الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                745 ( أخبرنا ) أبو الحسن : محمد بن الحسين بن الفضل القطان ، ببغداد ، ثنا أبو سهل بن زياد القطان ، ثنا أبو يحيى : عبد الكريم بن الهيثم الديرعاقولي ، نا أبو توبة الربيع بن نافع ، ثنا معاوية بن سلام ، عن زيد بن سلام ؛ أنه سمع أبا سلام ، قال : حدثني أبو أسماء الرحبي : أن ثوبان - مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال : كنت قائما عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجاء حبر من أحبار اليهود ، فقال : السلام عليك يا محمد . قال : فدفعته دفعة كاد يصرع منها ، فقال اليهودي : لم دفعتني ؟ فقلت : ألا تقول يا رسول الله ؟ قال اليهودي : إنما ندعوه باسمه الذي سماه به أهله . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن اسمي الذي سماني به أهلي محمد " . قال اليهودي : جئت أسألك عن شيء . فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أينفعك شيء إن حدثتك ؟ " . قال : أسمع بأذني . فنكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعود معه ثم قال : " سل " . فقال اليهودي : أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هم في الظلمة دون الجسر " . قال : فمن أول الناس إجازة ؟ قال : " فقراء المهاجرين " . قال اليهودي : فما تحفتهم حين يدخلون الجنة ؟ قال : " زيادة كبد النون " . قال : فما غذاؤهم على إثرها ؟ قال : " ينحر لهم ثور الجنة الذي كان يأكل من أطرافها " . قال : فما شرابهم عليه ؟ قال : " من عين فيها تسمى سلسبيلا " . فقال : صدقت . قال : وجئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان . قال : " أينفعك إن حدثتك " . قال : أسمع بأذني . قال : جئت أسألك عن الولد . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ماء الرجل أبيض ، وماء المرأة أصفر ، فإذا علا مني الرجل مني المرأة أذكرا بإذن الله تعالى ، وإذا علا مني المرأة مني الرجل آنثا بإذن الله " . فقال : صدقت ، وإنك لنبي . ثم انصرف ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لقد سألني هذا عن الذي سألني وما لي بشيء منه علم حتى أتاني الله به . رواه مسلم في الصحيح عن الحسن بن علي الحلواني عن أبي توبة .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية