الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                588 ( أخبرنا ) أبو عبد الله الحافظ ، حدثني أبو بكر محمد بن عبد الله الجراحي العدل الحافظ بمرو ، نا عبد الله بن يحيى القاضي السرخسي ، ثنا رجاء بن مرجا الحافظ قال : اجتمعنا في مسجد الخيف أنا وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني ويحيى بن معين ، فتناظروا في مس الذكر ، فقال يحيى بن معين : يتوضأ منه . وتقلد علي بن المديني قول الكوفيين ، وقال به . فاحتج ابن معين بحديث بسرة بنت صفوان ، واحتج علي بن المديني بحديث قيس بن طلق ، وقال ليحيى : كيف تتقلد إسناد بسرة ، ومروان بن الحكم أرسل شرطيا حتى رد جوابها إليه ؟ فقال يحيى : ثم لم يقنع ذلك عروة ، حتى أتى بسرة فسألها ، وشافهته بالحديث . ثم قال يحيى : ولقد أكثر الناس في قيس بن طلق ، وأنه لا يحتج بحديثه . فقال أحمد بن حنبل : كلا الأمرين على ما قلتما . فقال يحيى : مالك عن نافع ، عن ابن عمر يتوضأ من مس الذكر . فقال علي : كان ابن مسعود يقول : لا يتوضأ منه ، وإنما هو بضعة من جسدك . قال : فقال يحيى : هذا عمن ؟ فقال : عن سفيان ، عن أبي قيس ، عن هزيل ، عن عبد الله ، وإذا اجتمع ابن مسعود وابن عمر ، واختلفا فابن مسعود أولى أن يتبع . فقال له أحمد بن حنبل : نعم ولكن أبا قيس الأودي لا يحتج بحديثه . فقال علي : حدثني أبو نعيم ، ثنا مسعر ، عن عمير بن سعيد ، عن عمار قال : لا أبالي مسسته أو أنفي . فقال يحيى : بين عمير بن سعيد وعمار بن ياسر مفازة .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية