( 171 ) باب التغليظ في الصدقة [ 251 - أ ] مراءاة وسمعة ، والدليل على أن المرائي بالصدقة من أوائل من تستعر بهم النار يوم القيامة ، نعوذ بالله من الرياء والسمعة ، والله نسأل أن يعيذنا من النار بعفوه ، قال الله - عز وجل - : من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموما مدحورا [ الإسراء ] .  
 [ ص: 1188 ]  2482     - حدثنا   عتبة بن عبد الله  ، أخبرنا   عبد الله بن المبارك  ، أخبرنا  حيوة بن شريح  ، حدثني  الوليد بن أبي الوليد أبو عثمان  ، أن  عقبة بن مسلم  حدثه أن  شفيا  حدثه :  أنه دخل  المدينة   ، فإذا هو برجل قد اجتمع عليه الناس ، فقال : من هذا ؟ فقالوا :   أبو هريرة  ، فدنوت منه حتى قعدت بين يديه وهو يحدث الناس ، فلما سكت وخلا ، قلت : أنشدك بحق وحق لما حدثتني حديثا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عقلته وعلمته ، فقال   أبو هريرة     : أفعل ، لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعلمته ، ثم نشغ   أبو هريرة  نشغة ، فمكث قليلا ، ثم أفاق ، فقال : لأحدثنك حديثا حدثنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ، ثم نشغ   أبو هريرة  نشغة أخرى ، فمكث بذلك ، ثم أفاق ومسح وجهه ، قال : أفعل ، لأحدثنك بحديث حدثنيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأنا وهو في هذا البيت ما معنا أحد غيري وغيره ، ثم نشغ   أبو هريرة  نشغة شديدة ، ثم مال خارا على وجهه ، أسندته طويلا ، ثم أفاق ، فقال : حدثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن  الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة نزل إلى العباد ليقضي بينهم   ، وكل أمة جاثية ، فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ، ورجل يقتل في سبيل الله ، ورجل كثير المال ، فيقول للقارئ : ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي ؟ قال : بلى يا رب . قال : فماذا عملت فيما علمت ؟ قال : كنت أقوم به أثناء الليل وآناء النهار . فيقول الله له : كذبت ، وتقول الملائكة : كذبت ، ويقول الله : بل أردت أن يقال : فلان قارئ ، فقد قيل ، ويؤتى بصاحب المال ، فيقول الله : ألم أوسع عليك حتى لم أدعك تحتاج إلى أحد ؟ قال : بلى . قال : فماذا عملت فيما آتيتك ؟ قال : كنت أصل الرحم ، وأتصدق ؟ فيقول الله : كذبت ، وتقول الملائكة : كذبت ، فيقول الله :      [ ص: 1189 ] بل أردت أن يقال : فلان جواد ، فقد قيل ذاك ، ويؤتي بالذي قتل في سبيل الله ، فيقال له : فيم قتلت ؟ فيقول : أمرت بالجهاد في سبيلك ، فقاتلت حتى قتلت ، فيقول الله : كذبت ، وتقول الملائكة : كذبت ، ويقول الله - عز وجل - له : بل أردت أن يقال : فلان جريء ، فقد قيل ذلك " ، ثم ضرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ركبتي ، فقال : " يا   أبا هريرة  ، أولئك الثلاثة أول خلق الله تسعر بهم النار يوم القيامة .  
قال  الوليد     : فأخبرني  عقبة  أن  شفيا  هو الذي دخل على  معاوية  فأخبره بهذا .  
قال  أبو عثمان     : وحدثني  العلاء بن أبي حكيم  أنه كان سيافا  لمعاوية  ، وأن رجلا دخل على  معاوية  فحدثه بهذا ، قال : صدق الله ورسوله :  من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها   إلى قوله :  وباطل ما كانوا يعملون      [ هود : 15 - 16 ] .  
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					