الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              1097 وقد روى الزهري ، عن سعيد بن المسيب ، وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة ، أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يقنت إلا أن يدعو لقوم على قوم ، فإذا أراد أن يدعو على قوم أو يدعو لقوم ، قنت حين يرفع رأسه من الركعة الثانية من صلاة الفجر ثناه عمرو بن علي ، ومحمد بن يحيى قالا : ثنا أبو داود ، نا إبراهيم بن سعد ، عن الزهري : [ ص: 545 ] وقد روى العلاء بن صالح - شيخ من أهل الكوفة - صلاته عن زبيد ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، أنه سأله عن القنوت في الوتر ، فقال : حدثنا البراء بن عازب قال : سنة ماضية . ثناه محمد بن العلاء بن كريب ، نا محمد بن بشر ، نا العلاء بن صالح . وهذا الشيخ العلاء بن صالح وهم في هذه اللفظة في قوله : في الوتر ، وإنما هو في الفجر لا في الوتر ، فلعله انمحى من كتابه ما بين الفاء والجيم فصارت الفاء شبه الواو ، والجيم ربما كانت صغيرة تشبه التاء فلعله لما رأى أهل بلده يقنتون في الوتر ، وعلماؤهم لا يقنتون في الفجر ، توهم أن خبر البراء إنما هو من القنوت في الوتر . نا سلم بن جنادة ، نا وكيع ، عن سفيان عن زبيد اليامي قال : سألت عبد الرحمن بن أبي ليلى عن القنوت في الفجر ، فقال : سنة ماضية .

              فسفيان الثوري أحفظ من مائتين مثل العلاء بن صالح ، فخبر أن سؤال زبيد ابن أبي ليلى إنما كان عن القنوت في الفجر لا في الوتر ، فأعلمه أنه سنة ماضية ، ولم يذكر أيضا البراء . وقد روى الثوري وشعبة - وهما إماما أهل زمانهما في الحديث - عن عمرو بن مرة ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى ، عن البراء : أن النبي صلى الله عليه وسلم قنت في الفجر " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية