[ ص: 306 ] 196 - حدثنا قال : نا محمد بن المثنى قال : نا عمر بن يونس اليمامي قال : حدثني عكرمة بن عمار أبو زميل قال : حدثني قال : حدثني ابن عباس قال : عمر بن الخطاب بدر نظر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى ، وإلى أصحابه وهم المشركين وهم ألف فاستقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه يقول : " [ أنجز لي ] ما وعدتني ، ثلاث مائة وسبعة عشر رجلا " ، قال : فما زال يهتف بربه مادا يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه ، فأتاه اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض أبدا أبو بكر فأخذ رداءه فألقاه على منكبيه ، ثم التزمه من ورائه وقال : يا نبي الله كفاك مناشدتك ربك فإنه سينجز لك ما وعدك ، فأنزل الله - عز وجل - : ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) قال : وأمده الله بالملائكة . لما كان يوم
قال أبو زميل : [ فحدثني قال ] : ابن عباس ، وصوت الفارس يقول : قادم حيزوم إذ نظر المشرك أمامه فخر مستلقيا ينظر إليه فإذا هو قد خطم على شق وجهه كضربة السوط ، فجاء الأنصاري إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال : " صدقت ، ذاك مدد السماء الثالثة " . فقتلوا يومئذ سبعين وأسروا سبعين بينما رجل يومئذ يشتد في إثر رجل من المشركين إذ سمع ضربة بالسوط فوقه .
[ ص: 307 ] قال أبو زميل : قال : ابن عباس أبا بكر ويا عمر ما ترون في هؤلاء الأسارى ؟ " قال يا أبو بكر : هم بنو العم والعشيرة ، نرى أن تأخذ أو نأخذ منهم فدية فيكون لنا قوة على الكفار ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " يا عمر ما ترى ؟ " قال : قلت : لا والله ما أرى الذي قال أبو بكر ، يا نبي الله أرى أن تمكنا منهم فنضرب أعناقهم وتمكن عليا من عقيل فيضرب عنقه وتمكني من فلان نسيبا لعمر فأضرب عنقه ، فإن هؤلاء أئمة الكفر وصناديدهم ، قال : فهوى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما قال أبو بكر ، ولم يهو ما قلت ، فلما كان من الغد جئت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو وأبو بكر قاعدان يبكيان، فقلت : ، فإن وجدت بكاء بكيت ، وإن لم أجد بكاء تباكيت لبكائكما ؟ فقال : " أبكي للذي عرض علي أصحابك من أخذهم الفداء ، لقد عرض علي عذابكم أدنى من هذه الشجرة لشجرة قريبة من نبي الله - صلى الله عليه وسلم - ، فأنزل الله - عز وجل - : ( يا رسول الله أخبرني من أي شيء تبكي أنت وصاحبك ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم لولا كتاب من الله سبق لمسكم فيما أخذتم عذاب عظيم فكلوا مما غنمتم حلالا طيبا ) فأحل الله الغنيمة لكم . لما أسروا الأسارى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "
وهذا الحديث لا نعلمه يروى بهذا اللفظ عن عمر إلا من هذا الوجه .