20009 ( ومعنى الآية حينئذ ما أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، أنبأ ، أبو الحسن الطرائفي وأبو محمد الكعبي قالا : أنبأ ، ثنا إسماعيل بن قتيبة أبو خالد يزيد بن صالح ، حدثني بكير بن معروف عن مقاتل بن حيان ياأيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية اثنان ذوا عدل منكم ) يقول : شاهدان ذوا عدل منكم من أهل دينكم ( في قوله : ( أو آخران من غيركم ) يقول : يهوديين أو نصرانيين قوله ( إن أنتم ضربتم في الأرض ) وذلك أن رجلين نصرانيين من أهل دارين أحدهما تميم ، والآخر عدي صحبهما مولى لقريش في تجارة ، وركبوا البحر ومع القرشي مال معلوم قد علمه أولياؤه من بين آنية وبز ورقة ، فمرض القرشي ، فجعل الوصية إلى الداريين فمات فقبض الداريان المال ، فلما رجعا من تجارتهما جاءا بالمال والوصية ، فدفعاه إلى أولياء الميت ، وجاءا ببعض ماله فاستنكر القوم قلة المال فقالوا للداريين : إن صاحبنا قد خرج معه بمال كثير مما أتيتما به فهل باع شيئا أو اشترى شيئا فوضع فيه ؟ أم هل طال مرضه فأنفق على نفسه ؟ قالا : لا . قالوا : إنكما قد خنتما لنا فقبضوا المال ، ورفعوا أمرهم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأنزل الله - عز وجل : ( ياأيها الذين آمنوا شهادة بينكم إذا حضر أحدكم الموت ) إلى آخر الآية ، فلما نزلت أن يحبسا بعد الصلاة أمرهما النبي - صلى الله عليه وسلم - فقاما بعد الصلاة ، فحلفا بالله رب السماوات ورب الأرض ما ترك مولاكم من المال إلا ما أتيناكم به ، وإنا لا نشتري بأيماننا ثمنا من الدنيا : ( ولو كان ذا قربى ولا نكتم شهادة الله إنا إذا لمن الآثمين ) ، فلما حلفا خلى سبيلهما ، ثم إنهم وجدوا بعد ذلك إناء من آنية الميت وأخذوا الداريين فقالا : اشتريناه منه في حياته ، وكذبا ، فكلفا البينة فلم يقدرا عليها ، فرفعوا ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - ؛ فأنزل الله تبارك وتعالى ( فإن عثر ) يقول : فإن اطلع ( على أنهما استحقا إثما ) يعني الداريين يقول : إن كانا كتما حقا ( فآخران ) من أولياء الميت ( يقومان مقامهما من الذين استحق عليهم الأوليان فيقسمان بالله ) يقول : فيحلفان بالله إن مال صاحبنا كان كذا وكذا ، وإن الذي نطلب قبل الداريين لحق ( وما اعتدينا إنا إذا لمن الظالمين ) [ ص: 165 ] فهذا قول الشاهدين أولياء الميت حين اطلع على خيانة الداريين يقول الله تعالى : ( ذلك أدنى أن يأتوا بالشهادة على وجهها ) يعني الداريين ، والناس أن يعودوا لمثل ذلك .