وَحَدِيثُهَا السِّحْرُ الْحَلَّالُ لَوْ أَنَّهَا  لَمْ تَجْنِ قَتْلَ الْمُسْلِمِ الْمُتَحَرِّزِ      إِنْ طَالَ لَمْ يُمْلَلْ وَإِنْ هِيَ أَوْجَزَتْ  
وَدَّ الْمُحَدَّثُ أَنَّهَا لَمْ تُوجِزِ      شِرْكُ الْعُقُولِ وَنُزْهَةٌ مَا مِثْلُهَا  
لِلسَّامِعِينَ وَعُقْلَةَ الْمُسْتَوْفِزِ  
نَطَقَتْ بِسِحْرٍ بَعْدَهَا غَيْرَ أَنَّهُ      مِنَ السِّحْرِ مَا لَمْ يُخْتَلَفْ فِي حَلَالِهِ  
كَذَاكَ   nindex.php?page=showalam&ids=16972ابْنُ سِيرِينَ  بِنَفْثَةِ  يُوسُفَ       تَكَلَّمَ فِي الرُّؤْيَا بِمِثْلِ مَقَالِهِ  
صَمُوتٌ إِذَا مَا الصَّمْتُ زَيَّنَ أَهْلَهُ      وَفَتَّاقُ أَبْكَارِ الْكَلَامِ الْمُخَتَّمِ  
وَعَى مَا وَعَى الْقُرْآنُ مِنْ كُلِّ حِكْمَةٍ      وَنِيطَتْ لَهُ الْآدَابُ بِاللَّحْمِ وَالدَّمِ  
كَأَنَّ كَلَامَ النَّاسِ جُمِّعَ عِنْدَهُ      فَيَأْخُذُ مِنْ أَطْرَافِهِ يَتَخَيَّرُ  
فَلَمْ يَرْضَ إِلَّا كُلَّ بِكْرٍ ثَقِيلَةٍ      تَكَادُ بَيَانًا مِنْ دَمِ الْجَوْفِ تَقْطُرُ  
إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ مَقَالًا لِقَائِلٍ      بِمُنْتَظِمَاتٍ لَا تَرَى بَيْنَهَا فَصْلَا  
يَقُولُ مَقَالًا لَا يَقُولُونَ مِثْلَهُ      كَنَحْتِ الصَّفَا لَمْ يَبْقَ فِي غَايَةٍ فَضْلَا  
وَشَفَى مَا فِي النُّفُوسِ فَلَمْ يَدَعْ      لِذِي إِرْبَةٍ فِي الْقَوْلِ جَدًّا وَلَا هَزْلَا  
إِذَا قَالَ لَمْ يَتْرُكْ صَوَابًا وَلَمْ يَقِفْ      بِعَيٍّ وَلَمْ يُثْنِ اللِّسَانَ عَلَى هَجْرِ  
عَلِيمٌ بِتَنْزِيلِ الْكَلَامِ مُلَقَّنٌ      ذَكُورٌ لِمَا سَدَّاهُ أَوَّلَ أَوَّلَا  
تَرَى خُطَبَاءَ النَّاسِ يَوْمَ ارْتِجَالِهِ      كَأَنَّهُمُ الْكِرْوَانُ عَايَنَّ أَجَدْلَا  
وحديثها السحر الحلال لو أنها  لم تجن قتل المسلم المتحرز      إن طال لم يملل وإن هي أوجزت  
ود المحدث أنها لم توجز      شرك العقول ونزهة ما مثلها  
للسامعين وعقلة المستوفز  
نطقت بسحر بعدها غير أنه      من السحر ما لم يختلف في حلاله  
كذاك   nindex.php?page=showalam&ids=16972ابن سيرين  بنفثة  يوسف       تكلم في الرؤيا بمثل مقاله  
صموت إذا ما الصمت زين أهله      وفتاق أبكار الكلام المختم  
وعى ما وعى القرآن من كل حكمة      ونيطت له الآداب باللحم والدم  
كأن كلام الناس جمع عنده      فيأخذ من أطرافه يتخير  
فلم يرض إلا كل بكر ثقيلة      تكاد بيانا من دم الجوف تقطر  
إذا قال لم يترك مقالا لقائل      بمنتظمات لا ترى بينها فصلا  
يقول مقالا لا يقولون مثله      كنحت الصفا لم يبق في غاية فضلا  
وشفى ما في النفوس فلم يدع      لذي إربة في القول جدا ولا هزلا  
إذا قال لم يترك صوابا ولم يقف      بعي ولم يثن اللسان على هجر  
عليم بتنزيل الكلام ملقن      ذكور لما سداه أول أولا  
ترى خطباء الناس يوم ارتجاله      كأنهم الكروان عاين أجدلا