الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  20164 أخبرنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن قتادة ، قال : وقع طاعون بالشام في عهد عمر ، فكان الرجل لا يرجع إليه بناقته ، فقال عمرو بن العاص - وهو أمير الشام يومئذ - : تفرقوا من هذا الرجز في هذه الجبال وهذه الأودية ، وقال شرحبيل ابن حسنة : " بل رحمة ربكم ، ودعوة نبيكم ، وموت الصالحين قبلكم " ، لقد أسلمت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإن هذا لأضل من حمار أهله ، فقال معاذ بن جبل وسمعه يقول ذلك : اللهم أدخل على آل معاذ نصيبهم من هذا البلاء ، قال : فطعنت له امرأتان فماتتا ، ثم طعن ابن له فدخل عليه ، فقال : الحق من ربك فلا تكونن من الممترين ، فقال : ستجدني إن شاء الله من الصابرين ، قال : ثم مات ابنه ذلك ، [ ص: 150 ] فدفنه ثم طعن معاذ فجعل يغشى عليه فإذا أفاق قال : رب غمني غمك ، فوعزتك إنك لتعلم أني أحبك ، قال : ثم يغشى عليه ، فإذا أفاق قال مثل ذلك ، قال : فأفاق فإذا هو برجل يبكي عنده ، قال : ما يبكيك ؟ فقال : أما والله ما أبكي على دنيا أطمع أن أصيبها منك ، ولكني أبكي على العلم الذي أصيب منك ، قال : فلا تبك ، فإن العلم لا يذهب والتمسه من حيث التمسه خليل الله إبراهيم ، فإذا أنا مت فالتمس العلم عند أربعة نفر : عبد الله بن سلام ، وعبد الله بن مسعود ، وسلمان ، وعويمر أبي الدرداء ، فإن أعيوك فالناس أعيى ، قال : ثم مات .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية