4416 - حدثنا ، ثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ، ثنا أحمد بن عبد الجبار ، عن يونس بن بكير قال : حدثني ابن إسحاق ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة رضي الله عنهما قال : ابن عباس مر الظهران في عشرة آلاف من المسلمين ، فسبعت مضى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأصحابه عام الفتح حتى نزل سليم وألفت مزينة وفي كل القبائل عدد وإسلام وأوعب مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المهاجرون والأنصار ، فلم يتخلف عنه منهم أحد ، وقد عميت الأخبار على قريش ، فلا يأتيهم خبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولا يدرون ما هو صانع ، وكان أبو سفيان بن الحارث وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة قد لقيا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ثنية العقاب فيما بين مكة والمدينة ، فالتمسا الدخول عليه ، فكلمته فقالت : يا رسول الله ، ابن عمك ، وابن عمتك ، وصهرك ، فقال : " لا حاجة لي فيهما ، أما ابن عمي فهتك عرضي ، وأما ابن عمتي وصهري فهو الذي قال لي أم سلمة بمكة ما قال " فلما خرج الخبر إليهما بذلك ومع ابن له فقال : والله ليأذنن رسول صلى الله عليه وآله وسلم أو لآخذن بيد ابني هذا ، ثم لنذهبن في الأرض حتى نموت عطشا أو جوعا ، فلما بلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رق لهما فدخلا عليه فأنشده أبي سفيان بن الحارث أبو سفيان قوله في إسلامه ، واعتذاره مما كان مضى فيه ، فقال :
لعمرك إني يوم أحمل راية لتغلب خيل اللات خيل محمد لكالمدلج الحيران أظلم ليله
فهذا أوان الحق أهدي وأهتدي فقل لثقيف لا أريد قتالكم
وقل لثقيف تلك عندي فأوعدي هداني هاد غير نفسي ودلني
إلى الله من طردت كل مطرد أفر سريعا جاهدا عن محمد
وأدعي ولو لم أنتسب لمحمد هم عصبة من لم يقل بهواهم
وإن كان ذا رأي يلم ويفند [ ص: 589 ] أريد لأرضيهم ولست بلافظ
مع القوم ما لم أهد في كل مقعد فما كنت في الجيش الذي نال عامرا
ولا كل عن خير لساني ولا يدي قبائل جاءت من بلاد بعيدة
توابع جاءت من سهام وسردد وإن الذي أخرجتم وشتمتم
سيسعى لكم سعي امرئ غير قعدد
قال : فلما أنشد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إلى الله من طردت كل مطرد ، ضرب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في صدره ، فقال : " أنت طردتني كل مطرد "
قال : " ماتت أم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ابن إسحاق بالأبواء ، وهي تزور خوالها من بني النجار " .
هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ولم يخرجاه .
أخو رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الرضاعة أرضعتهما وأبو سفيان بن الحارث حليمة ، وابن عمه ، ثم عامل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمعاملات قبيحة ، وهجاه غير مرة حتى أجابه رضي الله عنه بقصيدته التي ، يقول فيها : حسان بن ثابت
هجوت محمدا فأجبت عنه وعند الله في ذاك الجزاء
الحديث والقصيدة بطولها مخرجة في الحديث الصحيح لمسلم رحمه الله تعالى ، وقد كان رضي الله عنه يستأذن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يهجوه فلا يأذن له . حسان بن ثابت