2773 - ذكر أداء الصداق قبل البناء
6773 - قال : فحدثنا ابن عمر موسى بن محمد بن عبد الرحمن ، عن ريطة ، عن عمرة عائشة - رضي الله عنها - أنها سئلت متى بنى بك رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ؟ فقالت : لما هاجر رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلى عن المدينة خلفنا وخلف بناته ، فلما قدم المدينة بعث إلينا وبعث معه زيد بن حارثة أبا رافع مولاه ، وأعطاهم بعيرين وخمسمائة درهم أخذها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في المدينة من أبي بكر يشتريان بها ما يحتاجان إليه من الظهر ، وبعث أبو بكر - رضي الله عنه - معهما عبد الله بن أريقط الديلي ببعيرين أو ثلاثة ، وكتب إلى يأمره أن يحمل أهله عبد الله بن أبي بكر أم رومان وأنا وأختي أسماء امرأة الزبير فخرجوا مصطحبين ، فلما انتهوا إلى قديد اشترى بتلك الخمسمائة درهم ثلاثة أبعرة ، ثم دخلوا زيد بن حارثة مكة جميعا وصادفوا يريد الهجرة طلحة بن عبيد الله بآل أبي بكر فخرجنا جميعا ، وخرج زيد بن حارثة وأبو رافع بفاطمة وأم كلثوم وحمل وسودة بنت زمعة زيد أم أيمن ، وخرج وأسامة بن زيد عبد الله بن أبي بكر بأم رومان وأختيه ، وخرج واصطحبنا جميعا ، حتى إذا كنا طلحة بن عبيد الله بالبيض من منى نفر بعيري وأنا في محفة معي فيها أمي ، فجعلت أمي تقول : وابنتاه واعروساه ، حتى أدرك بعيرنا وقد هبط من لفت فسلم ، ثم إنا قدمنا المدينة فنزلت مع عيال أبي بكر ، ونزل آل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وهو يومئذ يبني المسجد وأبياتا حول المسجد ، فأنزل فيها أهله ، ومكثنا أياما في منزل أبي بكر - رضي الله عنه - ، قال أبو بكر : يا رسول الله ما يمنعك أن تبني بأهلك ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - : الصداق ، فأعطاه أبو بكر اثنتي عشرة أوقية ونشا ، فبعث بها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - إلينا ، وبنى بي رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في بيتي هذا الذي أنا فيه ، وهو الذي توفي فيه رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - ودفن فيه ، وجعل رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - لنفسه بابا في المسجد وجاه باب عائشة ، قالت : وبنى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - في أحد ثلاث البيوت التي إلى جنبي ، وكان رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - يكون عندها ، قال : بسودة عائشة - رضي الله عنها - سنة ثمان وخمسين في شهر رمضان وتوفيت .