3628 - يفترق الناس عند خروج الدجال ثلاث فرق
3629 - عرض الخلائق على الله وسؤاله من تعبدون
3630 - إذا أراد الله أن لا يخرج أحدا غير وجوههم
3631 - أول شافع روح القدس جبريل
8808 - أخبرنا ، ثنا أبو عبد الله محمد بن عبد الله الزاهد الأصبهاني ، ثنا أسد بن عاصم الحسين بن حفص ، ثنا ، ثنا سفيان بن سعيد ، عن سلمة بن كهيل أبي الزعراء ، [ ص: 822 ] قال : ذكر الدجال عند عبد الله ، فقال : : فرقة تتبعه ، وفرقة تلحق بأهلها منابت الشيح ، وفرقة تأخذ شط هذا يفترق الناس عند خروجه ثلاث فرق الفرات يقاتلهم ويقاتلونه حتى يقتلون بغربي الشام ، فيبعثون طليعة فيهم فرس أشقر - أو أبلق - فيقتتلون فلا يرجع منهم أحد ، قال : وأخبرني أبو صادق ، عن ربيعة بن ناجذ أنه فرس أشقر ، قال : ويزعم أهل الكتاب أن المسيح عليه السلام ينزل فيقتله ويخرج يأجوج ومأجوج ( وهم من كل حدب ينسلون ) فيبعث الله عليهم دابة مثل النغف فتلج في أسماعهم ومناخرهم فيموتون ، فتنتن الأرض منهم فيجأر إلى الله عز وجل فيرسل ماء فيطهر الأرض منهم ، ويبعث الله ريحا فيها زمهرير باردة فلا تدع على الأرض مؤمنا إلا كفته تلك الريح ، ثم تقوم الساعة على شرار الناس ، ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فلا يبقى من خلق الله في السماوات والأرض إلا مات ، إلا شاء ربك ، ثم يكون بين النفختين ما شاء الله ، فليس من بني آدم أحد إلا في الأرض منه شيء ، ثم يرسل الله ماء من تحت العرش كمني الرجال فتنبت لحمانهم وجثمانهم كما تنبت الأرض من الثرى ، ثم قرأ عبد الله : ( والله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا فسقناه إلى بلد ميت ) حتى بلغ ( كذلك النشور ) ثم يقوم ملك بالصور بين السماء والأرض فينفخ فيه فينطلق كل روح إلى جسدها فتدخل فيه ، فيقومون فيجيئون مجيئة رجل واحد قياما لرب العالمين ، ثم يتمثل الله تعالى للخلق فيلقى اليهود فيقول : من تعبدون ؟ فيقولون : نعبد عزيرا ، فيقول : هل يسركم الماء ؟ قالوا : نعم ، فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب ، ثم قرأ عبد الله : ( وعرضنا جهنم يومئذ للكافرين عرضا ) ، ثم يلقى النصارى فيقول : من تعبدون ؟ فيقولون : نعبد المسيح ، فيقول : هل يسركم الماء ؟ فيقولون : نعم ، فيريهم جهنم وهي كهيئة السراب ، ثم كذلك من كان يعبد من دون الله شيئا ، ثم قرأ عبد الله ( وقفوهم إنهم مسئولون ) حتى يبقى المسلمون فيقول : من تعبدون ؟ فيقولون : نعبد الله لا نشرك به شيئا فينتهرهم مرتين أو ثلاثا : من تعبدون ؟ فيقولون : نعبد الله لا نشرك به شيئا ، فيقول : هل تعرفون ربكم ؟ فيقولون : إذا اعترف لنا سبحانه عرفناه ، فعند ذلك يكشف عن ساق فلا يبقى مؤمن إلا خر لله ساجدا ، ويبقى المنافقون ظهورهم طبق واحد كأنما فيها السفافيد ، فيقولون : ربنا ، فيقول : قد كنتم تدعون إلى السجود وأنتم سالمون ، ثم يأمر الله بالصراط فيضرب على جهنم ، فيمر الناس بقدر أعمالهم زمرا أوائلهم كلمح البرق ، ثم كمر الريح ، ثم كمر الطير ، ثم كمر البهائم حتى يمر الرجل سعيا ، ثم يمر الرجل مشيا ، حتى يجيء [ ص: 823 ] آخرهم رجل يتلبط على بطنه فيقول : يا رب لم أبطأت بي ؟ قال : إني لم أبطئ ، بك إنما أبطأ بك عملك ، ثم يأذن الله تعالى في الشفاعة فيكون أول شافع روح الله القدس جبريل ، ثم إبراهيم ، ثم موسى ، ثم عيسى ، ثم يقوم نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم فلا يشفع أحد فيما يشفع فيه ، وهو المقام المحمود الذي ذكره الله تعالى ( عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا ) فليس من نفس إلا وهي تنظر إلى بيت في الجنة ، قال سفيان : أراه قال : لو علمتم يوم يرى أهل الجنة الذي في النار فيقولون : لولا أن من الله علينا ، ثم تشفع الملائكة والنبيون والشهداء والصالحون والمؤمنون فيشفعهم الله ، ثم يقول : أنا أرحم الراحمين ، فيخرج من النار أكثر مما أخرج جميع الخلق برحمته حتى لا يترك أحدا فيه خير ، ثم قرأ عبد الله ( ما سلككم في سقر ) وقال : بيده فعقده قالوا ( لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين ) هل ترون في هؤلاء من خير ؟ وما يترك فيها أحد فيه خير ، فإذا أراد الله أن لا يخرج أحدا غير وجوههم وألوانهم فيجئ الرجل فيشفع فيقول : من عرف أحدا فليخرجه ، فيجئ فلا يعرف أحدا ، فيناديه رجل فيقول : أنا فلان ، فيقول : ما أعرفك ، فعند ذلك قالوا : ( ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ) قال : ( اخسئوا فيها ولا تكلمون ) فإذا قال ذلك انطبقت عليهم ، فلم يخرج منهم بشر .
هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه .