66 -
nindex.php?page=treesubj&link=20941_28905لن
صيغة مرتجلة للنفي في قول
nindex.php?page=showalam&ids=16076سيبويه ، ومركبة عند
الخليل من لا وأن
[ ص: 332 ] واعترض بتقديم المفعول عليها ، نحو : زيدا لن أضرب ، وجوابه يجوز في المركبات ما لا يجوز في البسائط . وكان ينبغي أن تكون جازمة ، وقد قيل به ، إلا أن الأكثر النصب . وعلى كل قول ، فهي لنفي الفعل في المستقبل لأنها في النفي نقيضة السين وسوف ، وأن في الإثبات ، فإذا قلت : سأفعل أو سوف أفعل كان نقيضه لن أفعل .
وهي في نفي الاستقبال آكد من لا ، وقوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فلن أبرح الأرض ( يوسف : 8 ) آكد من قوله :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60لا أبرح حتى أبلغ مجمع البحرين ( الكهف : 60 ) .
وليس معناها النفي على التأييد ، خلافا لصاحب الأنموذج بل إن النفي مستمر في المستقبل ، إلا أن يطرأ ما يزيله ، فهي لنفي المستقبل و " لم " لنفي الماضي ، و " ما " لنفي الحال .
ومن خواصها أنها تنفي ما قرب ، ويمتد معنى النفي فيها كامتداد معناها ، وقد جاء في قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=7ولا يتمنونه أبدا ( الجمعة : 7 ) بحرف " لا " في الموضع الذي اقترن به حرف الشرط بالفعل ، فصار من صيغ العموم يعم الأزمنة ، كأنه يقول : متى زعموا ذلك لوقت من الأوقات ، وقيل لهم : تمنوا الموت فلا يتمنونه .
وقال في البقرة
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=95ولن يتمنوه ( البقرة : 95 ) فقصر من صيغة النفي ، لأن قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=94قل إن كانت لكم الدار الآخرة ( البقرة : 94 ) وليست لن مع كان من صيغ العموم ، لأن كان لا تدخل على حدث ، وإنما هي داخلة على المبتدأوالخبر ، عبارة عن قصر الزمان الذي كان فيه ذلك الحدث ، كأنه يقول : إن كان قد وجب لكم الدار الآخرة ، فتمنوا الموت ، ثم قال في الجواب :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=95ولن يتمنوه فانتظم معنى الآيتين .
[ ص: 333 ] وأما التأبيد فلا يدل على الدوام ، تقول : زيد يصوم أبدا ، ويصلي أبدا ، وبهذا يبطل تعلق المعتزلة بأن " لن " تدل على امتناع الرؤية ، ولو نفي بلا لكان لهم فيه متعلق ، إذ لم يخص بالكتاب أو بالسنة ، وأما الإدراك الذي نفي بلا فلا يمنع من الرؤية ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1018732إنكم ترون ربكم ولم يقل : تدركون ربكم ، والعرب تنفي المظنون بلن ، والمشكوك بلا .
وممن صرح بأن التأبيد عبارة عن الزمن الطويل لا عن الذي لا ينقطع
ابن الخشاب . وقد سبق مزيد كلام فيها في فصل التأكيد وأدواته . قيل : وقد تأتي للدعاء كما أتت لا لذلك ومنه قوله تعالى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=17قال رب بما أنعمت علي فلن أكون ظهيرا للمجرمين ( القصص : 17 ) .
ومنعه آخرون ، لأن فعل الدعاء لا يسند إلى المتكلم بل إلى المخاطب والغائب ، نحو : يارب لا عذبت فلانا ! ونحوه : لا عذب الله عمرا .
66 -
nindex.php?page=treesubj&link=20941_28905لَنْ
صِيغَةٌ مُرْتَجَلَةٌ لِلنَّفْيِ فِي قَوْلِ
nindex.php?page=showalam&ids=16076سِيبَوَيْهِ ، وَمُرَكَّبَةٌ عِنْدَ
الْخَلِيلِ مِنْ لَا وَأَنْ
[ ص: 332 ] وَاعْتُرِضَ بِتَقْدِيمِ الْمَفْعُولِ عَلَيْهَا ، نَحْوُ : زَيْدًا لَنْ أَضْرِبَ ، وَجَوَابُهُ يَجُوزُ فِي الْمُرَكَّبَاتِ مَا لَا يَجُوزُ فِي الْبَسَائِطِ . وَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونَ جَازِمَةً ، وَقَدْ قِيلَ بِهِ ، إِلَّا أَنَّ الْأَكْثَرَ النَّصْبُ . وَعَلَى كُلِّ قَوْلٍ ، فَهِيَ لِنَفْيِ الْفِعْلِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ لِأَنَّهَا فِي النَّفْيِ نَقِيضَةُ السِّينِ وَسَوْفَ ، وَأَنْ فِي الْإِثْبَاتِ ، فَإِذَا قُلْتَ : سَأَفْعَلُ أَوْ سَوْفَ أَفْعَلُ كَانَ نَقِيضُهُ لَنْ أَفْعَلَ .
وَهِيَ فِي نَفْيِ الِاسْتِقْبَالِ آكَدُ مِنْ لَا ، وَقَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=12&ayano=80فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ ( يُوسُفَ : 8 ) آكَدُ مِنْ قَوْلِهِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=18&ayano=60لَا أَبْرَحُ حَتَّى أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ ( الْكَهْفِ : 60 ) .
