4349 - حدثنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن عتاب العبدي ، ببغداد ، ثنا ، ثنا جعفر بن محمد بن شاكر محمد بن سابق ، ثنا ، عن مالك بن مغول ، عن فضيل بن غزوان أبي حازم ، عن رضي الله عنه قال : " أبي هريرة " . لقد كان أصحاب الصفة سبعين رجلا ما لهم أردية
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .
قال الحاكم : " تأملت هذه الأخبار الواردة في أهل الصفة فوجدتهم من أكابر الصحابة رضي الله عنهم ورعا وتوكلا على الله عز وجل وملازمة لخدمة الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، اختاره الله تعالى لهم ما اختاره لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم من المسكنة ، والفقر ، والتضرع لعبادة الله عز وجل ، وترك الدنيا لأهلها ، وهم الطائفة المنتمية إليهم الصوفية قرنا بعد قرن ، فمن جرى على سنتهم وصبرهم على ترك الدنيا والأنس بالفقر ، وترك التعرض للسؤال فهم في كل عصر بأهل الصفة مقتدون وعلى خالقهم متوكلون .
وقد حدثنا شيخ التصوف في عصره ، ثنا أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي أبو أحمد الجريري قال : سمعت يقول : " لما بعث الله عز وجل النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان في الدنيا سبعة أصناف من الناس : الملوك ، والمزارعون ، وأصحاب المواشي ، والتجار ، والصناع ، والأجراء ، والضعفاء ، والفقراء لم يأمر أحدا منهم أن ينتقل مما هو فيه ، ولكن أمرهم بالعلم واليقين والتقوى والتوكل في جميع ما كانوا فيه " قال سهل بن عبد الله التستري سهل رحمة الله عليه : " وينبغي للعاقل أن يقول : ما ينبغي لي بعد علمي بأني عبدك أن أرجو وأؤمل غيرك [ ص: 554 ] ولا أتوهم عليك إذ خلقتني وصورتني عبدا لك أن تكلني إلى نفسي أو تولي أموري غيرك .
قال الحاكم : " وقد وصف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هذه الطائفة بما خصهم الله تعالى به من بين الطوائف بصفات ، فمن وجدت فيه تلك الصفات استحق بها اسم التصوف .