السادس والعشرون : . كقوله - تعالى - : خطاب التنفير ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إن الله تواب رحيم ( الحجرات : 12 ) فقد جمعت هذه الآية أوصافا وتصويرا لما يناله المغتاب من عرض من يغتابه على أفظع وجه ؛ وفي ذلك محاسن كالاستفهام الذي معناه التقريع والتوبيخ ، وجعل ما هو الغاية في الكراهة موصولا بالمحبة ، وإسناد الفعل إلى ( أحدكم ) ، وفيه إشعار بأن أحدا لا يحب ذلك . ولم يقتصر على تمثيل الاعتبار بأكل لحم الإنسان حتى جعله " أخا " ولم يقتصر على لحم الأخ حتى جعله " ميتا " وهذه مبالغات عظيمة ، ومنها أن المغتاب غائب وهو لا يقدر على الدفع لما قيل فيه فهو كالميت .