20559 أخبرنا عبد الرزاق ، قال أخبرنا معمر ، عن ، قال : أخبرني الزهري ، قال : أنس بن مالك " ، قال : فطلع رجل من يطلع عليكم الآن من هذا الفج رجل من أهل الجنة أهل الأنصار تنطف لحيته من وضوئه ، قد علق نعليه في يده الشمال فسلم ، فلما كان الغد ، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل ذلك ، فطلع ذلك الرجل على مثل المرة الأولى ، فلما كان اليوم الثالث ، قال النبي صلى الله عليه وسلم مثل مقالته أيضا ، فطلع ذلك الرجل على مثل حاله الأول ، فلما قام النبي صلى الله عليه وسلم تبعه فقال : إني لاحيت أبي ، فأقسمت ألا أدخل عليه ثلاثا ، فإن رأيت أن تئويني إليك حتى تمضي الثلاث فعلت ، قال : نعم ، قال عبد الله بن عمرو بن العاص أنس : كان عبد الله يحدث أنه بات معه ثلاث ليال ، فلم يره يقوم من الليل شيئا ، غير أنه إذا تعار انقلب على فراشه ، وذكر الله وكبر حتى يقوم لصلاة الفجر ، قال عبد الله : غير أني لم أسمعه يقول إلا خيرا ، فلما [ ص: 288 ] مضت الثلاث ، وكدت أحتقر عمله ، قلت : يا عبد الله ، لم يكن بيني وبين والدي هجرة ولا غضب ، ولكني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ثلاث مرات : " يطلع الآن عليكم رجل من أهل الجنة " فطلعت ثلاث مرات ، فأردت أن آوي إليك لأنظر ما عملك ، فأقتدي بك ، فلم أرك تعمل كبير عمل ، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ما هو إلا ما رأيت قال : فانصرفت عنه ، فلما وليت دعاني فقال : ما هو إلا ما رأيت ، غير أني لا أجد في نفسي على أحد من المسلمين غشا ، ولا أحسده على ما أعطاه الله إياه إليه ، فقال عبد الله : هذه التي بلغت بك هي التي لا نطيق . كنا يوما جلوسا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : "