[ ص: 145 ] nindex.php?page=treesubj&link=28905_28910سأل
يتعدى لمفعولين كأعطى ، ويجوز الاقتصار على أحدهما . ثم قد يتعدى بغير حرف ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=10واسألوا ما أنفقتم وليسألوا ما أنفقوا ) ( الممتحنة : 10 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7فاسألوا أهل الذكر ) ( الأنبياء : 7 ) . وقد يتعدى بالحرف إما بالباء كقوله : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سأل سائل بعذاب واقع ) ( المعارج : 1 ) وإما بعن كقولك : سل عن زيد . وكذا (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163واسألهم عن القرية ) ( الأعراف : 163 ) .
والمتعدية لمفعولين ثلاثة أضرب .
- ( أحدها ) : أن تكون بمنزلة " أعطيت " كقولك : سألت زيدا بعد عمرو حقا ، أي استعطيته أو سألته أن يفعل ذلك .
- ( والثاني ) : بمنزلة : اخترت الرجال زيدا كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10ولا يسأل حميم حميما ) ( المعارج : 10 ) أي عن حميم لذهوله عنه .
- ( والثالث ) : أن يقع موقع الثاني منهما استفهام ، كقوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=211سل بني إسرائيل كم آتيناهم من آية بينة ) ( البقرة : 211 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=45واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا أجعلنا من دون الرحمن آلهة يعبدون ) ( الزخرف : 45 ) .
وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سأل سائل بعذاب واقع ) ( المعارج : 1 ) فالمعنى سأل سائل النبي صلى الله عليه وسلم أو المسلمين بعذاب واقع ، فذكر المفعول الأول ، وسؤالهم عن العذاب إنما هو استعجالهم له كاستبعادهم لوقوعه ، ولردهم ما يوعدون به منه . وعلى هذا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6ويستعجلونك بالسيئة قبل الحسنة وقد خلت من قبلهم المثلات ) ( الرعد : 6 ) .
وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32واسألوا الله من فضله ) ( النساء : 32 ) فيجوز أن تكون " من "
[ ص: 146 ] فيه موضع المفعول الثاني ، وأن يكون المفعول الثاني محذوفا ، والصفة قائمة مقامه ، وأما قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187يسألونك كأنك حفي عنها ) ( الأعراف : 187 ) فيحتمل أن " عنها " متعلقة بالسؤال كأنه : يسألونك عنها كأنك حفي عنها ، فحذف الجار والمجرور فحسن ذلك لطول الكلام ، ويجوز أن يكون عنها بمنزلة " بها " وتتصل بالحفاوة وتارة بالباء ، وتارة بعن كالسؤال ، ويدل على تعلقه بالباء قوله تعالى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=47إنه كان بي حفيا ) ( مريم : 47 ) ، وقال : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59ثم استوى على العرش الرحمن فاسأل به خبيرا ) ( الفرقان : 59 ) ، أي مسئولا خبيرا ، ومعنى " اسأل " تبين بسؤالك .
[ ص: 145 ] nindex.php?page=treesubj&link=28905_28910سَأَلَ
يَتَعَدَّى لِمَفْعُولَيْنِ كَأَعْطَى ، وَيَجُوزُ الِاقْتِصَارُ عَلَى أَحَدِهِمَا . ثُمَّ قَدْ يَتَعَدَّى بِغَيْرِ حَرْفٍ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=60&ayano=10وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ) ( الْمُمْتَحَنَةِ : 10 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=21&ayano=7فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ ) ( الْأَنْبِيَاءِ : 7 ) . وَقَدْ يَتَعَدَّى بِالْحَرْفِ إِمَّا بِالْبَاءِ كَقَوْلِهِ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) ( الْمَعَارِجِ : 1 ) وَإِمَّا بِعَنْ كَقَوْلِكِ : سَلْ عَنْ زَيْدٍ . وَكَذَا (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=163وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ ) ( الْأَعْرَافِ : 163 ) .
وَالْمُتَعَدِّيَةُ لِمَفْعُولَيْنِ ثَلَاثَةُ أَضْرُبٍ .
- ( أَحَدُهَا ) : أَنْ تَكُونَ بِمَنْزِلَةِ " أَعْطَيْتُ " كَقَوْلِكَ : سَأَلْتُ زَيْدًا بَعْدَ عَمْرٍو حَقًّا ، أَيِ اسْتَعْطَيْتُهُ أَوْ سَأَلْتُهُ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ .
- ( وَالثَّانِي ) : بِمَنْزِلَةِ : اخْتَرْتُ الرِّجَالَ زَيْدًا كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=10وَلَا يَسْأَلُ حَمِيمٌ حَمِيمًا ) ( الْمَعَارِجِ : 10 ) أَيْ عَنْ حَمِيمٍ لِذُهُولِهِ عَنْهُ .
- ( وَالثَّالِثُ ) : أَنْ يَقَعَ مَوْقِعَ الثَّانِي مِنْهُمَا اسْتِفْهَامٌ ، كَقَوْلِهِ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=211سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُمْ مِنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ) ( الْبَقَرَةِ : 211 ) . (
nindex.php?page=tafseer&surano=43&ayano=45وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ ) ( الزُّخْرُفِ : 45 ) .
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=70&ayano=1سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ) ( الْمَعَارِجِ : 1 ) فَالْمَعْنَى سَأَلَ سَائِلٌ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوِ الْمُسْلِمِينَ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ ، فَذَكَرَ الْمَفْعُولَ الْأَوَّلَ ، وَسُؤَالُهُمْ عَنِ الْعَذَابِ إِنَّمَا هُوَ اسْتِعْجَالُهُمْ لَهُ كَاسْتِبْعَادِهِمْ لِوُقُوعِهِ ، وَلِرَدِّهِمْ مَا يُوعَدُونَ بِهِ مِنْهُ . وَعَلَى هَذَا : (
nindex.php?page=tafseer&surano=13&ayano=6وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ وَقَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمُ الْمَثُلَاتُ ) ( الرَّعْدِ : 6 ) .
وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=4&ayano=32وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ ) ( النِّسَاءِ : 32 ) فَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ " مِنْ "
[ ص: 146 ] فِيهِ مَوْضِعَ الْمَفْعُولِ الثَّانِي ، وَأَنْ يَكُونَ الْمَفْعُولُ الثَّانِي مَحْذُوفًا ، وَالصِّفَةُ قَائِمَةٌ مَقَامَهُ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=7&ayano=187يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ) ( الْأَعْرَافِ : 187 ) فَيَحْتَمِلُ أَنَّ " عَنْهَا " مُتَعَلِّقَةٌ بِالسُّؤَالِ كَأَنَّهُ : يَسْأَلُونَكَ عَنْهَا كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا ، فَحَذَفَ الْجَارَّ وَالْمَجْرُورَ فَحَسُنَ ذَلِكَ لِطُولِ الْكَلَامِ ، وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ عَنْهَا بِمَنْزِلَةِ " بِهَا " وَتَتَّصِلُ بِالْحَفَاوَةِ وَتَارَةً بِالْبَاءِ ، وَتَارَةً بِعْنَ كَالسُّؤَالِ ، وَيَدُلُّ عَلَى تَعَلُّقِهِ بِالْبَاءِ قَوْلُهُ تَعَالَى : (
nindex.php?page=tafseer&surano=19&ayano=47إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ) ( مَرْيَمَ : 47 ) ، وَقَالَ : (
nindex.php?page=tafseer&surano=25&ayano=59ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا ) ( الْفُرْقَانِ : 59 ) ، أَيْ مَسْئُولًا خَبِيرًا ، وَمَعْنَى " اسْأَلْ " تَبَيَّنْ بِسُؤَالِكَ .