آذَانِهِمْ .
قَرَأَ الْجُمْهُورُ عَمًى بِفَتْحِ الْمِيمِ مُنَوَّنَةً عَلَى أَنَّهُ مَصْدَرٌ ، وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنُ عَبَّاسٍ nindex.php?page=showalam&ids=16414وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الزُّبَيْرِ nindex.php?page=showalam&ids=59وَعَمْرُو بْنُ الْعَاصِ nindex.php?page=showalam&ids=12وَابْنُ عُمَرَ بِكَسْرِ الْمِيمِ مُنَوَّنَةً عَلَى أَنَّهُ اسْمٌ مَنْقُوصٌ عَلَى أَنَّهُ وُصِفَ بِهِ مَجَازًا .
وَقَرَأَ
nindex.php?page=showalam&ids=16705عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْيَاءِ عَلَى أَنَّهُ فِعْلٌ مَاضٍ ، وَاخْتَارَ
أَبُو عُبَيْدَةَ الْقِرَاءَةَ الْأُولَى لِقَوْلِهِ أَوَّلًا
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44هُدًى وَشِفَاءٌ وَلَمْ يَقُلْ هَادٍ وَشَافٍ ، وَقِيلَ : الْمَعْنَى : وَالْوَقْرُ عَلَيْهِمْ عَمًى ، وَالْإِشَارَةُ بِقَوْلِهِ : أُولَئِكَ إِلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ وَمَا فِي حَيِّزِهِ ، وَخَبَرُهُ
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44يُنَادَوْنَ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ مَثَّلَ حَالَهُمْ بِاعْتِبَارِ عَدَمِ فَهْمِهِمْ لِلْقُرْآنِ بِحَالِ مَنْ يُنَادَى مِنْ مَسَافَةٍ بَعِيدَةٍ لَا يَسْمَعُ صَوْتَ مَنْ يُنَادِيهِ مِنْهَا .
قَالَ
الْفَرَّاءُ : تَقُولُ لِلرَّجُلِ الَّذِي لَا يَفْهَمُ كَلَامَكَ : أَنْتَ تُنَادَى مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ .
وَقَالَ
الضَّحَّاكُ : يُنَادَوْنَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَقْبَحِ أَسْمَائِهِمْ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ . وَقَالَ
مُجَاهِدٌ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ مِنْ قُلُوبِهِمْ .
وَقَدْ أَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=12508ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ ،
وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ مِنْ طَرِيقِ
nindex.php?page=showalam&ids=15992سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ كَانَ يَسْجُدُ بِآخِرِ الْآيَتَيْنِ مِنْ حم السَّجْدَةِ ، وَكَانَ
nindex.php?page=showalam&ids=10ابْنُ مَسْعُودٍ يَسْجُدُ بِالْأُولَى مِنْهُمَا .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ سَعْدٍ nindex.php?page=showalam&ids=12508وَابْنُ أَبِي شَيْبَةَ مِنْ طَرِيقِ
نَافِعٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=12ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ كَانَ يَسْجُدُ بِالْأُولَى .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16000سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَسْجُدُ فِي الْآيَةِ الْأَخِيرَةِ .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40إِنَّ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي آيَاتِنَا قَالَ : هُوَ أَنْ يَضَعَ الْكَلَامَ عَلَى غَيْرِ مَوْضِعِهِ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنْهُ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40أَفَمَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ [ ص: 1319 ] قَالَ :
أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ :
nindex.php?page=showalam&ids=1أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ .
وَأَخْرَجَ ،
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
nindex.php?page=showalam&ids=16298وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ nindex.php?page=showalam&ids=13359وَابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
بَشِيرِ بْنِ تَمِيمٍ قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ فِي
أَبِي جَهْمٍ ،
nindex.php?page=showalam&ids=56وَعَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ . وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=13359ابْنُ عَسَاكِرَ عَنْ
عِكْرِمَةَ مِثْلَهُ .
وَأَخْرَجَ
ابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=40اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ قَالَ : هَذَا
لِأَهْلِ بَدْرٍ خَاصَّةً .
وَأَخْرَجَ
nindex.php?page=showalam&ids=16328ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ ،
وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ عَنِ
nindex.php?page=showalam&ids=11ابْنِ عَبَّاسٍ فِي قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا الْآيَةَ يَقُولُ : لَوْ جَعَلْنَا الْقُرْآنَ أَعْجَمِيًّا ، وَلِسَانُكَ يَا
مُحَمَّدُ عَرَبِيٌّ ، لَقَالُوا : أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ تَأْتِينَا بِهِ مُخْتَلِفًا أَوْ مُخْتَلِطًا
nindex.php?page=tafseer&surano=41&ayano=44لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ هَلَّا بُيِّنَتْ آيَاتُهُ فَكَانَ الْقُرْآنُ مِثْلَ اللِّسَانِ .
يَقُولُ : فَلَمْ نَفْعَلْ لِئَلَّا يَقُولُوا فَكَانَتْ حُجَّةً عَلَيْهِمْ .