20709 أخبرنا عبد الرزاق ، قال : أخبرنا معمر ، عن ، قال : بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يحيى بن أبي كثير يحيى بن زكريا بخمس كلمات أن يبلغهن ويعلمهن بني إسرائيل ، ويعمل بهن ، ويأمر أمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، فكأنه أبطأ فقيل لعيسى : مر يحيى أن يأمر بهذه الكلمات وإلا فأمر بهن أنت ، فقال عيسى ليحيى ذلك ، فقال يحيى : لا تفعل ، فإني أخاف إن أمرت بهن أن أعذب أو يخسف الله بي الأرض ، قال : فجمع يحيى بني إسرائيل [ ص: 340 ] في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد ، ثم جلسوا على شرفه فقال : إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعلمكموهن وآمركم أن تعملوا بهن ، ثم قال : أولاهن ألا تشركوا بالله شيئا ، فإن مثل من يشرك بالله كمثل رجل اشترى عبدا ، فجعله في داره ، وقال : هذه داري وهذا عملي ، فأد إلي عملك ، فجعل يعمل ويؤدي عمله إلى غير سيده ، فأيكم يحب أن يكون له عبد كذلك ؟ وإن الله هو الذي خلقكم ورزقكم فلا تشركوا به شيئا ، وآمركم بالصلاة ، فإذا صليتم فلا تلتفتوا في صلاتكم ، فإن الله ينصب - حسبته قال - وجهه لعبده في صلاته ما لم يلتفت ، قال : وآمركم بالصدقة ، فإن مثل الصدقة كمثل رجل أخذه العدو فقدموه ليضربوا عنقه ، فقال : ما تصنعون بضرب عنقي ، ألا أفتدي نفسي منكم بكذا وكذا ؟ قالوا : بلى ، فافتدى نفسه منهم ، فكذلك الصدقة تطفئ الخطيئة ، قال : وآمركم بالصيام ، فإن مثل الصائم كمثل رجل في قوم معه صرة مسك ليس مع أحد من القوم مسك غيره ، فكلهم يحب أن يجد ريحه ، فكذلك الصائم عند الله أطيب من ريح المسك ، وآمركم بذكر الله ، فإن مثل ذكر الله كمثل رجل انطلق فارا من العدو وهم يطلبونه حتى لجأ إلى حصن حصين ، فأفلت منهم ، وكذلك الشيطان لا يحرز منه إلا ذكر الله " .
قال يحيى : فأخبرني الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : والجماعة ، والهجرة ، والجهاد [ ص: 341 ] في سبيل الله ، فمن خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من رأسه حتى يراجع ، ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من جثا جهنم " ، فقال رجل : يا رسول الله ، وإن صلى وصام ؟ قال : " نعم ، وإن صلى وصام ، ولكن تسموا باسم الله الذي سماكم عباد الله المسلمين المؤمنين " وأنا آمركم بخمس : بالسمع ، والطاعة ، . "