[ ص: 308 ] تفسير سورة المنافقين  
بسم الله الرحمن الرحيم  
1486 - شأن نزول سورة المنافقين  
 3865     - أخبرنا   أبو العباس محمد بن أحمد المحبوبي  بمرو   ، ثنا   سعيد بن مسعود  ، ثنا   عبيد الله بن موسى  ، أنبأ  إسرائيل  ، عن   السدي  ، عن  أبي سعيد الأزدي  ،  ثنا   زيد بن أرقم     - رضي الله عنه - قال :  غزونا مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكان معنا ناس من الأعراب فكنا نبتدر الماء ، وكان الأعراب يسبقونا   ، فيسبق الأعرابي أصحابه فيملأ الحوض ، ويجعل حوله حجارة ، ويجعل النطع عليه حتى يجيء أصحابه ، فأتى رجل من  الأنصار   الأعرابي فأرخى زمام ناقته لتشرب ، فأبى أن يدعه فانتزع حجرا ففاض فرفع الأعرابي خشبة ، فضرب بها رأس الأنصاري فشجه ، فأتى  عبد الله بن أبي  رأس المنافقين فأخبره ، وكان من أصحابه فغضب  عبد الله بن أبي  ، ثم قال : لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا من حوله يعني الأعراب ، وكانوا يحدثون رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عند الطعام ، فقال  عبد الله  لأصحابه : إذا انفضوا من عند  محمد   ، فأتوا  محمدا   للطعام فليأكل هو ومن عنده ، ثم قال لأصحابه : إذا رجعتم إلى  المدينة   ، فليخرج الأعز منها الأذل ، قال زيد : وأنا ردف عمي ، فسمعت  عبد الله  وكنا أخواله فأخبرت عمي ، فانطلق فأخبر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فأرسل إليه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فحلف وجحد واعتذر ، فصدقه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكذبني ، فجاء إلى عمي ، فقال : ما أردت أن مقتك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وكذبك ، وكذبك المسلمون . فوقع علي من الغم ما لم يقع على أحد      [ ص: 309 ] قط ، فبينا أنا أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في سفر وقد خفقت برأسي من الهم ، فأتاني رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فعرك أذني وضحك في وجهي ، فما كان يسرني أن لي بها الخلد أو الدنيا ، ثم إن  أبا بكر  لحقني ، فقال : ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ قلت : ما قال لي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - شيئا غير أنه عرك أذني وضحك في وجهي ، فقال : أبشر . ثم لحقني  عمر  فقال : ما قال لك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ فقلت له مثل قولي  لأبي بكر  ، فلما أصبحنا قرأ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - سورة المنافقين (  إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله      ) ، حتى بلغ (  هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا      ) ، حتى بلغ ( ليخرجن الأعز منها الأذل )     .  
قد اتفق الشيخان على إخراج أحرف يسيرة من هذا الحديث من حديث   أبي إسحاق السبيعي  ، عن   زيد بن أرقم  ، وأخرج   البخاري  متابعا  لأبي إسحاق  من حديث  شعبة  عن  الحكم  ، عن   محمد بن كعب القرظي  ، عن   زيد بن أرقم  ولم يخرجاه بطوله والإسناد صحيح .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					