وَلَيْسَ مَعْنَاهَا النَّفْيَ عَلَى التَّأْيِيدِ ، خِلَافًا لِصَاحِبِ الْأُنْمُوذَجِ بَلْ إِنَّ النَّفْيَ مُسْتَمِرٌّ فِي الْمُسْتَقْبَلِ ، إِلَّا أَنْ يَطْرَأَ مَا يُزِيلُهُ ، فَهِيَ لِنَفْيِ الْمُسْتَقْبَلِ وَ " لَمْ " لِنَفْيِ الْمَاضِي ، وَ " مَا " لِنَفْيِ الْحَالِ .
وَمِنْ خَوَاصِّهَا أَنَّهَا تَنْفِي مَا قَرُبَ ، وَيَمْتَدُّ مَعْنَى النَّفْيِ فِيهَا كَامْتِدَادِ مَعْنَاهَا ، وَقَدْ جَاءَ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=62&ayano=7وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا ( الْجُمُعَةِ : 7 ) بِحَرْفِ " لَا " فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي اقْتَرَنَ بِهِ حَرْفُ الشَّرْطِ بِالْفِعْلِ ، فَصَارَ مِنْ صِيَغِ الْعُمُومِ يَعُمُّ الْأَزْمِنَةَ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : مَتَى زَعَمُوا ذَلِكَ لِوَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ ، وَقِيلَ لَهُمْ : تَمَنَّوُا الْمَوْتَ فَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ .
وَقَالَ فِي الْبَقَرَةِ
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=95وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ ( الْبَقَرَةِ : 95 ) فَقَصَرَ مِنْ صِيغَةِ النَّفْيِ ، لِأَنَّ قَوْلَهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=94قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ ( الْبَقَرَةِ : 94 ) وَلَيْسَتْ لَنْ مَعَ كَانَ مِنْ صِيَغِ الْعُمُومِ ، لِأَنَّ كَانَ لَا تَدْخُلُ عَلَى حَدَثٍ ، وَإِنَّمَا هِيَ دَاخِلَةٌ عَلَى الْمُبْتَدَأِوَالْخَبَرِ ، عِبَارَةٌ عَنْ قِصَرِ الزَّمَانِ الَّذِي كَانَ فِيهِ ذَلِكَ الْحَدَثُ ، كَأَنَّهُ يَقُولُ : إِنْ كَانَ قَدْ وَجَبَ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ ، فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ، ثُمَّ قَالَ فِي الْجَوَابِ :
nindex.php?page=tafseer&surano=2&ayano=95وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ فَانْتَظَمَ مَعْنَى الْآيَتَيْنِ .
[ ص: 333 ] وَأَمَّا التَّأْبِيدُ فَلَا يَدُلُّ عَلَى الدَّوَامِ ، تَقُولُ : زَيْدٌ يَصُومُ أَبَدًا ، وَيُصَلِّي أَبَدًا ، وَبِهَذَا يَبْطُلُ تَعَلُّقُ الْمُعْتَزِلَةِ بِأَنَّ " لَنْ " تَدُلُّ عَلَى امْتِنَاعِ الرُّؤْيَةِ ، وَلَوْ نُفِيَ بِلَا لَكَانَ لَهُمْ فِيهِ مُتَعَلَّقٌ ، إِذْ لَمْ يُخَصَّ بِالْكِتَابِ أَوْ بِالسُّنَّةِ ، وَأَمَّا الْإِدْرَاكُ الَّذِي نُفِيَ بِلَا فَلَا يَمْنَعُ مِنَ الرُّؤْيَةِ ، لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
nindex.php?page=hadith&LINKID=1018732إِنَّكُمْ تَرَوْنَ رَبَّكُمْ وَلَمْ يَقُلْ : تُدْرِكُونَ رَبَّكُمْ ، وَالْعَرَبُ تَنْفِي الْمَظْنُونَ بِلَنْ ، وَالْمَشْكُوكَ بِلَا .
وَمِمَّنْ صَرَّحَ بِأَنَّ التَّأْبِيدَ عِبَارَةٌ عَنِ الزَّمَنِ الطَّوِيلِ لَا عَنِ الَّذِي لَا يَنْقَطِعُ
ابْنُ الْخَشَّابِ . وَقَدْ سَبَقَ مَزِيدُ كَلَامٍ فِيهَا فِي فَصْلِ التَّأْكِيدِ وَأَدَوَاتِهِ . قِيلَ : وَقَدْ تَأْتِي لِلدُّعَاءِ كَمَا أَتَتْ لَا لِذَلِكَ وَمِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَى :
nindex.php?page=tafseer&surano=28&ayano=17قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ( الْقَصَصِ : 17 ) .
وَمَنَعَهُ آخَرُونَ ، لِأَنَّ فِعْلَ الدُّعَاءِ لَا يُسْنَدُ إِلَى الْمُتَكَلِّمِ بَلْ إِلَى الْمُخَاطَبِ وَالْغَائِبِ ، نَحْوُ : يَارَبِّ لَا عَذَّبْتَ فُلَانًا ! وَنَحْوَهُ : لَا عَذَّبَ اللَّهُ عَمْرًا .