( 275 ) باب والدليل على أن فاعل ذلك من شرار الناس ، وفي هذه اللفظة دلالة على أن قوله صلى الله عليه وسلم : " الزجر عن اتخاذ القبور مساجد " وقوله : " أينما أدركتك الصلاة فصل فهو مسجد " لفظة عامة مرادها خاص على ما ذكرت . وهذا من الجنس الذي قد كنت أعلمت في بعض كتبنا أن الكل قد يقع على البعض على معنى التبعيض ، إذ النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد بقوله : جعلت لنا الأرض كلها مسجدا " جميع الأرضين ، إنما أراد بعضها لا جميعها ، إذ لو أراد جميعها ، كانت الصلاة في المقابر جائزة وجاز اتخاذ القبور مساجد ، وكانت الصلاة في الحمام وخلف القبور وفي معاطن الإبل كلها جائزة ، وفي زجر النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلاة في هذا الموضع دلالة على صحة ما قلت " . جعلت لنا الأرض كلها مسجدا