الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          وحدثني عن مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كنت أرجل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          135 132 - ( مالك عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها قالت : كنت أرجل ) بضم الهمزة وشد الجيم أمشط ( رأس ) أي شعر ( رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ) وأسرحه لأن الترجيل للشعر وهو تسريحه وتنظيفه لا الرأس فهو من مجاز الحذف أو من إطلاق المحل على الحال مجازا ( وأنا حائض ) جملة اسمية حالية ففيه دلالة على طهارة بدن الحائض ، وألحق عروة بها الجنب وهو قياس جلي لأن الاستقذار بالحائض أكثر من الجنب ، وألحق أيضا الخدمة بالترجيل كما في البخاري عنه

                                                                                                          قال ابن عبد البر : في ترجيله - صلى الله عليه وسلم - لشعره وسواكه وأخذه من شاربه ونحو ذلك دليل على أن خلاف النظافة وحسن الهيئة في اللباس والزينة ليس من الشريعة ، وأن قوله - صلى الله عليه وسلم - : " البذاذة من الإيمان " أراد به إطراح السرف والشهرة للملبس الداعي إلى التبختر والبطر لتصح معاني الآثار ولا يتضاد ، ومن هذا نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن الترجل إلا غبا يريد لغير الحاجة لئلا يكون ثائر الرأس شعثه كأنه شيطان كما جاء عنه - صلى الله عليه وسلم - انتهى .

                                                                                                          وهذا الحديث أخرجه البخاري عن عبد الله بن يوسف ، وأبو داود والترمذي والنسائي عن قتيبة كلاهما عن مالك به .




                                                                                                          الخدمات العلمية